العم أحمد، رجل مسن صبغت الشمس بشرته باللون الأسمر الداكن بسبب سيره لساعات طويلة راكباً دراجته القديمة وهو يطرق على الأنبوبة بآلة معدنية منادياً على الزبائن لشراء الأسطوانات التي يحملها على الدراجة. يقول العم أحمد: "سعر الأنبوبة الرسمي في محال البيع هو ثمانية جنيهات، إلا أنني أبيعها ب20 جنيهاً نظير توصيلها إلى المنازل وكثيراً ما أحملها على ظهرى صاعداً بها الأدوار العليا. البعض قد يبيعها بأكثر من هذا الثمن بكثير بل إنها قد تصل في بعض الأحيان إلى 50 جنيهاً ولكنني أخاف الله. وعندما تصل إلى هذا السعر، أفضل البقاء في بيتي والرازق هو الله".
أما عبير، فهي أم عاملة لثلاثة أطفال. تقول: "قبل أن انتقل إلى شقتي الحالية التي تتمتع بإمداد الغاز الطبيعي، كنت أعاني من استخدام الأنبوبة. فأحياناً كثيرة كان ينفد الغاز منها فيما أطهو الطعام أو تنقطع المياه الساخنة عن أحد أفراد الأسرة خلال الاستحمام، هذا فضلاً عن المعاناة في شرائها وتحكم الباعة في الأسعار".
ولوالدة عبير تجربة طريفة مع شراء الأسطوانة من المخزن أو "المستودع". ففي إحدى المرات، وصل سعر الأسطوانة إلى 50 جنيهاً ولذا قررت شراءها من المستودع مباشرة. وعندما وصلت إلى هناك، كان العشرات من الرجال والنساء والأطفال يقفون في انتظار دورهم للحصول على الأسطوانة بالسعر الرسمي. إلا أنها فوجئت بعدد من العاملين وهم يهرّبون الأسطوانات للباعة الجوالين للإتجار بها في السوق السوداء. فما كان منها إلا أن صرخت وهددتهم بفضح أمرهم. ولولا هذا ما كانت حصلت على "الأنبوبة".