وقلصت معدلات الفقر من 44.2 في المائة عام 1991 إلى 18.5 في المائة عام 2010. وربما تراجعت معدلات الفقر أكثر: فتوقعات البنك الدولي تقدر أنها بلغت 13.8 في المائة عام 2015.
وقد زاد عدد العاملات الضعف فيما انخفضت معدلات المواليد من 6.2 للسيدة الواحدة عام 1990، إلى 2.2 فقط اليوم. وفي عام 2015، انخفض عدد النساء اللائي يمتن أثناء الوضع بنسبة 40 في المائة عن عام 2001. كما انخفض عدد الأطفال الذين يموتون قبل الخامسة الثلثين في الفترة من 1990 إلى 2013.
أصبحت صناعة الملابس المزدهرة في البلاد الآن في المرتبة الثانية عالميا بعد الصين في قطاع الملابس الجاهزة. تحقق هذا رغم أن الكثافة السكانية والمستنقعات المائية الشاسعة تحد من مساحات الأراضي المتاحة للصناعة.
كيف حققت بنغلاديش هذه الإنجازات؟
قال وزير المالية البنغلاديشي أبو المال عبد المغيث في مقابلة "الفقر قابل للزوال إذا أخلصت النية، وإذا هاجمته من جبهات عديدة، وإذا التزمت بذلك. الإلتزام هو أهم شيء - الإلتزام بالقضاء على الفقر . ونحن لدينا ذلك."
منذ نصف قرن مضى تقريبا، كان هذا التقدم يبدو مستحيلا. فقد أودت الحرب من أجل الاستقلال بحياة ثلاثة ملايين شخص، ودمرت ثلثي الاقتصاد، وتركت 70 في المائة من سكان الدولة الجديدة يكابدون الفقر.
وقال حسين ظل الرحمن، مؤسس مركز بحوث القوة والمشاركة في دكا، "كنا كالمياه الراكدة".
وقال ظل الرحمن إن السعي إلى الاستقلال ساعد أيضا "على إحداث تحول في نفسيتنا إذ جعل شعبنا أكثر طموحا ورغبة في تأكيد ذاته".
وأضاف ظل الرحمن، "عهد عن بنغلاديش أنها أرض الأبقار والمحاريث. الآن، تجد الجرارات الزراعية متواجدة حتى في القرى النائية. وأصبح المزارعون الأميون يستخدمون التكنولوجيا- بفضل تطلعاتهم. وقرر المزارعون أنهم إذا كانوا قد ولدوا فقراء، فلا ينبغي أن يكون أطفالهم كذلك".
وقال عبد المغيث إن الشخصية الوطنية لعبت دورا في تقدم البلاد- لاسيما الإحساس بالمساواة الاجتماعية الذي ساعد على تمكين المرأة، على سبيل المثال.
وأضاف أن البرامج الوطنية في مجالات التعليم والصحة والضمان الاجتماعي لعبت دورها أيضا في انتشال الناس من الفقر.
قال عبد المغيث، "ينبغي أن تعلم جميع مواطنيك. اليوم، أصبحنا ندمج حوالي 99 في المائة من الأطفال في التعليم الابتدائي. إلا أننا لسنا بالمستوى الجيد بعد في التعليم الثانوي، لكننا أيضا لسنا سيئين بدرجة كبيرة لأننا كنا نغطي 29 في المائة والآن تجاوزنا الستين في المائة".
وقال ظل الرحمن إن بلاده أضحت نموذجا يحتذى في التفكير العملي، وتحديد الأهداف المرحلية واتخاذ الخطوات التي توصل إليها. وأردف "إن جميع أهدافنا موجهة لعامة الشعب ومنصبة على الوصول إلى المواطن".
وثمة عامل مهم من عوامل تطور بنغلاديش تمثل في "الطرق الفرعية"- الطرق التي تربط القرى بالمدن المجاورة. ووصفها ظل الرحمن بأنها "محفزات ثورية" لبنغلاديش لأنها أتاحت للناس السفر، على سبيل المثال، إلى الخارج وإرسال التحويلات إلى بلادهم – والتي مثلت في عام 2015 نحو 7.7 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للبلاد.
وقال "إن بعد المسافات لايقل إيلاما عن الفقر. ذهاب الفتيات إلى المدارس، القروض الصغرى، بيع النساء لمنتجاتهن في الأسواق. كل هذا لم يكن ممكنا إذا ظل بعد المسافات يمثل مشكلة".
كما أصبحت بنغلاديش أكثر قدرة على الصمود أمام الكوارث الطبيعية. فقد ساعد توفير المزيد من مساكن الإيواء وأنظمة الإنذار المبكر على تخفيض حالات الوفاة الناجمة عن الأعاصير بأكثر من مائة ضعف خلال الأربعين عاما الماضية.
قدمت مجموعة البنك الدولي حتى الآن نحو 24 مليار دولار لمبادرات الحد من الفقر في بنغلاديش مع استمرار النمو والتطور في البلاد على مدار السنين. دعم البنك برامج مهمة في مجالات الصحة والتعليم والحد من مخاطر الكوارث والزراعة والصمود أمام تغيرات المناخ.
قال رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم "إن جهود بنغلاديش في الحد من الفقر يمكن أن تملأ كتابا: من التحويلات النقدية المشروطة لإلحاق الفتيات بالمدارس، إلى القروض الصغرى، فالتنظيم الناجح للأسرة، فتمكين المرأة من أجل اقتحام سوق العمل والمساعدة على تنمية الاقتصاد".
وتظل هناك تحديات، منها الحاجة إلى مواجهة التوسع العمراني السريع، وتخفيض معدلات التقزم بين الأطفال، وتوصيل الكهرباء للجميع.
إلا أن وزير المالية عبد المغيث يعتقد أن في مقدور بنغلاديش القضاء على الفقر فعليا قبل عام 2030.
وعند سؤاله عن الهدف، ابتسم قائلا، "ليس لدي أدنى شك في أن الفقر سيتلاشى من هذا البلد بحلول عام 2024".