البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً في لبنان
ما هو البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً في لبنان؟
أطلقت الحكومة اللبنانية البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً في عام 2011 بمساعدة فنية ومالية من البنك الدولي.[1] وهو برنامج شبكة الأمان الاجتماعي الوحيد الذي يستهدف الأسر الأكثر فقراً في لبنان. يستهدف البرنامج الأسر المعيشية اللبنانية الشديدة الفقر، أي الأسر غير القادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية.[2]
يشمل البرنامج حالياً 43,000 أسرة. إلا أنه من المتوقع أن تؤدي الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة إلى دفع أكثر من 155000 أسرة (850000 فرد، أي ما يعادل 22٪ من السكان اللبنانيين) تحت خط الفقر المدقع؛ و 356,000 ألف أسرة (1.7 مليون فرد أي ما يعادل 45٪ من السكان اللبنانيين) تحت خط الفقر الأعلى.[3] تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية ورئاسة مجلس الوزراء بإدارة برنامج NPTP وفق آلية استهداف تعتمد الاختبار بالوسائل غير المباشرة.
ما هي آلية الاستهداف التي يعتمدها البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً في لبنان ؟
يرتكز البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً في لبنان على آلية استهداف علمية هي الاختبار بالوسائل غير المباشرة لقياس مستوى الدخل (Proxy Means Testing PMT). وهي منهجية استهداف تستند إلى جمع خصائص الأسر المعيشية التي يسهل التحقّق منها وقياسها بهدف احتساب وتقدير درجة رفاه الأسرة المعيشية الواحدة.
تعتمد الآلية على عدد وفير من المتغيّرات المختارة التي يصعب على الأسر التلاعب بها أو إخفاؤها وهي تساهم بصورة مشتركة في تقدير مستوى رفاه الأسرة. ومن أجل اختيار أكثر المتغيّرات مواءمةً، يتم ربط هذه الأخيرة بقياس الرفاه. وتقضي المقاربة الأكثر رواجاً بتحليل الارتداد البسيط على ضوء مسح ميزانيات الأسر المعيشية ومجاميع الرفاه المستخدمة لقياس الفقر.
وتشرح الارتدادات الفارق في لوغاريتم إجمالي الاستهلاك (أو الإنفاق) للفرد حسب المتغيّرات التفسيرية المختارة. ولدى إعداد نموذج الاختبار بالوسائل غير المباشرة لقياس مستوى الدخل، يتم النظر في مواصفات نموذجية عديدة لإيجاد النموذج الذي يوفّر أفضل قدرة توقّعية (ويتم قياسه بمربّع الارتداد الأعلى) ودقّة في تحديد الفقراء. وتسمح منهجية الاختبار بالوسائل غير المباشرة لقياس مستوى الدخل بتصنيف كافّة المرشّحين للاستفادة من البرنامج حسب درجات الرفاه ويتراوح هذا التصنيف بين الدرجة الدنيا (الأكثر فقراً) والدرجة العليا (الأقل فقراً).
في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تستخدم البلدان التالية منهجية PMT في برامج شبكات الأمان الاجتماعي الرئيسية التي توفرها لمواطنيها: المغرب والجزائر والأردن ومصر والمملكة العربية السعودية وفلسطين وتونس واليمن ولبنان. أما على الصعيد العالمي، فتستخدم منهجية PMT في 40 دولة تقريبًا.
كيف تم احتساب الاختبار بالوسائل غير المباشرة لقياس مستوى الدخل في إطار البرنامج الوطني لاستهداف الفقر في لبنان؟
وُضعت معادلة الاختبار بالوسائل غير المباشرة لقياس مستوى الدخل بداية بالاستناد إلى مسح ميزانية الأسر للعام 2004/2005. وتم تحديثها في مرحلةٍ لاحقة على ضوء البيانات المستمدّة من مسح ميزانية الأسر للعام 2011- 2012، حيث تمت عام 2018 عملية إعادة التثبت من أحقية استفادة كافة الأسر المستفيدة من البرنامج. وقام البنك الدولي بتطوير هذه المعادلة بالتعاون الوثيق مع الجهات الوطنية المعنية، بما في ذلك وزارة الشؤون الاجتماعية، ورئاسة مجلس الوزراء وإدارة الإحصاء المركزي. واتسمت المعادلة المعتمدة في البرنامج بقدرة استهداف عالية إن بتصميمها أو مقارنة بالمعايير الدولية.
