واشنطن، 11 مايو/ أيار 2016- ويكمن جزء أساسي من نهج مجموعة البنك الدولي تجاه أجندة تغير المناخ العالمي في مساندة تلك البلدان في مجابهة التحديات، وفي الوقت نفسه، استغلال الفرص.
والفرص المتاحة كبيرة؛ إذ تقدر مجموعة البنك الدولي أن ، في ظل إمكانية وصول المشروعات الصغيرة والمتوسطة لربع هذه السوق. وتتضمن هذه القطاعات تكنولوجيا الطاقة المتجددة، والري وتحلية المياه بالاستخدام الفعال للطاقة، والمحاصيل التي تتحمل تغير المناخ، والنقل العام، والسيارات التي تعمل بالكهرباء.
ومع هذه الأرقام في ذهننا- وفي ظل فكرة أن الأشياء الكبيرة لها بدايات صغيرة- أطلقت مجموعة البنك الدولي شبكة من مراكز الابتكارات المناخية في العالم النامي. ففي هذا الشهر، تنضم غانا رسميا للبحر الكاريبي وإثيوبيا وكينيا والمغرب وجنوب أفريقيا وفيتنام في استضافة مركز للابتكارات المناخية والذي سيوفر تمويل البذور، والإجراءات التدخلية بشأن السياسات، وروابط الشبكات، والتدريب الفني والتدريب على مشروعات الأعمال للمشروعات الجديدة في مجال تغير المناخ.
يقول جانيش راساجام، الذي يشرف على برنامج مراكز الابتكارات المناخية " إننا نرى اهتماما بالغا من البلدان النامية بمساندة المبادرات التي تساعد صناعاتها على ابتكار واستغلال الحلول الجديدة للتنمية الاقتصادية وحماية البيئة. ومراكز الابتكارات المناخية تساند قائمة سريعة النمو من مشروعات الأعمال الجديدة والمتنامية التي تحول أفكار التكنولوجيا النظيفة إلى فرص للنمو الاقتصادي".
تعهدات الدورة 21 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ
تسعى مبادرتان لمجموعة البنك الدولي لتعظيم أثر شبكة مراكزالابتكارات المناخية في الإسهام في التعهدات التي تم التوصل إليها في باريس في الدورة 21 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والذي وافقت البلدان خلالها على خفض انبعاثات غازات الدفيئة ووضع خطط تحرك وطنية بشأن المناخ لإبقاء زيادة درجات الحرارة العالمية دون مستوى درجتين مئويتين. وتتضمن إحداهما توسيع شبكة مراكز الابتكارات المناخية عن طريق إطلاق مراكز جديدة للابتكارات المناخية في البلدان التي تطلبها. والأخرى تتضمن وضع نظام معزز لتحديد أنشطة الطاقة النظيفة الناشئة ذات الإمكانية الأكبر للنمو وتقديم فوائد اقتصادية كبيرة وكذلك فوائد بيئية.
وقد لخصت أنابيل جونزاليز المدير الأول لقطاع الممارسات العالمية للتجارة والقدرة التنافسية بمجموعة البنك الدولي هذا التحدي في تجمع حديث للرؤساء التنفيذيين لمراكز الابتكارات المناخية؛ حيث قالت "لذا يصبح السؤال هو كيف يمكن لنا أن نأخذ الابتكارات المناخية العديدة الناشئة في أرجاء العالم ونوسع نطاقها لتحقيق الإمكانيات البيئية والاقتصادية التي تعد بها؟"
مركز جديد للابتكارات المناخية في غانا
مركز غانا للابتكارات المناخية، الذي طُوِّر بمساندة من مجموعة البنك الدولي في شراكة مع جامعة أشيسي وحكومتي الدانمرك وهولندا، سيمد الشركات المحلية بالمعارف والموارد التي تحتاجها لوضع النماذج وتطوير وتسويق التكنولوجيات النظيفة المبتكرة في عدد متنوع من القطاعات، بما في ذلك الزراعة ومعالجة مياه الصرف واستخدام الطاقة المتجددة خارج الشبكة.
وأكد فريد ماك باجونلوري، الرئيس التنفيذي لمركز غانا للابتكارات المناخية، على القواعد الأساسية في مناقشة الأساس لنجاح احتضان أنشطة الأعمال قائلا " يجب أن تحل الفكرة مشكلة العميل. ويجب أن تكون قابلة للتنفيذ تكنولوجياً خلال فترة قصيرة من الوقت- سنتين".
توسيع الجهود لإحداث التأثير
مع قيام مشروعات مناخية عديدة بالفعل بتوسيع نطاق جهودها بمساعدة مراكز الابتكارات المناخية، فإن الخطوة الأساسية التالية تتضمن تحديد أكثر المشروعات الواعدة ومساعدتها على تسريع نموها، وخلق المزيد من الوظائف، وربما تصدير المنتجات أو الخدمات. وتتضمن الطريقة الأخرى لتوسيع نطاق الجهود أن يتكرر في بلدان أخرى مفهوم المشروعات الصغيرة الناجح الذي احتضنه أحد مراكز الابتكارت المناخية. ومن الممكن أن يتضمن توسيع نطاق الجهود مساعدة مشروعات الأعمال القائمة على التكنولوجيا النظيفة في تسريع وتيرة التطوير التكنولوجي والتغيرات في الممارسة التي قيدتها المعوقات الاقتصادية والسياسية. وهناك شكل آخر من أشكال توسيع نطاق الجهود يتضمن توسيع القدرة على الابتكار في نطاق مدينة أو بلد أو منطقة عن طريق تشجيع ثقافة العمل الحر.
في غانا، عُقد "معسكر لأصحاب الابتكارات النظيفة" قبل إطلاق مركز الابتكارات المناخية، وحدد أكثر 20 مشروعا جديدا واعدا للتكنولوجيا النظيفة من خلال عملية مراجعة تنافسية. وخلال المعسكر، صقل المشاركون مفاهيمهم الخاصة بأنشطة الأعمال، وحددوا قواعد العملاء، وتنافسوا في مسابقة شرسة تولى التحكيم فيها فريق من المستثمرين المحليين وخبراء الصناعة.
وأصبح مركز الابتكارات المناخية في كينيا والذي يتم عرضه في هذا الفيديو مركز المساندة الرائد بالبلاد لأصحاب مشروعات تكنولوجيا المناخ من خلال احتضان أكثر من 100 شركة في مجالات تتراوح من حلول تحويل النفايات إلى طاقة، وإلى الطاقة الشمسية خارج الشبكة. وسيكون الاختبار النهائي لأي حل تجاري جديد هو ما إذا كان مستوى طلب السوق يساند عملية التوسع. ونتيجة لذلك، سيقوم مشروع مجموعة البنك الدولي بتحليل كل من التكنولوجيات الناشئة التي بها أكثر التطبيقات المناخية الواعدة للبلدان النامية، والطلب على هذه الحلول الناشئة. إن عمل مجموعة البنك الدولي حتى الآن يساند بقوة النتيجة التي تقضي بأن سوق الابتكارات المناخية قوية. وفي هذا الشأن قال جوناثان كوني من برنامج تكنولجيا المناخ التابع لقطاع الممارسات العالمية للتجارة والقدرة التنافسية "هناك طلب هائل على منتجات المناخ المبتكرة الجديدة. والمنتجات الجديدة، مثل الطاقة الشمسية لتوفير الوصول للطاقة، تحل مشكلة خطيرة بطريقة مربحة وتجارية".