منذ 6 سنوات مضت، انتقلت ميرديث دينبو من موطنها في مجتمع زراعي في منطقة الغرب الأوسط في أوهايو بالولايات المتحدة إلى واشنطن العاصمة.
وتقول دينبو، وهي إحدى العاملات المحترفات في مجال الاتصالات والتي تبلغ من العمر 29 سنة أن "سوق العمل لحديثي التخرج محدود للغاية، ولا يتيح المجتمع سوى النزر اليسير من الوظائف في المجالات الدولية، وبالنسبة لمن يزالون يعيشون في المناطق الريفية، فإنهم يعملون في أي عمل يجدونه في الأغلب الأعم من الأوقات أو يعملون بنظام نصف الدوام بأجر يحتسب بالساعة".
وتواصل دينبو حديثها قائلة: "في المدن الأصغر حجمًا في الولايات المتحدة، يتم تسريح الموظفين بسبب خفض الموازنات المالية وخفض أعداد العمال وتقليص الأنشطة. وحتى التأمين الصحي الأساسي لا يتاح دائمًا في الوظائف الجديدة بسبب أعباء التكاليف على أرباب الأعمال".
تزايد معدلات البطالة
تزداد معدلات البطالة ليس في الولايات المتحدة فحسب، ولكن في جميع أنحاء العالم أيضًا. فحوالي ثلث شباب العالم البالغ عددهم 1.8 مليار شاب إما عاطل عن العمل أو غير مشارك في أي برنامج تعليمي أو تدريبي. ومن بين المليار شاب الذي سيلحق بسوق العمل في العقد القادم تشير التوقعات إلى أن 40 في المائة سيحصلون على وظائف موجودة حاليًا.
وسيحتاج الاقتصاد العالمي إلى إيجاد 600 مليون فرصة عمل على مدى الخمس عشرة سنة القادمة ــ بواقع 5 ملايين فرصة عمل شهريًا ــ وذلك لملاحقة معدلات التوظيف المتوقعة. وتصف نادية ريزقيا، وهي طالبة من إندونيسيا تبلغ من العمر 19 سنة، مدى صعوبة الحصول على أول وظيفة.
وفي معرض حديثها تقول "معظم الوظائف التي أرغب فيها تتطلب تفرغ، وأنا طالبة انتظام في الجامعة، ويكافح زملائي لإيجاد فرصة عمل بعد التخرج نظرًا لأن ليس لديهم الخبرات التي تحتاجها الشركات".
البحث عن حلول جديدة
ثمة دراسة جديدة بعنوان نحو حلول جديدة لتوظيف الشباب: تقرير أساسي لسنة 2015 تتناول مجالات جديدة يمكن أن تعمل على تعزيز فرص العمل للشباب في جميع أنحاء العالم.
· أثر العصر الرقمي – تعمل الثورة التكنولوجية على إحداث تغييرات جذرية في مجال العمل والعلاقات، لكن الشعور بهذا التحول يختلف من مكان إلى آخر في العالم.
· فجوة المهارات – حتى يتسنى سد فجوة المهارات، يجب تحسين تكافل الفرص للجميع لا سيما الفئات الأشد ضعفًا وتأثرًا.
· الوظائف ذات الجودة النوعية – لا تبين القياسات الكمية لمعدلات البطالة جودة الوظائف، ومن ثم مطلوب فهم أكثر عمقًا لظروف العمل.
· العمل الحر – يميل الشباب إلى ممارسة العمل الحر بنسبة تصل إلى 1.6 مرة مقابل الكبار، ومن ثم يتعين تشجيع هذا التوجه.
الشباب أكثر ميلًا لمشروعات العمل الحر
في سياق متصل تقول دينبو "لقد قمت بتقديم مبادرة لمشروعات العمل الحر في واشنطن العاصمة بعنوان: فان FUN. ونقوم بدعوة 3 أو 4 من أصحاب مشروعات العمل الحر كل شهر كي يتحدثوا عن إخفاقاتهم. وقد جعلني ذلك مهتمة تمامًا بإنشاء شركة لي في المستقبل. فأوضاع العمل الحر في واشنطن العاصمة مستقرة لا سيما في مجال التكنولوجيا والابتكار الاجتماعي".
ويشير التقرير إلى أن المبادرات التي تتيح الدعم والمساندة للشباب من أصحاب مشروعات العمل الحر هي الأكثر فعالية من بين جميع المبادرات التي تنفذها الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لمعالجة مشكلة البطالة بين الشباب. ومن الممكن القيام بكثير من هذه المبادرات لأن الكثير من الشباب لا يحتاج إلا لدفعة في الاتجاه الصحيح.
وفي هذا الصدد تقول ريزقيا " لم أفكر كثيرًا في أن أصبح صاحبة مشروع عمل حر، لا لشيء إلا لأنني لا أملك السمات والخصائص والمهارات المطلوبة، وربما لو كان لدي ثقة أكثر في نفسي، لكنت قد بدأت نشاط الأعمال الخاص بي".
يمكن الوصول إلى مطبوعة: نحو إيجاد حلول لتوظيف الشباب" تقرير أساسي لسنة 2015 هنا. وقد أعد هذا التقرير مبادرة الحلول من أجل توظيف الشباب (S4YE) – وهي تحالف عالمي يضم العديد من أصحاب المصلحة لتحسين سبل وصول الشباب إلى فرص العمل. وهذا التحالف عبارة عن شراكة شرعت فيها مجموعة البنك الدولي، ومؤسسة بلان الدولية، والمؤسسة الدولية للشباب ، ومؤسسة شباب الأعمال الدولية، ومؤسسة راند، ومؤسسة أكسنتور، ومنظمة العمل الدولية.