Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي

النفايات في المغرب: مورد لا يهدر

02/16/2016


Image
تصوير: ف. دي برينوف، البنك الدولي

نقاط رئيسية
  • المغرب يعتبر النفايات موردا يمكن تحسين إدارته لدعم الوقود والحد من التأثيرات البيئية.
  • بمساندة من البنك الدولي، يسعى المغرب إلى زيادة إعادة التدوير إلى 20 % بحلول عام 2022، مع تحسين ظروف نابشي القمامة.
  • أم عزة، أكبر مكب حديث للنفايات في منطقة المغرب العربي، وتكمن أهميته في تحويل النفايات العضوية إلى الغاز الحيوي عن طريق تحللها.

نابشو القمامة الذي يقومون بفرزها،  يعلمون أنه دائما ما تكون هناك أشياء قيّمة في النفايات.

قبل 12 عاما، حين اشتد المرض على زوج ميلودة حايمرالمسن ولم يعد قادرا على العمل، لجأت إلى جبل القمامة القريب لمنزلها لتبحث عن مصدر رزق لعائلتها. فبعد أن يخلد أبناؤها الستة إلى النوم ليلا، كانت تثبّت مصباحا كهربيا فوق غطاء رأسها وتنضم إلى باقي النابشين في القمامة باحثة وسط نفايات العاصمة المغربية الرباط. كانت الأشياء الأعلى قيمة هي النحاس ثم الألومنيوم ثم الأواني البلاستيكية وأخيرا الورق المقوى. تقول ميلودة إنها كانت تكسب  كل ليلة ما بين 120 و250 درهما (ما بين 12-25 دولاراً)، وهو ما يكفي بالكاد لإعالة أسرتها.

بيد أن جبل القمامة لم يكن آمنا. كان الجميع، رجالا ونساء.. مسنين وأطفالا، يتسابقون للعثور على أفضل الأشياء في النفايات بأيديهم العارية وسط الأمطار وتحت الشمس الحارقة، ليلا ونهارا. علاوة على ذلك، كان جبل النفايات يقع في محجر قديم يعمل بدون أي تنظيم أو إشراف من عام 1980 حتى عام 2007.

يتذكر جيرار برينان، مدير الشركة الخاصة التي تدير موقع إدارة النفايات في أم عزة "كانت الرائحة رهيبة مع تسربات سامة تتدفق إلى نهر بورقرق (الذي يمتد عبر الرباط). وأحيانا ما كانت جدران من الرغوة السوداء أو البيضاء تغلق الطريق."   

أما اليوم، فإن مصب بورقراق في المحيط الأطلسي نظيف ويجتذب الصيادين والسياح. وانتقلت ميلودة وزملاؤها من نابشي القمامة إلى منشأة حديثة هي موقع إدارة النفايات في أم عزة حيث يعملون في الجمعية التعاونية الوحيدة من نوعها لإعادة تدوير القمامة. ويرجع الفضل في هذا إلى البرنامج الوطني لإدارة النفايات الذي تستهدف الحكومة أن يزيد معدل تجميع النفايات وإعادة تدويرها من 5 % يوميا إلى 20 % مع تحسين أحوال نابشي القمامة. وحظي هذا البرنامج بدعم من أربعة قروض متتالية من قروض سياسات التنمية لغرض النفايات البلدية الصلبة من البنك الدولي.

وتقول الشركة الخاصة التي تدير موقع أم عزة إنه أكبر منشأة حديثة لفرز ودفن القمامة في منطقة المغرب العربي حيث تستقبل 850 ألف طن من القمامة سنويا. وقامت الشركة برعاية إنشاء التعاونية وبناء منشأة للفرز من أجل مساعدة مواطنين مثل ميلودة كانوا يعملون في مكب النفايات القديم، فأصبحوا الآن يكسبون دخلا لكن وسط  ظروف أكثر أمنا وتنظيما. وينتسب للتعاونية حوالي 150 شخصا منهم 22 امرأة.