ما هي المتغيّرات التي تتضمّنها صيغة الاختبار بالوسائل غير المباشرة لقياس مستوى الدخل؟
تتضمّن الصيغة النهائية للاختبار بالوسائل غير المباشرة لقياس مستوى الدخل أكثر من 40 متغيّرة التي تشمل، من بين أمور أخرى، المنطقة التي يقع فيها منزل الأسرة المعيشية، ونوعية المسكن، والبنية الديمغرافية للأسرة المعيشية، وتوفّر الأصول، ووضع اليد العاملة والنشاط المزاول من قبل البالغين (راجع استبيان الاختبار بالوسائل غير المباشرة لقياس مستوى الدخل في ما يتعلّق بالبرنامج الوطني لاستهداف الفقر).
كما يشمل النموذج فئات أخرى يمكن أن تساهم في تدني مستوى معيشة الأسر، ومنها: عدد الأطفال ونسبتهم، عدد المسنّين ونسبتهم، عدد العاطلين عن العمل، عدد أعضاء الأسرة من ذوي الإعاقة، الأسر المعيشية التي ترأسها أنثى، الأسر ذات ربّ/ربّة أسرة أرمل(ة)/ مطلّق(ة)/ منفصل(ة) عن الزوج(ة).
كيف تم تطبيق الاختبار بالوسائل غير المباشرة لقياس مستوى الدخل في لبنان؟
- تبدأ عملية جمع البيانات بعد قيام المرشّحين المهتمين بملء استمارة من صفحتين في أحد مراكز الخدمات الإنمائية. وتتضمّن الاستمارة معلومات تتعلّق باسم وعمر وعنوان كلّ من أعضاء أسرة صاحب الطلب. ويتعيّن على الأسر المعيشية تقديم المستندات الأساسية التي تسمح بالتحقّق من المعلومات المذكورة، بما في ذلك بطاقات الهوية أو شهادات الولادة.
- بعد ذلك، يتم إيفاد العاملين الاجتماعيين إلى منازل الأسر من أجل ملء الاستبيان المصمّم مسبقاً والذي يتضمّن المتغيّرات التي من شأنها تحديد مستوى معيشة/رفاه الأسرة وفق معادلة الـ PMT.
- من ثم يتم إدخال البيانات الخاصّة بالأسر المعيشية في قاعدة بيانات موحّدة للأسر المعيشية يتم نقلها إلى وحدة الإدارة المركزية للبرنامج الوطني لاستهداف الفقر لدى رئاسة مجلس الوزراء.
- تتولّى وحدة الإدارة المركزية لدى رئاسة مجلس الوزراء التدقيق في بيانات الأسر المعيشية والتحقّق من اتساقها، أي أنّها تقارن المعلومات مع قيود السجلات المتوفّرة لدى وزارات ومؤسّسات أخرى.
- بعد التحقّق من دقّة البيانات، تحتسب الإدارة المركزية لدى رئاسة مجلس الوزراء معدل رفاه الأسر من خلال تطبيق معادلة الـ PMT على البيانات العائدة للأسر المعيشية، وتصنّف الأسر بالاستناد إلى المعدل التي حصلت عليه من الأكثر إلى الأقل فقراً. وتعتبر جميع الأسر المعيشية التي حصلت على معدل ما دون المعدل الموازي لخطّ الفقر المدقع في لبنان مؤهّلة للاستفادة من البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً في لبنان.
