عزف طلاب المعهد على مسارح دولية، وعرضوا تراث البلاد الثري من الموسيقى. تقول نجينا، "لم أكن أتخيل على الإطلاق أنني سأخدم بلادي مثلما فعلت بعد الالتحاق بمعهد الموسيقى".
تشكل الفتيات أغلبية طلاب المعهد البالغ عددهم 300، مما يعكس إصرار المعهد على إعلاء حقوق المرأة وضمان المساواة بين الجنسين في قطاع الموسيقى. وينحدر نصف الطلاب من خلفيات فقيرة. ويدرسون منهجا كاملا يركز على كل من الموسيقى الكلاسيكية الأفغانية والغربية، فضلا عن المواد الأساسية كالعلوم واللغة الإنجليزية والرياضيات. وتضم المكتبة كتبا تتراوح من اللغة الإنجليزية إلى التدريب النظري على الاستماع وتاريخ الموسيقى فالكيمياء.
ويقدم البنك الدولي، مع مانحين آخرين، الدعم للمعهد منذ إنشائه. وقد حصل المعهد الذي يتبع وزارة التعليم على الدعم من مشروع تنمية المهارات في أفغانستان (e) والذي يرمي إلى بناء نظام عالي الجودة للتدريب والتعليم المهني. وفي 30 يونيو/حزيران 2014، أُقفل مشروع تنمية المهارات في أفغانستان الذي موله البنك الدولي وصندوق إعادة إعمار أفغانستان.
ومع هذا، يواصل البنك الدولي دعم نظام التدريب والتعليم المهني في أفغانستان من خلال مشروع للمتابعة، وهو المشروع الثاني لتنمية المهارات. ومازال المعهد يتلقى الدعم من خلال المشروع الذي يركز على تقديم الحوافز للمدارس والمعاهد ليطرح برامج رسمية للتدريب والتعليم المهني والفني من خلال نظام تمويل ينطوي على التحدي، وفي الوقت نفسه يعضد نظام التعليم والتدريب المهني والفني في المؤسسات ككل.
يقول محمد سروار عزيزي، القائم بأعمال وكيل وزارة التعليم، "يتيح التمويل الذي يقدمه المانحون، بما فيهم البنك الدولي، الدعم المالي لتغطية المطالب الأساسية للحياة وتكاليف المعيشة للطلاب الذين ينحدرون من خلفيات معدمة."
قوة الموسيقى
وفقا لدكتور أحمد ناصر سرمست، مؤسس ومدير المعهد، فقد مكن تمويل البنك الدولي المعهد أيضا من شراء آلات موسيقية إضافية. إذ بدأ المعهد بجيتار مكسور وعدد قليل من آلات الكمان، وساكسافون مكسور. والآن، أصبح هناك المئات من الآلات الموسيقية الأفغانية والغربية مودعة بجناح في المعهد. وقد أضاف تبرع كبير خمسة أطنان من الآلات إلى مخزون المعهد في يوم واحد.
وأضاف د. سارمست، "أؤمن يقينا بقوة الموسيقى. إنها أداة قوية يمكن أن تسهم إسهاما كبيرا في عملية إبراء أمة مكلومة كأفغانستان." كما يمكن للموسيقى أن تلعب دورا مهما في بناء الجسور بين مختلف الجماعات العرقية في البلاد، وفي تعليم الأطفال والشباب العيش في انسجام بالطريقة نفسها التي يجلسون بها في أي أوركسترا ويعزفون معا."
وفي مبنى آخر، يقبع 22 بيانو في غرف التدريب المبطنة بالخشب، فيما يجري شحن 11 بيانو آخر من دبي. وتفتح الأبواب المطلة على الممر الرئيسي على استوديو لآلات السيتار، وآخر للطبلة، ثم غرف لآلات الإيقاع. وتغطي صورة لفهد وردي نافذة استوديو الساكسافون. وفي إحدى الغرف، يتدرب الطلاب على الساكسافون والمارمبا- والمعهد هو المكان الوحيد الذي يتم فيه تدريس هذه الآلات في أفغانستان.
وتدرس أليغرا بوغس، من الولايات المتحدة، آلات البيانو والمزمار والباسون وتشعر بحماس إزاء العمل الذي تؤديه في المعهد. تقول، "لقد كانت الموسيقى محرمة في عهد طالبان، وقد راقت لي فكرة تقديم التعليم الموسيقي للسكان الذين لم يتمكنوا من دراسة الموسيقى في عهد طالبان."
كما تقود أليغرا، التي تقوم بالتدريس بالمعهد منذ عام 2012، فرقة للبنات. وتضيف بحماس، "لدي 22 طالبة. أعشق الدروس الفردية، فلها متعة جمة. وإحدى القطع الموسيقية التي تدربنا عليها مؤخرا هي "الموسيقى فقط هي التي ستعيش Music alone shall live" والتي ترجمت إلى اللغة الدراية".
وفي إحدى ورش العمل بالمعهد، يوجد كلارينيت على منضدة عمل، فيما عُلقت مفكات وزَرَديّات وأقواس كمان مصنوعة من شعر الخيل على الحائط لتكون جاهزة للاستخدام. ويُعد المعهد المرفق الوحيد في البلاد الذي يوفر إصلاح وصيانة الآلات الموسيقية الأفغانية والغربية. ويقوم فنيون محترفون في إصلاح الآلات بتدريب الطلاب في إطار أهداف مشروع تنمية المهارات في أفغانستان. ومن ثم، فقد منحت الفرصة للطلاب لتأمين حياة أفضل لهم من خلال احتراف مهنة موسيقية، فضلا عن إصلاح الآلات.