أتى الأمير البريطاني وليام، دوق كمبريدج، إلى البنك الدولي للحث على التحرك إزاء ما وصفه بواحد من أخبث أنواع الفساد: ألا وهو التجارة غير المشروعة في الأحياء البرية.
وقال دوق كمبريدج خلال اجتماع التحالف الدولي لملاحقة الفساد إن الجرائم المتصلة بالأحياء البرية تزايدت خلال العقد الماضي إلى حد تجني فيه حاليا عصابات الإجرام "أرباحا طائلة من عمليات القتل والصيد غير المشروع" – تقدر بحوالي 20 مليار دولار سنويا من الأرباح غير المشروعة. وقال إن هذه السوق لا يفوقها قيمة سوى التجارة غير المشروعة في المخدرات والسلاح والبشر.
وقال دوق كمبريدج، متحدثا بصفته رئيس مجموعة الحفاظ على الأحياء البرية، متحدون من أجل الأحياء البرية، (e) "تضرب الجرائم التي ترتكب في حق الأحياء البرية أمننا في الصميم. إنها لا تعرف حدودا وطنية ولا مصالح قومية. وهي تشوه التنمية الاقتصادية، وتقوض سيادة القانون، وتؤجج مصادر الصراع".
وقال رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم إن الفساد لا يشكل تهديدا للتنمية المستدامة فحسب، بل أيضا لهدفي إنهاء الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك.
وقال كيم، "قد يكون الفساد واحدا من أوجه التعبير الصارخ عن انعدام الإنصاف في مجتمعنا"، مضيفا أن التدفقات المالية غير المشروعة تفوق المساعدات والاستثمارات الأجنبية المباشرة مجتمعتين.
وأعلن الأمير وليام عن إنشاء فريق عمل جديد برئاسة وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، سيعمل مع المعنيين بقطاع النقل على سد الطرق غير المشروعة لتجارة الأحياء البرية وعلى تشجيع التحرك العالمي في مواجهة الجرائم المتصلة بالأحياء البرية. وطلب مساندة أكثر من 300 مسئول عن مكافحة الفساد كانوا ضمن الحاضرين من 130 بلدا.
وقال، "كلكم خبراء، ومن كبار واضعي السياسات في هذا المجال، واليوم أناشدكم العون. إنني عازم على ألا أترك أطفال العالم يكبرون في كوكب تعرضت فيه الأنواع الشهيرة والمهددة بخطر الانقراض، مما يصيبنا جميعا بالفقر".
وشكر كيم الأمير وليام على إصراره (e) على "اجتثاث جذور الفساد المتفشي في تجارة الأحياء البرية وتمزيق أوصاله".
وأضاف كيم، "أنتم جزء من ناد خاص للغاية- ناد يضم أناسا بلغوا من صحوة الضمير ورقي الخلق ما يحفزهم على مكافحة الفساد من أجل حماية الفئات المستضعفة، سواء أتعلق ذلك بالشرائح الأكثر فقرا من البشر في العالم أو الأنواع المعرضة لخطر الانقراض".
وقال، "إنني أهيب بالمسئولين عن ملاحقة الفساد بالاضطلاع بمسؤولياتهم. جمدوا، وصادروا، وأعيدوا الأصول المسروقة حتى يتوقف سيل الأموال الناشئة عن الفساد".