شرعت المملكة العربية السعودية في تحولٍ اجتماعيٍ واقتصاديٍ كبير يتجسد في رؤيتها لعام 2030 التي تقوم على التنوّع بعيداً عن النفط وعلى تأسيس عقد اجتماعي متجدّد.
ومن المتوقع تحقيق "الاقتصاد المزدهر" الوارد في رؤية 2030 من خلال إحداث تغيير جذري في النموذج الاقتصادي نحو صيغة جديدة على أساس إنتاجيّة متنامية. ولهذه الغاية، تقوم الدولة بتبديل دورها لتنتقل من دور المحرّك إلى الدور المُمَكِّن للنمو الذي يقوده القطاع الخاص. ويركّز هذا التحوّل على أربعة عناصر أساسيّة وهي: (1) تحسين جودة رأس المال البشري، و(2) تحسين بيئة الأعمال لتكون قادرة على جذب الاستثمارات الأجنبيّة، و(3) والارتقاء بمستوى جودة الإدارة العامة، و(4) تعزيز مرونة سوق العمل وتنافسيّتها.
لقد وقعت المملكة العربيّة السعودية والبنك الدولي "اتفاقية برنامج التعاون الفني" الأولى، يقوم البنك الدولي بموجبها بمد الهيئات الحكوميّة السعودية بالخبرات الفنيّة والمعارف العالميّة دعماً للأجندة التنموية للبلاد. ويتماشى هذا البرنامج الاستشاري مع تنفيذ رؤية 2030 وبرنامج التحوّل الوطني ويدعمهما. وفي خلال السنوات القليلة الماضية، توسّع البرنامج ليشمل قطاعات عدّة، بما في ذلك تحسين المناخ الاستثماري، والتعليم، والصحة، وأسواق العمل، والنقل، والطاقة، والتخطيط الحضري، والتخطيط والإدارة في الميدان الاقتصادي، والإدارة المالية العامة، والاقتصاد الرقمي، والشراكة بين القطاعَيْن العام والخاص، وإستراتيجيّة المؤسسات الصغيرة ومتوسطة الحجم. وتركّز التزامات "الخدمات الاستشارية مستردة التكلفة" على تعزيز القدرات المؤسسية داخل الهيئات والمؤسسات الحكوميّة والمساهمة في إعداد التشريعات والسياسات التي من شأنها أن تحقّق أهداف رؤية 2030 وغاياتها.
وبالإضافة إلى العمل مع البنك الدولي من خلال الخدمات الاستشاريّة مستردة التكلفة، أصبحت المملكة أيضاً شريكاً رئيسياً للبنك الدولي في العمل التنموي. وعلى سبيل المثال، تعهّدت حكومة المملكة في ديسمبر/كانون الأول عام 2021 بالمساهمة بمبلغ 700 مليون دولار أمريكي في العملية العشرين لتجديد مواردة المؤسسة الدولية للتنمية، وكانت قد تعهدت فيما سبق، ومنذ عامين فقط، بتقديم 400 مليون دولار أميركي في العملية التاسعة عشرة لتجديد موارد المؤسسة. ومن خلال مساهماتها في صناديق مُحدّدة، تُعزّز المملكة العربية السعودية مكانتها كشريك رئيسي للبنك الدولي في جهود القضاء على الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك في جميع أنحاء العالم.
آخر تحديث: 2022/04/12