أنهوي، الصين - تشهد الوظائف في قطاع الزراعة تراجعا منذ سنوات بسبب زيادة الإنتاجية الزراعية. في الوقت نفسه، أدى الاقتصاد الحضري النشط إلى زيادة الطلب على العمالة. في مقاطعة أنهوي الداخلية، انتقل ما يقرب من نصف العمالة الزراعية إلى المدن والقطاع غير الزراعي. ومع هذا، وبسبب نقص المهارات الفنية والتكنولوجية، عادة ما تشغل العمالة المهاجرة أغلب الوظائف المتدنية والأقل أجرا في أسواق العمل الحضرية.
التدريب على المهارات يجلب فرصا أفضل للعمل
هجر زانغ شيان قريته منذ 10 سنوات لكي يعمل كهربائيا في شركة للطاقة. ويحضر حاليا برنامجا للهندسة الكهربائية. وقال "ميزة التدريب في موقع العمل هو أنني أستطيع أن أطبق ما تعلمته على الفور مما يساعدني على تحسين عملي اليومي."
التدريب الذي يحصل عليه زانغ هو جزء من "مشروع تشغيل المهاجرين من الريف وتطوير مهاراتهم" الذي يدعمه البنك الدولي. يركز المشروع الذي يجري تنفيذه في ثلاث أقاليم، هي أنهوي وننخيا وشاندونغ، على زيادة التدريب المهني لمساعدة المهاجرين من الريف على العثور على وظائف أفضل، وزيادة دخولهم، وتحسين ظروف عملهم.
وقبل زانغ بعام، حضر بان غوكنغ برنامجا تدريبيا. وبعد التخرج، عاد إلى المصنع الذي كان يعمل به. ومع تحسن مهاراته، حصل على الفور على ترقية وزيادة في الأجر.
وقال إن تطوير المهارات هو المفتاح لاعتلاء السلم المهني، من وظيفة تتطلب مهارات متدنية إلى أخرى تحتاج إلى مهارات عالية. أحد ملامح البرنامج المهمة بشكل خاص لبان هي القدرة على مواصلة الاتصال بالمدربين- مما يجعل التعلم مدى الحياة حقيقة واقعة.
وقال "كلما واجهت مشاكل في عملي، أتصل بالأساتذة وأتشاور معهم – وهذا يساعدني كثيرا."
ولا يقل أرباب العمل سعادة بفرص التدريب المتاحة.
تعمل شركة أنهوي شنخروي لتصنيع أجهزة نقل الحركة مع معهد ليوان للتدريب المهني والفني لتوفير التدريب لموظفيهم في مكان العمل. قال واي واي، مدير الموارد البشرية بالشركة "يحقق هذا المكسب للجميع، سواء العمال أو الشركات. فالشركة تستفيد من تحسن جودة العمل لديها."
التدريب المهني يفتح الباب أمام العمل الحر
ينحدر باو جون من أسرة تعمل بالزراعة في مقاطعة دانغتو بإقليم أنهوي. التحق أولا بمعهد ووهو للميكانيكا والهندسة، ثم بمعهد مانشان للتدريب المهني والفني لدراسة الهندسة الميكانيكية والكهربائية. وبعد التخرج، عمل في قطاع الصيانة الدقيقة للسيارات. والآن، بات يدير ورشته الخاصة بالصيانة الدقيقة للسيارات.
قال جون "ما تعلمته بالمعهد يمكن تطبيقه في النشاط الذي أمارسه. عندما بدأت في القطاع، لم أكن أحصل إلا على ما بين 2500 و3000 يوان (من 400 إلى 480 دولارا) شهريا. وتشهد ورشتي نموا سنويا يتراوح بين 10 و20 في المائة، وبلغت إيراداتنا السنوية نحو 1.5 مليون يوان (24 ألف دولار).
ظل باو جون على اتصال بالمعهد. وقد التقى مؤخرا، وبمساعدة من معلميه السابقين، ببعض الطلاب في المعهد وتحدث عن نشاطه. والآن، يعمل خمسة طلاب كمتدربين في ورشته. "وقال،"بعد تدريبهم، يمكنهم البقاء والعمل معنا إذا أحبوا القطاع."
وتراود باو جون طموحات كبيرة بشأن مستقبله. وقال،"حلمي هو تطوير منتجي ليصبح واحدا من المنتجات الوطنية الشهيرة."
زو زيشو هو أيضا واحد من أصحاب العمل الحر الذين بدؤوا أنشطتهم الخاصة بعد حضور التدريب. زو البالغ من العمر 48 عاما هو صاحب شركة للحفر. في عام 2012، حضر برنامجا تدريبيا عن عملية التنقيب أداره معهد مقاطعة تايهو للتدريب المهني والفني.
قال زو "من خلال المحاضرات والتدريب بالمحاكاة، تعلمت كيف أدير وأمارس أعمال الصيانة للحفار.
وبعد التدريب، أصبحت أكثر جرأة وثقة، وسجلت شركة للتنقيب."
وعلى الفور، استأجر زو وحصل على العديد من الحفارات لتقديم الخدمات لمشاريع الإنشاءات داخل وحول مقاطعة تايهو.وقال زو "انتعشت أعمالي في السنوات الأخيرة، وتجاوز دخلي السنوي المليون يوان منذ عام 2013." لم يحصل زو فقط على المزيد من الأموال، لكنه أيضا وفر وظائف لأكثر من 20 شخصا.