تشترك الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مواجهة الكثير من التحديات في اطار سعيها لتلبية مطالب مواطنيها من الخدمات العامة. فجميعها، على سبيل المثال، تمهد الطرقات وتشتري المستلزمات الطبية وتبني المدارس. مع ذلك، ولسنوات عديدة، لم يتمكن المسؤولون عن الأنظمة والسياسات المستخدمة في شراء هذه السلع أو الخدمات (المشار إليها بالمشتريات العامة) من تبادل معارفهم والحلول الممكنة لهذه التحديات بطريقة منهجية ومستدامة.
لكن في يونيو/حزيران 2013، تغير هذا الواقع.
بمساعدة من البنك الدولي، أنشأ ممثلون مرشحون من قبل حكومات ثمانية بلدان في المنطقة - المغرب، وتونس، والأردن، ولبنان، واليمن، وجيبوتي، ومصر، والأراضي الفلسطينية - شبكة خبراء المشتريات العامة. وانضمت ليبيا بعد ذلك إلى هذه الشبكة. ولعب فريق المشتريات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في البنك الدولي، بقيادة يولاندا تايلور، المديرة الاقليمية للمشتريات، وبتوجيهات جيرارد بايام مدير الاستراتيجية والعمليات، دوراً محورياً في ولادة هذه المبادرة وتطورها.
وفقاً للسيد طارق سالم، الذي يعمل مديراً أولاً للتدريب في المنظمة العربية للتنمية الإدارية بجامعة الدول العربية، فإن الشبكة تتصدى لحاجة إقليمية ملحة. وقال سالم إن "الشبكة شكلت فرصة كبيرة لمعالجة مسألة هامة غالباً ما يتم إهمالها على الرغم من أن معظم بلدان المنطقة تعاني منها، وهي غياب ممارسة موحدة في مجال المشتريات العامة، والحاجة الملحة لبناء القدرات."
وفي حين صُممت الشبكة لتزويد هؤلاء الخبراء بمنبر مشترك لتبادل المعارف والخبرات، فقد قررت الشبكة أيضاً في جلستها الافتتاحية إعطاء الأولوية لمجالين في التعاون الإقليمي ، وهما: تنمية قدرات القوى العاملة في مجال المشتريات، وتحديث أدوات المشتريات. وخلال الفترة الوجيزة منذ ذلك الحين، حققت الشبكة خطوات كبيرة نحو تنفيذ المبادرات الإقليمية المستهدفة، وتعزيز التحولات النوعية في الأجلين المتوسط والبعيد.
في لقاء لاحق عُقد أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 في تونس، أضافت الشبكة مجالاً آخر في التعاون إلى سلم أولوياتها، من خلال الموافقة على إنشاء مبادرة جديدة ومبتكرة مكرسة لتحسين فرص الأعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في العقود الحكومية. وتم تدعيم اللجان الفرعية المكلفة بقيادة المبادرات الثلاث من خلال إضافة أعضاء مساندين من بلدان الشبكة الأخرى، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في جهود التنفيذ.