31 مارس/آذار، 2010 — قديماً كان التنقل في العاصمة الكولومبية بوغوتا أمرا يتسم بالفوضى. فآلاف الحافلات التي كان يشغّلها أفراد بصورة مستقلة كانت تتنافس على الركاب الواقفين في الشوارع المزدحمة في غياب محطات محددة.أما اليوم فقد تم استحداث نظام ترانسميلينيو الحديث لحافلات النقل السريع الذي يتميز بالاستدامة الذاتية من الناحية المالية حيث يضم 114 محطة ويغطي 84 كيلومتراً من الحارات المنفصلة المخصصة للحافلات. وتشير البيانات الحديثة إلى انخفاض كبير في متوسط وقت الرحلة لمستخدمي وسائل المواصلات وعدد الحوادث وكمية التلوث داخل المدينة التي يقطنها 7 ملايين نسمة وذلك بفضل هذا النظام الجديد.
تقول إيميليا كويستاس "إن بوغوتا قد تغيرت بنسبة مائة في المائة منذ تطبيق نظام ترانسميلينيو. ففي عام 2002، كنت أعاني كثيراً من وسائل المواصلات".
والآن، تستخدم إيميليا هي و1.4 مليون شخص آخر نظام حافلات النقل السريع (BRT) يومياً – أي حوالي 27 في المائة من الطلب العام على النقل داخل المدينة.
يُعد ترانسميلينيو بمثابة نموذج لخطة النقل الحضري الوطنية الطموحة لكولومبيا - البرنامج الوطني للنقل الحضري- التي تهدف إلى إنشاء شبكات نقل ذات كفاءة ومتيسرة في 10 مدن على مدار 10 سنوات بتكاليف أقل من تكاليف أنظمة السكك الحديدية.
ويتضمن البرنامج الذي يسانده البنك الدولي نظامين آخرين قيد التشغيل للنقل السريع بالحافلات - ميجاباص في بيريرا وميو في كالي (بتمويل من بنك التنمية للبلدان الأمريكية) - وخطط لإنشاء أنظمة للنقل السريع بالحافلات في بارانكيلا وبيلو وبوكارامانجا وكارتاجينا وكوكوتا وميدلين - فالى دي أبورا وسواتشا.
شبكة توصل بين ست مدن
منذ عام 1996، قدم البنك الدولي للإنشاء والتعمير 757 مليون دولار لتمويل دراسات وإنشاء أنظمة نقل سريع بالحافلات في ست مدن -- بوغوتا وبارانكيلا وبوكارامانجا وكارتاجينا وميدلين وبيريرا – وتقديم المشورة الفنية بشأن الإطار الرقابي والمؤسسي للنقل الحضري في كولومبيا.
وحتى الآن التزمت الحكومة الكولومبية بتقديم 1.4 مليار دولار أمريكي لهذا البرنامج. ويبلغ إجمالي الارتباطات الحكومية التي قُدمت للبرنامج بدءاً من 2009 وحتى استكماله في عام 2016 مبلغ يصل إلى 1.9 مليار دولار لتسع من المدن العشر المشاركة، ومن الممكن سحب 1.3 مليار دولار من هذا المبلغ من تمويل البنك الدولي للإنشاء والتعمير.
ويتضمن الشركاء الآخرون بنك التنمية للبلدان الأمريكية وبنك التنمية بمنطقة الإنديز. وتغطي الضريبة الإضافية على البنزين، التي يدفعها مستخدمو السيارات، حوالي 34 في المائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج.