دعوة الشباب إلى العمل من خلال فنون إبداعية
إن لعرض مومباي كل السمات والخصائص التي تُؤهِّله لأن يكون عملاً ناجحاً واسع التأثير. فقد انضم نجم هوليوود روزاريو دوسون إلى مجموعة من نجوم بوليوود – كاجول، وهوما قريشي، وسرايديفي، وديبيكا بادكون، وجاكلين فرنانديز، وفرحان أختار - في عرض قوي تعبيراً عن المساندة والتأييد.
وكانت الملابس من تصميم واحد من أبرز مُصمِّمي الأزياء في الهند – مانيش مالوترا- واحتل مقاعد الصف الأمامي مُصمِّمون مشهورون وبعض أشهر الشخصيات من دوائر العمل الاجتماعي والإعلام والترفيه.
وحملت العارضات لافتات عن التمكين من أسباب القوة والمساواة، بينما تبادل النجوم أطراف الحديث والتدوينات عن القضية.
وقالت كوريا "لقد سنحت للشباب من الرجال والنساء فرصة للتأثير والتحدي وتغيير الأعراف الاجتماعية. ووسائل التواصل الاجتماعي اليوم والعالم الرقمي السريع النمو يتيح لهم قدرات على التواصل والتأثير ليس لها نظير في التاريخ. وبرنامج (نحن نتطوَّر) يساعد على فتح عقولهم وتزويدهم بالأدوات واللغة اللازمة ليصبحوا قادة عهد جديد، وللحوار مع أقرانهم ومع المسنين، والتفكير والعمل على نحو مختلف".
وشرح المُصمِّم مانيش مالوترا الدور الذي يمكن أن تؤديه عروض الأزياء في المساعدة على معالجة قضايا العنف المرتبط بالجنس قائلا "للأزياء جاذبية واسعة وعالمية وقد تكون أداةً فعَّالة لزيادة الوعي والحض على العمل والتحرُّك".
لكن برنامج نحن نتطوَّر ليس مجرد عمل يتصل بالأزياء. فقد أصبحت قنوات التواصل الاجتماعي لبرنامج نحن نتطوَّر فعَّالة في حث الشباب من الجنسين في جنوب آسيا على الدخول في حوار بشأن المعايير الاجتماعية والعنف. وحظيت سلسلة مقاطع الفيديو بما يزيد على 400 ألف مشاهدة، ووصلت إلى أكثر من 3.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. (
وتواصل برنامج (نحن نتطوَّر) أيضاً مع شركاء محليين مثل أكاديمية بيرل للأزياء في نيودلهي مع إشراك الطلاب والعناصر الموهوبة منهم في القضية المهمة: العنف المرتبط بالجنس.
إشراك الرجال
ولبرنامج نحن نتطور جانب مبتكر آخر هو تركيزه على إشراك الرجال ويختلف هذا عن البرامج التقليدية الخاصة بالمساواة بين الجنسين في جانبين. الأول أنه يتجاوز التركيز التقليدي على النساء عن طريق استهداف الرجال بشكل مباشر، لا بمجرد "ضمهم" أو "انخراطهم". والثاني أنه لا يهدف إلى تمكين النساء فحسب من أسباب القوة، وإنما أيضاً إلى تمكين الرجال، ولكن ليس بمنحهم مزيداً من السلطة والنفوذ على النساء، إنما بتمكينهم من مقاومة معايير السلوك السائدة والمتصلة بالمساواة بين الجنسين.
وقال جاري باركر مدير بروموندا –وهي شريك لبرنامج نحن نتطور، وصوت بارز في الحث على إشراك الرجال والفتيان من أجل الدعوة للمساواة بين الجنسين "في برنامج نحن نتطوَّر، نحن نؤمن بأن الرجال جزء لا يتجزأ من عملية التغيير وفهم ما يدفعهم إلى استخدام العنف جزء جوهري من الجهود الرامية لمنعه".
وقالت منسقة البرنامج هيسكا رايس إنه تبيَّن بالفعل نجاح هذا النهج، ومما يسترعي الانتباه أن أغلبية من يسجِّلون أنفسهم على صفحة البرنامج على فيسبوك وموقعه الإلكتروني ويدلون بتعليقاتهم هم من الرجال.
ماذا بعد؟
يُقيم فريق برنامج نحن نتطوَّر بالفعل شراكات جديدة مع مُنظَّمات إبداعية. ومن هؤلاء رام ديفينيني، وهو مخرج سينمائي وناشر مقره نيويورك تأثَّر بشدة بجريمة الاغتصاب الرهيبة التي هزت الهند في ديسمبر/كانون الأول 2012، وألَّف الكتاب الساخر "قوة بريا" حيث يُظهِر الكتاب الساخر كيف أن بريا التي كانت قد تعرضت لحادث اغتصاب أصبحت الآن "بطلا خارقا" هنديا جديدا حيث تُشجِّع الناس على تغيير حياتهم من خلال قوة الإقناع. (حصل العمل الساخر على منحة من صندوق الإعلام الجديد لمعهد تريبيكا السينمائي ومؤسسة فورد لعام 2015). ومع رام، يستكشف فريق برنامج (نحن نتطوَّر) تصميم وتنفيذ حلقات عمل عن الكتاب الساخر في المدارس والمجتمعات المحلية في أنحاء الهند يمكن فيها للشباب من الجنسين التحدث عن القضايا التي تهمهم ولاسيما العنف المرتبط بالجنس، وفي الوقت نفسه المشاركة في وسيلة تواصل مبتكرة. وتشتمل مبادرات أخرى على استخدام الأزياء.
ومع اتساع نطاق برنامج نحن نتطوَّر وانتشاره خارج جنوب آسيا، يأمل البرنامج تشجيع المزيد من الناس على التعبير عن آرائهم، وإطلاع الآخرين على قصص مُلهِمة، واتخاذ خطوات عمل قوية لإنهاء شبح العنف المرتبط بالجنس.
يعمل برنامج (نحن نتطوَّر) في شراكة عالمية مع منظمات دولية ووطنية، وشركات من القطاع الخاص، ومنظمات غير حكومية ومؤسسات في مسعى من أجل إنهاء العنف المرتبط بالجنس. ومن الشركاء بريكثرو، ومنظمة كير الدولية، وجامعة كورنيل، وأوجيلفي، وأكاديمية بيرل، ومؤسسة السكان، وبروموندو، وشو أوف فورس، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والبنك الدولي.