Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي

الخطوات التالية في العمل المناخي بالمدن بعد مؤتمر الأمم المتحدة الحادي والعشرين للمناخ

12/22/2015


Image

نقاط رئيسية
  • في مؤتمر الأمم المتحدة الحادي والعشرين للمناخ الذي عقد بباريس، تعهدت أكثر من 450 مدينة يصل مجموع سكانها إلى نحو مليار نسمة بتخفيض الانبعاثات الغازية بنسبة تزيد عن 50 في المائة خلال ما يقرب من 15 عاما.
  • نسبة ضئيلة فقط من المدن تمتلك التمويل، والتحليلات أو القدرة على النمو المنخفض الكربون.
  • البنك الدولي يدعم جهود المدن لبلوغ أهدافها بعد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، حيث يساعد البلديات على التغلب على تحديات التكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ وتمويله.

ظلت مدينة كان ثو الفيتنامية تتعرض للفيضانات مرتين يوميا على مدى ستة أشهر من كل عام- في المتوسط. ومع تسرب المياه إلى المنازل والمحلات، توقفت أنشطة الأعمال وراح الأطفال يتحسسون طريقهم إلى المدرسة عبر شوارع غارقة بالمياه.    

خلال السنوات العشر الماضية، ساءت أحوال الفيضانات مع ارتفاع مستوى المياه في البحار إلى أقصى مستوى لها إذ تراوح بين 8 و 10 بوصات. يقول كاو فان بون، أحد أصحاب الأعمال "يظل الماء راكدا لنحو أربع ساعات في كل مرة."   

ومع تفاقم الأحوال الجوية الموسمية الجامحة، تواجه مدن مثل كان ثو تحديا هائلا. إذ يطل العديد من أكبر مدن العالم على السواحل والدلتا وضفاف الأنهار؛ وعالميا، ومع أخذ هذا في الحسبان، التقى رؤساء أكثر من 400 مدينة من مختلف أنحاء العالم في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الذي عقد في باريس وكلها إصرار على التحرك.   

وعن ذلك، قال إيدي إيجاس فاسكويز، مدير أول مجموعة الممارسات العالمية المعنية بالتنمية الاجتماعية والحضرية والريفية والقدرة على الصمود بمجموعة البنك الدولي، "أطلقت باريس إشارة واضحة مفادها أن رؤساء البلديات ليسوا ملتزمين فقط بشدة بالتأكد من تكيف المدن مع آثار تغير المناخ، بل إنهم أيضا يقودون مسيرة تخفيض الانبعاثات الغازية من خلال التنمية منخفضة الكربون. والآن بعد أن انتهى مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ، حانت ساعة البدء في العمل الحقيقي على أجندة ما بعد مؤتمر الأمم المتحدة".    

والدعم الفني في المناطق الحضرية لمساعدة البلدان النامية على بناء المدن الملائمة للتغيرات المناخية؛ ومن المتوقع أن يزيد هذا الرقم طرديا مع تحرك البنك لزيادة تمويله للأنشطة المناخية بنحو الثلث خلال السنوات الخمس القادمة.      

ومع نمو سكان الحضر بوتيرة أسرع من أي وقت مضى- في ظل تمركز 90 في المائة من هذا النمو في البلدان النامية- يقدم البنك الدولي وشركاؤه المشورة والأدوات والتمويل لمواجهة تحديات المناخ في المناطق الحضرية. وهنا نظرة إلى ما يفعله البنك:

التكيف

. وساعد البنك الدولي المدن على فهم وبناء القدرة على الصمود لأكثر من عقد، حيث طور أنظمة الإنذار المبكر، وعزز البنى الأساسية، وإدارة الفيضانات، وبرامج الاستعداد للكوارث.  في سريلانكا، تعمل قروض البنك الدولي على تحسين قدرة مدينة كولومبو على الصمود والوقاية من الفيضانات.  في بوغوتا بكولومبيا، تم تحديث المدارس لتفي بمواصفات البناء القادرة على الصمود، ونقل المواطنين من المناطق الخطيرة المعرضة للانهيارات الأرضية والسيول إلى أراض أكثر أمنا.      

وقال نيلز هولم نيلسن، الاختصاصي في الإدارة العالمية للصمود وإدارة مخاطر الكوارث أن "التكيف أمر يتعلق بإدارة المخاطر. ثمة الكثير مما يتعين على المدن أن تدرسه- من تحسين توزيع المياه لتجنب الفيضانات، إلى تخطيط المناطق لتوجيه النمو الأكثر قدرة على الصمود في الحضر، والأهم من ذلك، كيفية ضمان سير الأمور في مواجهة العواصف والكوارث الطبيعية."

من بين العديد من الأدوات التي بين يدي البنك الدولي، هناك برنامج يسمى "قوة المدن". هذا البرنامج يقيم القدرة على الصمود بشكل عام- بالنظر إلى العديد من القطاعات، كالنقل، والطاقة، والصحة، وإدارة النفايات، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات- حيث يجمع النتائج لتحديد الفجوات الخطيرة أو مواطن الضعف.

