تشكل المياه عنصرا ضروريا في كافة عمليات توليد الطاقة تقريبا، من إنتاج الطاقة الكهرومائية واستخراج الطاقة، إلى التبريد في المحطات الحرارية لتوليد الكهرباء. وفي الوقت نفسه، فإن قطاع المياه يحتاج إلى الطاقة لاستخراج المياه ومعالجتها ونقلها.
هذه العلاقة الوطيدة بين المياه والطاقة – وكيفية إدارتها على أفضل وجه لصالح الفقراء – ستكون هي الموضوع الرئيسي للأسبوع العالمي للمياه هذا العام، وهو الملتقى المحوري السنوي لمناقشة قضايا المياه في العالم.
وفي هذا الصدد، قال جنيد أحمد، كبير مديري شؤون المياه لدى مجموعة البنك الدولي والذي سيلقي كلمة أمام المشاركين في الأسبوع العالمي للمياه خلال الجلسة الافتتاحية الموسعة، "إن ما يشهده العالم اليوم من تحديات إنمائية تتعلق بالتوسع العمراني، وتطبيق مفهوم اللامركزية بالدول، والتصدي لحالة الهشاشة التي تعاني منها الدول، وعلاقة كل ذلك بتحديات توفير الطاقة للجميع أو الأمن الغذائي، سيقتضي منا فهم كيفية إدارة المياه في إطار عالمي وعلى مستوى القطاعات".
وهناك أكثر من 748 مليون شخص لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب، ونحو 2.5 مليار شخص محرومون من الصرف الصحي، وأكثر من 1.2 مليار محرومون من الكهرباء. ومن الناحية الجغرافية، فإن أغلب من يعيشون في فقر مائي هم أنفسهم الذين يعيشون محرومين من الطاقة. وهم من بين أفقر الفئات في العالم وأكثرهم حرمانا من الخدمات الأساسية.
أما أنيتا جورج، كبيرة مديري الطاقة والصناعات الاستخراجية بمجموعة البنك الدولي والتي ستشارك في الجلسة الافتتاحية، فقالت "من الإحصائيات التي أتوقف أمامها كل يوم في عملي أن عدد الأفارقة المحرومين من الكهرباء سيزداد إذا ظلت الأمور على حالها. ومع اتساع نطاق العجز عن تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، وتفاقم شحة المياه التي تواجه البلدان، فإننا نحتاج إلى التركيز على مجالات تلتقي فيها المياه والطاقة – بما يضمن استمرار توليد الطاقة الكهرومائية، وتقليص دعم الطاقة الضار، وتحسين معالجة وإدارة مياه الصرف".
وبالفعل، فقد أثر العجز الشديد في المياه سلبا في قطاع الطاقة في العديد من أنحاء العالم. ففي الولايات المتحدة وأوروبا، اضطرت محطات توليد الكهرباء إلى أن تتوقف مؤقتا، أو تخفض من توليد الكهرباء بسبب ضعف تدفق المياه أو ارتفاع درجات حرارة المياه.
وعلى الرغم من هذه المخاوف، فإن عمليات التخطيط للطاقة وإنتاجها تجري في الغالب دون أخذ العجز الحالي والمستقبلي للمياه في الحسبان.
وفي وقت سابق من هذا العام، شاركت وحدتا الطاقة والمياه التابعتان للبنك الدولي في إطلاق مبادرة الطاقة العطشى لتشجيع الاستخدام الأكثر استدامة لموارد المياه والطاقة في عملنا مع الحكومات في مختلف أنحاء العالم. وبالنظر إلى قطاع الطاقة باعتباره نقطة انطلاق، فإن مبادرة الطاقة العطشى تقوم بتقييم المفاضلات تقييما كميا، وترصد نقاط الالتقاء وأوجه التكامل بين إدارة موارد المياه والطاقة.
إن هذه هي أنماط الحلول الشاملة التي تهمنا لتطوير أدوات فنية مبتكرة، وتوجهات، وإرشادات موجهة للسياسات لمساعدة الدول على تطوير وإدارة مواردها من الطاقة والمياه على نحو مستدام.
شاركونا في الأسبوع العالمي للمياه
تحديات الطاقة والمياه ستؤثر في مجتمع التنمية برمته. ونحن نحثكم على الانضمام إلى النقاش الدائر على تويتر @WorldBankWater للمشاركة في المناقشات بإستكهولم خلال الأسبوع العالمي للمياه (#wwweek). شارك بأفكارك واطرح الأسئلة الصعبة، وأخبرنا بمدى تأثر عملك بهذه القضايا، واعمل معنا من أجل وضع الحلول.