ضاحية نيلي، إقليم دايكوندي- تمتد الشجيرات والمنازل الطينية الشبيهة بالصناديق والجيوب الصخرية المكشوفة على مسيرة ساعتين على الطريق الصخري من نيلي، عاصمة إقليم دايكوندي، إلى قرية شهر عصبان. وعلى سفح الجبل، يقع مجمع شاسع يمتلكه المزارع نعمة الله رادفار ويتألف من أربعة أقسام ويطوقه جدار سميك من الطوب اللبن.
تمارس أسرة نعمة الله الزراعة هنا منذ عقود، وتقع بساتينها وحدائقها على مسافة قريبة من أسوار المجمع. وكغيرها من مزارعي القرية، اعتادت الأسرة استخدام أساليب الزراعة البستانية التقليدية التي تعود إلى أجيال مضت لرعاية محاصيلها. يقول نعمة الله، " كل القرويين هنا يحصلون على دخلهم من حرفتي الزراعة وتربية الماشية. لقد اعتدنا على استخدام أنظمة الزراعة البستانية التقليدية."
يمتلك نعمة الله هكتارا من الأرض التي زرعها بالعنب واللوز وأشجار التفاح مستخدما أساليب وأنظمة محسنة بمساعدة المشروع الوطني للزراعة البستانية والثروة الحيوانية. يقول، "كان المشروع هنا على مدى السنة الماضية حيث قدم تقنيات محسنة لإدارة وممارسة زراعة العنب. رأى الناس ذلك، والآن باتوا متشوقين إلى تطبيق هذه الأنظمة الحديثة واستخدامها العام القادم."
كان نعمة الله القروي الوحيد الذي قرر الالتحاق بالمشروع الوطني للزراعة البستانية والثروة الحيوانية الذي بدأ نشاطه عام 2015 في قرية شهر عصبان التي تعيش فيها 500 أسرة. يقول علي رويش، مسؤول المشروع في ضاحية نيلي، إن الناس لم يكونوا مهتمين بسبب عدم ثقتهم في المشروع وعدم رؤيتهم في السابق لأي مزايا للتكنولوجيا والممارسات الزراعية الحديثة التي قدمها المشروع. يقول علي، "كانوا يشككون في المشروع لأنهم لم يشهدوا من قبل أي دعم طويل الأجل هنا." وبعد أن رأوا أنشطة المشروع ونجاح نعمة الله معه، أصبح المزارعون شغوفين بالانضمام إليه. والآن، أصبح الناس يثقون في المشروع."
تتجلى آيات النجاح الذي حققه نعمة الله بفضل اعتماد التقنيات الحديثة في زراعة محصول العنب الذي أثبت ربحيته. يقول، "قبل المشروع، كانت جميع بساتين القرية تستخدم الأساليب التقليدية متدنية الإنتاجية، ومن ثم فقد كان الدخل محدودا." ويتوقع نعمة الله أن يبيع محصول هذا العام بثلاثة أو أربعة أضعاف السعر الذي باع به العام الماضي. ويضيف، "أعتقد أن هذا المشروع سيزيد دخل أهالي القرية وسيحسن أوضاعهم المعيشية."