التخفيف من آثار تغير المناخ

مع انتهاء محادثات المناخ في باريس، تعهدت أكثر من 450 مدينة تضم ما يقرب من مليار نسمة، بتقليص الانبعاثات الغازية بنحو 50 في المائة على مدى 15 عاما.   وقد وجد تحليل أجراه البنك الدولي مؤخرا أن 20 في المائة فقط من أكبر مدن العالم تمتلك التحليلات الأساسية الضرورية للتخطيط المنخفض الكربون للمدن.

قال بول كريس، الخبير بالإدارة العالمية للخدمات والبنية الأساسية المستدامة بالمدن لدى البنك الدولي "هذه المشاركة الموسعة من جانب رؤساء المدن، والمقترنة بالنمو السكاني غير المسبوق في الحضر، تتيح فرصة نادرة لوضع المدن على درب التنمية منخفضة الكربون".    

بالعمل مع أكثر من 20 منظمة عالمية، يضع البنك برنامجا للتوثيق المناخي يساعد مسؤولي المدن على اكتساب الخبرات الضرورية لإجراء عمليات جرد للانبعاثات الغازية المحلية المسببة للاحتباس الحراري، التي تمثل الأساس لخطط العمل المناخي. ويدعم البرنامج العالمي للمدن المستدامة جهود البلديات لدمج اعتبارات الكربون المنخفض والقدرة على الصمود ضمن عملية التخطيط واتخاذ القرار، في الوقت الذي يمكن للمدن أن تستخدم أداة العمل المناخي من أجل استدامة المناطق الحضرية CURB لمنح الأولوية لمختلف المبادرات منخفضة الكربون بناء على التكلفة والجدوى الاقتصادية واستخدام الطاقة والانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري.         

كما يعد البنك رائدا في استخدام (أداة التقييم السريع للطاقة في المدن)، وهي نموذج لاستخدام الأراضي والنقل والطاقة يتيح للمستخدمين التنبؤ بمختلف السيناريوهات. عندما تم نشر هذه الأداة في رومانيا، وجد مسؤولو المدن أن إجراء المزيد من التنمية الحضرية المحدودة في منطقة بوخارتشييد البنية الأساسية المنخفضة الكربون والقادرة على الصمود غالبا ما يفوق القدرات المالية الحالية للمدن في البلدان النامية.    

وقال رونالد هوايت، الاختصاصي العالمي في إدارة وتمويل ونظم إدارة المدن  "سيتعين على الحكومات الوطنية المساعدة باستثمارات كبيرة، لاسيما في أنشطة المناخ والبنية الأساسية المراعية للبيئة. ويضطلع المجتمع الدولي بدور فني ومالي مهم في هذا الصدد".   

أربعة في المائة فقط من أكبر 500 مدينة في العالم جديرة بالحصول على الائتمان في أسواق العالم، و20 في المائة فقط لديها تصنيف ائتماني محلي.    وتحتاج الحكومات الوطنية إلى وضع السياسات وتوفير المناخ القانوني الذي ييسر للمدن سبل الحصول على التمويل الخاص للاستثمار في البنية الأساسية للأنشطة المناخية، وعلى المدن أن تعزز أداءها المالي لجذب المستثمرين.      

يعمل البنك الدولي مع عدد من البلدان لتعزيز أطرها التنظيمية للاقتراض للبلديات، بينما تسعى أكاديمية الجدارة الائتمانية للمدن التابعة للبنك (CCA) إلى تعزيز أداء البلديات وإعدادها للاستفادة من أسواق المال المحلية والإقليمية. وقد دربت الأكاديمية أكثر من 500 مسؤول بلدي من 185 مدينة في 20 دولة.    

النظر إلى المستقبل في ما بعد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ

وقال إيدي إيجاس فاسكويز "يكمن مستقبل التنمية المستدامة في طرح مزيج من الحلول المالية والفنية التي يمكن أن تلائم تعقيدات بناء المدن المنخفضة الكربون والقادرة على الصمود.  هذه المساهمات تقدم مزيجا من تقليص المخاطر المادية، ونقل المخاطر والمشاركات المالية، ودعم الأنظمة لتحسين عملية اتخاذ القرار من أجل إدارة المخاطر، والتحسينات المبكرة للبنية الأساسية واللوائح التي ستشكل مستقبل المدن في مدة تتراوح من 10 إلى 15 عاما.  وبالتعاون مع شركاء التنمية، سيستمر البنك الدولي في تمويل الاستثمارات العامة بالمدن المنخفضة الكربون والقادرة على الصمود، لكننا نساعد الحكومات البلدية أيضا على وضع أدوات مالية أوسع نطاقا للحد من ضعفها أمام الكوارث الطبيعية".



Api
Api