وعن ذلك قالت مادو، وهي إحدى المرافقات "عن طريق النظام تأتي المدفوعات مباشرة إلى حسابي. فلا أحد يمكنه أن يأخذ الأموال."
وقبل تطبيق النظام الجديد، كانت المرافقات ينتظرن نحو 191 يوما لتلقي المدفوعات في حين كانت المستفيدات ينتظرن 58 يوما للحصول على المدفوعات. وأفاد ربع المستفيدات بأنهن كن يضطررن إلى دفع "رسم تسهيل" للحصول على المال.
ومنذ تنفيذ النظام تتلقى المرافقات المدفوعات خلال 30 يوما وتحصل المستفيدات على الأموال خلال يومين. وتراجع بشدة أيضا رسم "التسهيل" أو الرشوة.
وخفض انتقال نظام المدفوعات إلى منصة إلكترونية أيضا من الأعمال الورقية الأمر الذي ساعد على زيادة تركيز المهنيين الطبيين على توفير الرعاية الصحية بدلا من إتمام أعمال إدارية. وانخفض الوقت اللازم لتجهيز المدفوعات إلى 2.5-9 ساعات كل شهر. وكان المسؤولون الصحيون يقضون من قبل 30 في المائة من وقتهم - ما بين 15 و54 ساعة شهريا - على تجهيز المدفوعات.
وتوضح أرشانا كوماري، وهي مديرة صحية بمركز صحي محلي في بيهار "يمكن أن نستغل الوقت في المتابعة وفي المستشفى والعمل الميداني."
وبدأ النظام الجديد في بيهار في أبريل/نيسان 2014. وبحلول يونيو/حزيران 2015، كان جهز مدفوعات حوافز بقيمة 11 مليون روبية هندية. وبحلول عام 2016 سيكون المشروع قد وفر 36 مليون دولار سنويا من الأموال "المتسربة" وتكلفة التشغيل وهو ما يعادل 18 في المائة من تدفقات المدفوعات الصحية في بيهار.
وأسفرت أتمتة المدفوعات أيضا عن مكاسب اجتماعية واقتصادية غير متوقعة مثل منح المرأة استقلالية أكبر.
فلكي تحصل على المدفوعات يجب أن تحصل المرأة على بطاقة هوية وتفتح حساب مصرفي وهو الأمر الذي كان كثير من النساء لا يملكنه. ففي أرياف بيهار حيث تعيش معظم المستفيدات كان أقل من 20 في المائة منهن لديهن حساب مصرفي. وأتاح فتح حساب مصرفي لتلقي المدفوعات مزيدا من الاستقلالية وكذلك الحصول على خدمات مالية أخرى مثل المساعدة على تحسين إدارة حياتها.
وعن ذلك تقول سانجيتا وهي أم شابة أنجبت رضيعها في مركز صحي محلي "حصلت حديثا على بطاقة هوية وستساعدني إحدى القابلات على فتح حساب مصرفي. وحالما أفتح الحساب سأدخر أموالي لتعليم طفي ورعايته صحيا."
وفي إطار المشروع تدربت 7500 مرافقة على الثقافة المالية. وأقيمت 450 مسرحية في شوارع 259 قرية لرفع الوعي المالي بين المستفيدات. وبحلول عام 2016 ستكون جميع المرافقات وعددهن 88 ألفا في الولاية قد حصلن على هذا التدريب. ويدرب البرنامج أيضا أكثر من 2000 مسؤولا صحيا على النظام الجديد نحو ثلثهم من النساء اللاتي لم يعملن مطلقا على جهاز كمبيوتر.
ويبرز الحصول على الخدمات المالية وتعميمها بين أهداف التنمية المستدامة الجديدة. فهما من الأمور الحيوية لبلوغ سبعة من الأهداف السبعة عشر. ومن بينها أيضا تحقيق الصحة الجيدة والمساواة بين الجنسين.
كما أن تعميم الخدمات المالية تتصدر أجندة التنمية الوطنية التي ترى أن حوالي 53 في المائة من سكان الهند (e) يعانون الاقصاء من النظام المالي الرسمي. والهند من بين البلدان الخمسة والعشرين ذات الأولوية في مبادرة تعميم الخدمات المالية،(e) لمجموعة البنك الدولي والتي يتمثل هدفها في تمكين البالغين جميعا حول العالم من الحصول على حساب مصرفي بحلول عام 2020.
وتعتزم حكومة بيهار التوسع في هذا البرنامج في أنحاء الولاية بحلول عام 2016. وسيتم قريبا تعديل عملية الدفع لاستخدامها في ولاية أوتار براديش التي من المتوقع أن يتم تغطيتها بالكامل بحلول عام 2019. وسيكون حينئذ يتعامل في 500 مليون دولار سنويا ويصل إلى 6 ملايين مستفيدة ومرافقة في بيهار وأوتار براديش.