إنهاء الفقر خلال جيل واحد؟ شارك أشخاص من أكثر من 80 بلدا في الحوار حول هذا الهدف في لقاء خاص بعنوان أصوات عالمية حول الفقر مع رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وذلك عشية اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وقال الدكتور كيم "نعتقد أن وجود أناس يعيشون على أقل من 1.25 دولار في اليوم يمثل وصمة في ضميرنا، ومن ثم فإننا سنفعل كل ما بوسعنا لتقليص هذا العدد إلى 3 في المائة."
وأضاف كي مون "هناك أكثر من مليار شخص ينامون جوعى كل ليلة. هذا وضع غير مقبول. هذا هو السبب في أن استئصال الفقر والجوع يتصدران الأهداف الإنمائية للألفية، فيما يتصدر جهودنا لبناء المستقبل الذي نصبو إليه."
وخلال جلوسهما جنبا إلى جنب أسفل لافتتين كتب على إحداهما "ittakes#"، وعلى الأخرى "انهوا الفقر"، أبلغ الزعيمان جمهور الحضور في واشنطن وفي مختلف أنحاء العالم عبر البث على الإنترنت أنهما سيعملان جنبا إلى جنب لتخفيض عدد من يعيشون على أقل من 1.25 في اليوم إلى 3 في المائة من سكان العالم أو أقل – وهي الخطة التي سيبحثها مجلس محافظي البنك خلال عطلة هذا الأسبوع.
ويكلل هذا الحدث، والتعاون الوثيق بين البنك والأمم المتحدة، الحملة التي يقودها الدكتور كيم منذ شهور طارحا على الناس في مختلف أنحاء العالم سؤال عما هو مطلوب لإنهاء الفقر مع وضع استراتيجية لتنفيذ ذلك.
وقال الدكتور كيم "تحديد الهدف يغير طريقة الأداء... ونحن في الواقع نغير ما نفعله بأن نقول إننا لن نقيس معدلات الفقر كل ثلاث سنوات باستخدام بيانات عمرها عامين، بل سنقيسه كل عام. وستكون لدينا هذه البيانات لتقديمها كل عام."
وإلى جانب موضوع الفقر، غطت المناقشات قضايا تمكين الفقراء، والاشتمال المالي للمرأة، والقضاء على الجوع، وتشجيع الأمن الغذائي، والسلام في المناطق الهشة والمنكوبة بالصراعات، والتنمية المستدامة، وقضايا أخرى أثيرت خلال الأسئلة والتعليقات التي وجهها الجمهور العالمي وأيضا مديرة الجلسة تومي ماكجابو، الشهيرة ببرنامج "في قلب أفريقيا" الذي يعرض على محطة سي إن إن والحائز على جوائز. ووجهت الأسئلة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية من خلال البث المباشر على موقع البنك الدولي، وفيسبوك، وتويتر ittakes#.
واستفادت المناقشات أيضا من حكمة أربعة من الشخصيات البارزة الموجودة ضمن جمهور واشنطن: وزيرة التنمية الدولية بالسويد غونيلا كارلسون، ووزيرة المالية بأوغندا ماريا كيوانوكا، والوزير لدى رئاسة الجمهورية ورئيس اللجنة الوطنية للتخطيط في جنوب أفريقيا تريفور مانويل، ومؤسس بنك غرامين محمد يونس الحائز على جائزة نوبل.
وعكست العديد من التعليقات المخاوف التي تسود الخطاب الدائر على صفحات التواصل الاجتماعي، كالفقر وتعليم الفتيات والرخاء المشترك وبالعربية هناك قضية العدل.
وتساءل الناس لماذا يظل الفقر متفشيا، ومن أين نبدأ للقضاء عليه، وما الذي ينبغي عمله إزاء الفساد، وماذا أيضا يتعين القيام به للوفاء بالأهداف العالمية بجانب إنهاء الفقر. ومن غانا، تساءل أحدهم: كيف يمكننا التيقن من مشاركة الفقراء أنفسهم في إنهاء الفقر؟
قال مانويل "نتحدث عن قادة وحكومات، وليس عن مواطنين ناشطين، وهذا هو العنصر الأساسي الذي لا يركز أحد عليه بالقدر الكافي. لأن الحكومة الفعالة يجب أن تكون نتاج نوع مختلف من المشاركة، وليس فقط نتاج انتخابات حرة ونزيهة. فيجب أن نعيد تأهيل كلمة تمكين."