لعبت هيئات الإغاثة الإنسانية دوراً هائلاً في توفير المواد الغذائية والحماية لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين وجدوا ملاذاً في الأردن منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011. ومع هذا، فإن الزيادة السكانية المترتبة على ذلك ألقت بضغوط هائلة على كاهل موارد الأردن الشحيحة وعلى الخدمات المحلية التي تعاني من قلة التمويل، مما يتطلب أيضاً نهجاً أطول أجل للتعامل مع هذه الأزمة.
يعيش في المخيمات أقل من مائة ألف لاجئ سوري، من بين 630 ألف لاجئ مسجل دخل الأردن؛ أما الباقون فيعيشون وسط المجتمعات المحلية في البلدات والمدن الأردنية. وبسبب تزايد الضغوط السكانية، يزداد نقص الخدمات العامة. واستجابة لهذا الوضع، أطلقت مجموعة البنك الدولي في عام 2013 برنامج الخدمات الطارئة والصمود الاجتماعي لمساعدة البلديات والمجتمعات المضيفة على التكيف مع آثار هذه الأزمة.
وتقول السيدة سيما كنعان، كبيرة خبراء التنمية الاجتماعية في البنك الدولي والمسؤولة عن البرنامج: "هذا أول برنامج يتصدى لآثار الأزمة الإنسانية السورية من خلال نهج إنمائي يوفر للسلطات المحلية في الأردن سبل إدارة آثار تدفق اللاجئين على المدن، من خلال توفير مورد تمويلي معروف مسبقاً. ومن شأن هذا أن يُمكّن السلطات المحلية من الاستثمار في الخدمات التي تعتبرها أولوية لمجتمعاتها المحلية".
وانطلاقاً من مبدأ أن التحسينات التي يتم إدخالها على تقديم الخدمات تبني ثقة الجمهور في الحكومة المحلية، يساند برنامج البنك للتحويلات المالية الخدمات البلدية، ويحد من التوترات في المجتمع، ويعزز القدرة المحلية على التكيّف مع الأزمة. وقد استفادت 20 بلدية من المشروع، اختير كل منها بناء على العدد الكبير من اللاجئين الذين تستضيفهم مقارنة بعدد سكانها الأصليين.
فبلدة الزعتري، على سبيل المثال، شهدت طفرة في عدد سكانها الذي قفز بمقدار الضعف من خمسة آلاف إلى عشرة آلاف منذ بداية الأزمة السورية، ويصدق القول نفسه على بلدة المفرق التي تضاعف سكانها إلى 73500 نسمة. وتقع كلتا البلدتين بالقرب من مخيم الزعتري، الذي يعد أكبر مخيم للاجئين في الأردن.