بدأت آرتي وزملاؤها في البحث عن حلول لمشكلة التغوط في العراء بالمنطقة. وفي إطار جهودها، تواصلت مع مجموعة البنك الدولي من خلال برنامج المياه والصرف الصحي التابع لمجموعة الممارسات العالمية للمياه، والذي قدم المساعدة الفنية لهذا الجهد الذي تحول إلى حملة للصرف الصحي يقودها المجتمع وركزت على تنمية الشعور المرأة والأسرة والقرية بالعزة والكرامة.
وبدأت حملة بانكو بيكانو، أي حملة "بيكانر الشجاعة الجميلة" - في إطار برنامج الحكومة المركزية الوطني الرائد للصرف الصحي - بتجهيز قادة المجتمع بالمهارات والتدريب اللازم لمساعدة أفراد المجتمع على تغيير سلوكياتهم فيما يتعلق بالصرف الصحي. حيث يتحدث المنسقون المدربون من المجتمع مع أقرانهم حول كيفية تأثير التغوط في العراء على صحتهم وكرامتهم ومستقبلهم، ويوضحون لهم كيف أن البراز يختلط بما يستهلكونه من مياه وغذاء. وخلال عملية التدريب الأولية، ظهر أبطال المجتمع من الحملة من جميع أنحاء المنطقة. ومع انتشار الخبر، بدأت مجتمعات بأكملها الالتزام بالقضاء على التغوط في العراء. ولمساعدة هذه الجهود، ساعدت المجتمعات أيضاً في بناء دورات المياه لأشد الناس فقراً، وهو أمر عززه تركيز الحملة على تنمية الشعور بالاعتزاز والكرامة على مستوى المجتمع بأكمله، وليس فقط على مستوى الأفراد.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد طبقت الحملة مراقبة قوية لضمان استمرار النجاحات التي تحققت وأنه يتم استخدام الدورات المياه الجديدة. وكانت منطقة بيكانير رائدة في استخدام تطبيق على الهاتف المحمول للتحقق من أن المجتمعات تحافظ على وضعها خالية من التغوط في العراء. وقدم التطبيق، الذي يعرض صوراً وإحداثيات لنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس)، معلومات موثوق بها ومعها تحليل للبيانات في الوقت ذاته. وتم تشكيل فريق للتحقق المستقل وضم بين أعضائه صحفيين وطلابا ومهنيين من العاملين في منظمات غير حكومية.
وكانت النتائج فورية تقريباً.
لقد تمكنت أول قرية من أن تصبح خالية من التغوط في العراء في غضون أسابيع من إطلاق الحملة. وقام المواطنون ببناء أكثر من 500 مرحاض محسن على مدى 10 أيام. وكان المبدأ التوجيهي هو أن المستهلكين أنفسهم هم الذين يقومون ببناء الدورات المياه، وبالتالي كان بإمكانهم تصميم الدورات المياه وفقاً لاحتياجاتهم وميزانياتهم بدلا من قبول نموذج نمطي واحد يناسب الجميع.
وعن ذلك تقول أركانا، وهي عاملة صحية "لقد حقق بناء الدورات المياه أثراً كبيراً. فقد قلت الأمراض. وتحسنت صحة الناس وأصبح لدينا مشاكل أقل متعلقة بالصرف الصحي". وتؤكد أنها كانت معتادة على علاج ما يقرب من 50 مريضاً في الشهر من الأمراض المرتبطة بالبراز، ومعظمهم من الأطفال. لكن بعد أن تم القضاء على ممارسة التغوط في العراء لاحظت أن الحالات انخفضت إلى حالة واحدة أو حالتين فقط في الشهر.
وجاءت أكبر مساندة لحملة بانكو بيكانو من النساء والفتيات، اللاتي خرجن بأعداد كبيرة للمشاركة في كل اجتماع وقمن بدور قيادي في بناء الدورات المياه في منازلهن.
وتمثل مساعدة البلدان النامية في جهودها لتوفير المساواة والكرامة، وخاصة للنساء والفتيات، أحد المجالات التي تركز عليها مجموعة الممارسات العالمية للمياه في مجموعة البنك الدولي. كما أنها موضوع اليوم العالمي لدورات المياه لهذا العام يوم 19 نوفمبر/ تشرين الثاني.