وفي هذا الصدد يقول فيكتور فيرغارا، كبير الخبراء المتخصصين في مجال المناطق الحضرية بمعهد البنك الدولي، "إننا نسأل المدن سؤالين أساسيين: كيف تفكرون خارج حدود مناطقكم، وماذا تحتاجون للتفكير والعمل على نحو فعال خارج حدودكم، من منظوري تقديم الخدمات واستخدام الأراضي على السواء؟ تلك هي الفكرة البسيطة، ولكنها القوية، لـ ’مترولاب‘".
ماذا تتعلم المدن؟
وتقول مارثا موثوني، وهي مخطط حضري بحكومة مقاطعة نيروبي، "إننا نحاول عمل ما نطلق عليه التعاون بين المناطق. وقد تعلمت من مدن مثل باريس وسيول والمناطق الحضرية الكبيرة التابعة لهما كيف تمكنت من تنسيق مناطقها الحضرية. وهذا أمر مثير للغاية لنا".
وتضيف مارسيل فونسيكا اغناتيوس، وهي مديرة مشاريع هيكلة التوسع الحضري في ساو باولو، التي ستكمل خطتها الرئيسية في غضون بضعة أسابيع، "لقد تعلمت شيئاً واحداً مهماً من سيول، وهو أن تعديلات الأراضي وإعادة تنمية وتطوير الأراضي أمر يعمل بشكل جيد جداً. إننا بحاجة إلى تنفيذ تلك السياسة ونرى ما اذا كانت ستعمل حقاً مثل النماذج التي شهدناها في سيول".
وبالإضافة إلى ما يقرب من 40 عرضاً تقديمياً من المدن نفسها، فقد حول "مترولاب" في سيول، الذي تم تنظيمه بالاشتراك مع حكومة مدينة سيول، العاصمة الكورية إلى "مختبر للتعلم". وشهد المشاركون بأنفسهم بعض أوجه نجاح التنمية في سيول.
وأعجب ماتيوس أسيفاو، وهو مدير مشروع الخطة الرئيسية لأديس أبابا، بالزيارة التي قام بها لمصنع مابو لاستخلاص الموارد ومنتزه هانيول، وهو مدفن لطمر النفايات تمت إعادة تأهيله وتحويله إلى منتزه. وعن ذلك يقول "إنه أمر لا ينسى حقاً، وهو رؤية موقع لطمر النفايات يتحول إلى جنة غناء، تعمل على خلق اقتصاد نابض بالحياة ويمكنه الاستمرار بحيوية. ونحن في أديس أبابا نقوم أيضا بإغلاق موقع قديم لطمر النفايات وفتح مدفن جديد. ونأمل في أن يضيف ما تعلمناه هنا قيمة كبيرة إلى ما نقوم به".
وتوضح إيلين هاملتون، كبيرة أخصائي التوسع الحضري بالبنك الدولي، ذلك قائلة "من المشجع أن نرى كيف تتجمع المدن الحضرية معاً، بغض النظر عن مدى ارتفاع أو انخفاض دخلها، ولديهم شيء يتعلمونه بعضهم من بعض. هذا هو نوع الملتقيات والساحات التي نريد رعايتها، لمساعدة المدن على إيجاد طرق للقيام بمهمة التنمية الإقليمية المتكاملة على نحو أفضل، عبر المناطق والقطاعات".
يشار إلى أن البنك الدولي كان قد أطلق "مترولاب" في أبريل/نيسان 2013، بالتعاون مع جمعية الخطة الإقليمية بنيويورك، وهي إحدى المؤسسات الرائدة في مجال التخطيط الإقليمي في الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، عقد مختبر المدن العديد من الاجتماعات والندوات الافتراضية وشكل مجتمعاً للممارسة.
وقد مثلت الفكرة مصدر إلهام لأدوسوميلي من مومباي، التي حضرت تدشين "مترولاب" في نيويورك، حيث نظمت لقاء "مترولاب" الخاص بها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ودعت إليه شركاء "مترولاب" لإجراء مشاورات بشأن الخطة الإقليمية القادمة لمدينتها. وقالت "اعتقد أننا يجب أن نتبادل خبرات التدريب العملي بشكل جماعي، حول ما يحدث بالفعل في الواقع في الوقت الذي نقوم فيه بالتخطيط للتنمية الإقليمية". وقد كان الانتقال من تبادل الأفكار إلى العمل على رأس جدول الأعمال.
بدوره، قال محمد رضوان كامل، رئيس بلدية باندونغ في إندونيسيا، "بالنسبة لي، لا يمكن للمدن أن تكتفي بالوقوف وحدها، إنها بحاجة إلى التفاعل مع المدن الأخرى، وتتقاسم الأشياء لتكون أكثر ارتباطا من أجل عالم أفضل. الأمر الحاسم هو الإرادة السياسية. وهذا هو سبب أهمية ’مترولاب‘، لجلب المزيد من رؤساء البلديات الى طاولة المحادثات، لأن ذلك يمكن حقاً أن يغير الوضع بشكل أسرع".
ولخص ميونغ جو كانغ من حكومة مدينة سيول، وهو مدير عام التعاون الدولي للتنمية الحضرية، درسا آخر مهما، قائلا "إن عدو الخطة الجيدة هو الحلم بخطة مثالية. كل ما نحتاجه هو خطة جيدة، ونحن بحاجة إلى العمل بها. هذا هو أهم شيء".