كم يبلغ عدد المستفيدين الحاليين من البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً في لبنان ؟
يتم إصدار بطاقات البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً (بطاقة حياة) لصالح الأسر التي حصلت على معدل دون خطّ الفقر المدقع. في الوقت الراهن، تحمل 43 ألف أسرة بطاقة حياة، وذلك من أصل مجموع الأسر المدرجة في قاعدة البيانات والبالغ عددها 140 ألف أسرة (580,000 فرد). وتخوّل البطاقة هذه الأسر الاستفادة من خدمات مجّانية في مجال الرعاية الصحّية والتعليم. وتستفيد الأسر المعيشية الأكثر فقراً بينها، وعددها 15 ألف أسرة، من القسيمة الغذائية الإلكترونية (بطاقة سحب إلكتروني).
هل تضم قاعدة بيانات البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً الحالية الفقراء؟
نعم، إن قاعدة البيانات الحالية مستهدِفة بشكل جيد للغاية حيث أن 80 في المائة من الأفراد المدرجين في قاعدة البيانات ينتمون إلى أفقر 30 في المائة من السكان. يعتبر هذا الأداء من بين الأفضل مقارنة بالدول الأخرى في العالم. ومع ذلك، فإن البرنامج يشمل 25٪ فقط من الأسر المعيشية التي تعيش تحت خط الفقر المدقع. وبالتالي، هناك حاجة ملحة لتوسيع البرنامج ليشمل جميع الفقراء المدقعين (155,000 أسرة)، بالإضافة إلى توسيع قاعدة البيانات.
كيف يمكن توسيع قاعدة بيانات البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً في لبنان؟
ينبغي إضافة مستفيدين جدد إلى قاعدة البيانات من خلال التماس طلبات انتساب جديدة باستخدام استبيان الـ PMT نفسه. في ضوء انتشار فيروس COVID19 (الذي لا يسمح بإجراء زيارات منزلية)، يمكن أن يتم التماس طلبات الإنتساب الجديدة عبر الإنترنت و/أو عبر الهاتف من خلال التعاقد مع جهة مستقلة خارجية. بعد رفع قيود COVID19، يجب إجراء التحقق من المستفيدين. وتشمل الخيارات على هذا الصعيد: التحقق الشامل من كافة الأسر، أو إجراء زيارات منزلية لعينة عشوائية من الأسر، أو اعتماد أدوات التنميط القائمة على المخاطر للتركيز على الحالات التي تتضمن احتمال خطأ أو احتيال.
ما هو التوزيع الجغرافي للمستفيدين الحاليين في قاعدة بيانات البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً في لبنان؟
يضم البرنامج اليوم 43.000 مستفيداً يتوزعون على المحافظات اللبنانية على النحو التالي:
- 41.4٪ في شمال لبنان
- 29.6٪ في البقاع
- 16.1٪ في جبل لبنان
- 8.0٪ في جنوب لبنان
- 4.5٪ في النبطية
- 0.4٪ في بيروت
[1] قدم البنك الدولي المساعدة التقنية والدعم المالي (25 مليون دولار) من خلال أربعة مشاريع منح طارئة - مشروعا دعم تنفيذ الحماية الاجتماعية الطارئة الأول والثاني (1 مليون دولار و 6 ملايين دولار عامي 2007 و2011) ، وبرنامج NPTP (8.2 دولار مليون عام 2014) والتمويل الإضافي لبرنامج NPTP (10 مليون دولار، 2016).
[2] إن النهج الدولي المعياري لتحديد خط الفقر، الذي تتبعه إدارة الإحصاء المركزي في لبنان، هو النهج الذي يعتمد تكلفة الاحتياجات الأساسية (CBN). لتقدير خط الفقر المدقع، يتم تحديد الحد الأدنى من متطلبات التغذية لحياة صحية - وعادة ما يتم تحديده على أساس الحد الأدنى من السعرات الحرارية. تعتبر الأسر التي تقل نفقات استهلاكها عن هذا الخط فقيرة للغاية. لتقدير خط الفقر الأعلى، يضاف عنصر غير غذائي إلى خط الفقر الغذائي (الإيجارات، السلع المعمرة، التعليم، الصحة، إلخ) ، وتعتبر الأسر التي يقل استهلاكها عن هذا الخط فقيرة.
[3] تقديرات البنك الدولي