تعيش لو ثي تيب البالغة من العمر 28 عاما وزوجها وطفلاها في منزل من القش بضاحية بونغ لاو، بمقاطعة ديان بيان في فييتنام. وتضم الضاحية أفرادا من أقلية تاي العرقية. يعيش أكثر من 70 في المائة من الأسر في هذه الضاحية تحت خط الفقر. وهذه نسبة عالية جدا بالمقارنة بمعدلات الفقر القومي التي تبلغ 14.2 في المائة.
تمتلك أسرة تيب قطعة أرض صغيرة. تغدو كل يوم عند بزوغ الفجر للعمل في حقل للأرز، إلا أن الإنتاجية منخفضة نظرا لقلة المياه المتاحة للري. ولكي تدبر أمورها وتتمكن من شراء الأرز أثناء موسم العسرة، تعمل تيب عاملة موسمية في مزرعة مجاورة لزراعة البن بينما يعمل زوجها بناء. ورغم عملهما الشاق، فلا يكاد يتجاوز ما يحصلان عليه 800 ألف دونغ فيتنامي (ما يعادل 40 دولارا) في الشهر.
ومع هذا، ومنذ التحاق تيب بمجموعة نسائية في الضاحية تربي الخنازير للحصول على دخل إضافي، تحسنت حياتهم كثيرا.
تقول تيب "كانت حياتنا صعبة. الآن، وبفضل الخنازير، بات لدينا بعض المال لشراء الملابس للأطفال وإلحاقهم بالمدارس."
لمساعدة النساء في مجموعة تيب على إعطاء دفعة لمستوى معيشتهم بتربية الخنازير، سلم مشروع يسانده البنك الدولي كلا منهم خنزيرين صغيرين، وكمية من العلف، وبعض التدريب على تنظيفهما وعلى تغذيتهما بشكل فعال ووقايتهما من المرض. المشروع المسمى المشروع الثاني لتخفيض أعداد الفقراء في المنطقة الجبلية الشمالية، يساند فقراء الريف والأقليات العرقية الأشد فقرا والمناطق المحرومة في شمال غرب فيتنام.
وتعتبر تيب أفضل مربية للخنازير في المجموعة. فقد تمكنت خلال عام واحد منذ بدء تربيتها لخنزيرين صغيرين من زيادتهما إلى خمسة "خنازير جميلة" (على حد قولها)، وهو ما يمكن أن يدر عليها أرباحا تصل إلى 12 مليون دونغ فيتنامي (نحو 600 دولار) على مدى خمسة أشهر— وهو ما يعادل ثلاثة أمثال دخل أسرتها قبل أن تنضم إلى هذه المجموعة.
تقول تيب وهي تغذي الخنازير "إنني فخورة جدا بالخنازير. فهي تنبض بالحيوية وتلمع من فرط النظافة وتنمو بشكل جيد."
تيب وأفراد آخرون من المجموعات يلتقون شهريا لزيارة مزارع الخنازير وتبادل الخبرات في تربيتها. كما يعلن المزارعون عن مواشيهم للبيع بوضع لافتات إعلانية على الطريق الرئيسي حيث يمر التجار بشكل منتظم. ويساعدون بعضهم البعض في التأكيد على عدم بيع الخنازير بأقل من أسعار السوق.