شهد اليمن زيادة في عدد منظمات المجتمع المدني في السنوات الأخيرة، حيث تظهر الأرقام نمواً سريعاً. فيوجد حالياً أكثر من 8300 منظمة مسجلة في البلاد، نحو ربعها نشأ بعد بدء الفترة الانتقالية في اليمن عام 2011، فضلاً عن عدد كبير من المنظمات والشبكات غير الرسمية. ويعكس نشاط هذه المنظمات تقليداً طويلاً من التضامن المجتمعي في اليمن، حيث لمنظمات المجتمع المدني القدرة على تعبئة الشباب والمتطوعين داخل المجتمع المحلي. وهذا من أكثر الموارد غير المستغلة في اليمن، ما يخلق فرصة فريدة للحكومة لبناء شراكات مبتكرة في مجال التنمية وقنوات ليُعبّر المواطنون من خلالها عن آرائهم.
وكانت المرأة اليمنية قد عبرت بصوت عالٍ عن مطلبها بزيادة المشاركة في التغيرات الجارية في مجتمعها. صفاء راوية ترأس مؤسسة تنمية القيادات الشبابية تعنى بتنمية الدور القيادي للشبان والشابات الذين يتمتعون بالمهارات في اليمن.
ما باعتقادك الدور الذي يمكن أن تلعبه منظمات المجتمع المدني في اليمن مستقبلاً؟
أعتقد أنه في المستقبل سيكون هناك عدد أكبر من المنظمات النشيطة مع زيادة مشاركتها في صنع القرار في البلاد. ولم يكن هذا هو الحال في الماضي حين كانت مشاركة منظمات المجتمع المدني مجرد مشاركة رمزية. ويدرك المواطنون هذا الاتجاه الجديد وهو أن يكونوا أكثر فعالية. ويرسم هذا صورة أكثر وضوحاً للدور المستقبلي الأقوى لهذه المنظمات التي يمكن أن تعمل بشكل وثيق مع الحكومة والقطاع الخاص ويكون لها تأثير. وسيتحسن أداء منظمات المجتمع المدني مع زيادة مشاركتها في استراتيجيات التنمية بالبلاد، وذلك من خلال المساعدة لا في تصميم الاستراتيجيات وتنفيذها فحسب بل في متابعتها وتقييمها أيضاً.
ما التحديات التي تعوق منظمات المجتمع المدني من أداء دورها؟
هناك الكثير من التحديات من بينها ضعف القدرات وأسلوب التفكير الذي يقوم بتنميط هذه المنظمات في صورة مؤسسات خيرية ويستبعدها من التنمية، والاتجاه إلى إقصائها من المشاركة الحقيقة في صنع القرارات الرئيسية التي تخص البلاد.
كيف ترين مستقبل اليمن؟
أحلم بمستقبل أكثر إشراقاً وسلاماً يتمتع فيه المواطنون بالديمقراطية، وتُحترم فيه حقوقهم وتُرعى شؤون حياتهم ويؤخذ برأيهم، مستقبل يستطيع فيه الناس أن يعيشوا بكرامة. أحلم بيمن متطور وديمقراطي شأنه شأن البلدان الأخرى.
هل لديك ما تضيفينه؟
أود أن يكون المانحون والشركاء الدوليون جادون في إشراك منظمات المجتمع المدني بوصفها أطرافاً فعالة وشركاء تنمية وليست مجرد متلقية للمعونات.