وينتظم أعضاء التعاونية في فرق تلتقط أنواعا مختلفة من القمامة التي يمكن إعادة تدويرها من على حزام نقل كهربائي. يقول ياسين مازوط رئيس تعاونية التوافق "يحصل كل عضو على راتب شهري موحد هو 2620 درهما( حوالي 265 دولاراً) ويتم توزيع فائض الأرباح سنويا حسب ساعات عمل كل فرد. وتقول ميلودة "رغم أني دخلي أصبح أقل من السابق، فهناك مزايا أخرى." ويتمتع أعضاء التعاونية بتأمين صحي وإمكانية فتح حساب مصرفي والحصول على قرض عقاري بفائدة منخفضة.

ويسهم نابشو اأيضاً أيضا في نموذج الأعمال. فإعادة التدوير في الموقع يلعب دورا مهما باستخراج نحو 2200 طن من النفايات الصلبة سنويا لإعادة بيعها وتحويل نحو 100 ألف طن من النفايات إلى سماد، وبذلك تخفض التعاونية من حجم النفايات المطلوب دفنها مما يطيل من عمر الموقع.  ويرغب ياسين في إعادة تدوير قدر أكبر من القمامة والمساعدة على تنظيم نابشي القمامة في مدن أخرى مثل أغادير.


" ما يفعله المغرب هو أمر نموذجي. إنهم ينظرون إلى القمامة كمورد وليس كنفايات. وموقع أم عزة نموذج واعد لما يمكن وينبغي أن يكون عليه مكبات النفايات الأخرى مع تمديد برنامج الحكومة. فالجمع بين إعادة التدوير وسلاسل القيمة وتهيئة فرص العمل وصفة جيدة لجعل قصة المكب قصة نجاح. "

ماريا الصراف

الخبير الاقتصادي البيئي الأول بالبنك الدولي

والهدف من مكب أم عزة أيضا الاستفادة من النفايات العضوية التي تمثل نسبة كبيرة من القمامة في المغرب (حوالي 60 % مقابل 30 % في أوروبا) بالاستفادة من الغاز الحيوي الناجم عن عملية التحلل. وستنقل الأنابيب هذا الغاز يوما ما إلى مصنع أسمنت قريب لتشغيل الفرن هناك. وعند زيارة الموقع في أكتوبر/تشرين الأول 2015، كانت الشركة التي تدير أم عزة تنتظر اعتماد مرسوم يسمح لها ببيع فائض الكهرباء المولدة من الغاز الحيوي إلى الشبكة الموحدة. وبعد فترة قصيرة صدر المرسوم في إطار حزمة من الإصلاحات المدعومة قرض سياسات التنمية لأغراض النمو الاشتمالي المراعي للبيئة من البنك الدولي.

ويتم حرق الغاز حاليا حيث بتحويل الميثان، وهو من غازات الاحترار العالمي الشديدة التأثير، إلى غاز كربوني أقل تلويثا نسبيا للغلاف الجوي. وسيكون مكب أم عزة أول مدفن قمامة في المغرب يبيع اعتمادات خفض الانبعاثات الكربونية عبر برنامج آلية التنمية النظيفة المدعومة من البنك الدولي. وخلال عمر المكب، سيتم توليد حوالي نصف مليون طن  من اعتمادات خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عبر حجز الغاز المنبعث من المدفن واستخدامه في توليد الكهرباء في الموقع.

وتعتزم الشركة التي تدير الموقع تحويل نفايات الحدائق إلى سماد وبيع الرماد الجاف المطحون لشركات تصنيع الأسمنت. يقول برينان :"عملنا هو إدارة النفايات، ومصلحتنا في الابقاء على أقل قدر ممكن من النفايات لدفنها."

من جهتها، تقول ماريا الصراف، الخبير الاقتصادي البيئي الأول بالبنك الدولي: "ما يفعله المغرب هو أمر نموذجي. إنهم ينظرون إلى القمامة كمورد وليس كنفايات. وموقع أم عزة نموذج واعد لما يمكن وينبغي أن يكون عليه مكبات النفايات الأخرى مع تمديد برنامج الحكومة. فالجمع بين إعادة التدوير وسلاسل القيمة وتهيئة فرص العمل وصفة جيدة لجعل قصة المكب قصة نجاح."



Api
Api