تلقي الأزمة السورية وتدفق اللاجئين على لبنان بضغوط اجتماعية واقتصادية غير مسبوقة على منظومة التعليم العام في البلد. فمن بين 1.5 مليون لاجئ سوري، هناك ما يقرب من 500 ألف طفل في عمر الدراسة (3-18 عاما). كما أدى طول أمد الأزمة وضخامة الطلب على التعليم إلى خلق ضغوط شديدة على جودة التعليم العام.
ورداً على ذلك، أطلقت وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان مبادرة توفير التعليم لجميع الأطفال(RACE) عام 2013 لتحسين سبل حصول اللاجئين السوريين واللبنانيين المحرومين على التعليم الرسمي- ويحظى كلا الهدفين بدعم المجتمع الدولي.
وكشريك دائم للحكومة اللبنانية، يعكف البنك الدولي على زيادة دعمه لقطاع التعليم. فقبل نشوب الأزمة السورية، ساند البنك المشروع الثاني لتطوير التعليم الذي تبلغ كلفته 40 مليون دولار. وفي عام 2015، اعتمد البنك الدولي 32 مليون دولار للمشروع الطارئ لدعم النظام التربوي في لبنان؛
والآن سيعتمد البنك أيضاً 224 مليون دولار للبرنامج الثاني لمساندة توفير التعليم لجميع الأطفال في لبنان. يتضمن هذا الدعم الجديد 100 مليون دولار استثنائية على شكل تمويل ميسَر مقدم من المؤسسة الدولية للتنمية لتلبية الاحتياجات الفورية لقطاع التعليم وإرساء أسس التعافي على المدى البعيد. ولا يتاح التمويل الذي تقدمه المؤسسة عادة إلا لبلدان العالم الأشد فقراً.
يأتي البرنامج الثاني لتوفير التعليم لجميع الأطفال الجديد هذا بالتوازي مع إطلاق وزارة التربية والتعليم العالي المرحلة الثانية من مبادرة توفير التعليم لجميع الأطفال (RACE 2). وقد شهدت المرحلة الأولى من هذه المبادرة إنجازات كبيرة من حيث الالتحاق بالمدارس. فخلال خمس سنوات فقط، ارتفع عدد التلاميذ السوريين في المدارس الرسمية في لبنان بدرجة كبيرة من 18780 طالب في السنة الدراسية 2011/2012 إلى 141722 طالب في السنة الدراسية 2015/2016.
وسيواصل البرنامج الثاني لتوفير التعليم لجميع الأطفال المساعدة على إتاحة الفرصة أمام جميع الأطفال في لبنان للالتحاق بالمدارس، مع زيادة التركيز على تحسين جودة بيئة التعليم والتعلم وشموليتها، وعلى تعزيز نظام التعليم الوطني وسياساته وقدرات التخطيط والمراقبة.