Skip to Main Navigation

اليمن عرض عام

مع استمرار الصراع في اليمن، لا يزال البلد واحدا من أفقر البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويتخلف عن الركب في جميع مؤشرات التنمية تقريبا. ولم تترجم الهدنة التي تم التوصل إليها بين الحكومة المعترف بها دوليا، وبين الحوثيين، في أبريل/نيسان 2022، إلى تسوية سلمية، على الرغم من الإعلان عن خارطة طريق في ديسمبر/كانون الأول 2023. وأدت التوترات الإقليمية المتصاعدة والهجمات التي يشنها الحوثيون على سفن البحر الأحمر إلى تعقيد جهود عملية السلام.

وقد أصاب الصراع الدائر التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلد بالشلل، وأدى إلى تدهور مستويات معيشة معظم السكان. ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد للسنة الثانية على التوالي بنسبة 1٪ في عام 2024. وقد أدت الاضطرابات في كل من المعونات الإنسانية، والواردات الأساسية، وتحويلات المغتربين، وسبل كسب العيش، إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية بالفعل في اليمن، لا سيما في مجتمع يعاني من تفشي الفقر والحرمان ونقص الغذاء. علاوة على ذلك، لم يحصل جميع اليمنيين المحتاجين على المساعدات، ويرجع ذلك جزئيا إلى عدم كفاية التمويل الإنساني.

ومع وقف صادرات النفط الخام، من المرجح أن يواصل الريال اليمني الانخفاض في سوق عدن، مما يضيف ضغوطا متصاعدة على أسعار المستهلكين. منذ بداية الصراع، أدى الارتفاع الحاد في أسعار السلع الأساسية، وخاصة المواد الغذائية، إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي لتكون في صدارة المخاوف في اليمن. وفي الوقت الحاضر، يواجه أكثر من 17 مليون شخص في اليمن انعدام الأمن الغذائي، منهم 3.5 مليون يعانون بشكل حاد من سوء التغذية. وفي الوقت نفسه، يعاني نحو 18 مليون يمني من نقص مياه الشرب الآمنة، ومرافق الصرف الصحي التي يمكن الاعتماد عليها. ونتيجة لذلك، تواجه البلاد تفشيا متكررا لأمراض يمكن الوقاية منها؛ مثل الكوليرا والدفتيريا والحصباء وحمى الضنك. وأبرز مسح استقصائي أجري عبر الهاتف المحمول في عام 2023، أنه في ظل محدودية الخيارات الممكنة للتغلب على الصدمات السلبية، تلجأ الأسر إلى آليات تكيف ضارة، مثل إخراج الأطفال من المدارس (33٪ من العينة) أو الانخراط في أعمال محفوفة بالمخاطر (19٪).

واستشرافا للمستقبل، لا تزال آفاق اليمن غير واضحة بسبب توقف مفاوضات السلام واستمرار التوترات الإقليمية والداخلية. ويمكن أن تؤدي مخاطر التطورات السلبية الكبيرة إلى زعزعة استقرار الاقتصاد، خاصة إذا تصاعدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. ومن ناحية أخرى، يمكن لهدنة دائمة أو اتفاق سلام أن يكون حافزا للانتعاش الاقتصادي السريع. ومن المرجح أن يبدأ ذلك بإحياء شبكات النقل والتجارة الداخلية، مما يؤدي إلى خفض التكاليف وزيادة فرص العمل ورفع الدخل. ومن خلال المساعدات الدولية وجهود إعادة الإعمار التي يدعمها شركاء التنمية والإصلاحات التي تتم في مرحلة ما بعد انتهاء الصراع، يمكن لليمن تحقيق نمو مستدام ومتسارع على المدى القصير إلى المتوسط، مما يساعد على بناء الأساس لمستقبل موحد ومزدهر لجميع اليمنيين.

آخر تحديث: 2024/10/25

تحت المجهر

موارد اضافية

للاتصال بمكتب البنك

واشنطن العاصمة
نيكولاس أندرو كيز