قد طرحنا هذا السؤال على شباب وشابات مصريين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، من خلال مسابقة في كتابة المقال نظمها البنك الدولي ومنتدى البحوث الاقتصادية الكائن في القاهرة. كان الهدف الاساسي من المسابقة تعزيز صوت الشباب في مصر من خلال مساعدته على تطوير حلول بناءة ومبتكرة لمشكلة البطالة. كانت المسابقة أولى من نوعها، وتم تلقي أكثر من 100 مشاركة من جميع أنحاء مصر.
وفي أجواء مفعمة بالحيوية في رحاب جامعة للعلوم والتكنولوجيا في وسط القاهرة، قدّم عشرة متنافسون مقالاتهم الفائزة أمام جمهور من الشباب وصانعي السياسات ومنظمات المجتمع المدني. تبع ذلك تصويت من جانب الحاضرين، ومراجعة من قبل هيئة خبراء.
وقد تم نشر أفضل خمس مقالات على الإنترنت. كما حصل الفائزون على تقدير مالي.
العمالة الماهرة قد تزيد من فرص العمل
هذه لمحة مما قاله بعض الفائزين:
إيمان عبد الفتاح حلمي، شابة من القاهرة، وهي الفائزة الأولى بالمسابقة. ركزت إيمان في مقالها على الحاجة إلى المهارات التي تناسب سوق العمل. فوفقاً لتصوّرها "من الضروري زياد الطلب على اليد العاملة وزيادة خلق فرص العمل- إلا أنّ ذلك وحدهغير كافي لحل مشكلة بطالة الشباب في مصر". إذ يواجه العديد من أصحاب العمل حالياً صعوبات في ملء الوظائف الشاغرة بسبب نقص المهارات المناسبة".
استطردت إيمان في كلمتها مستندة إلى دراسة سوق العمل في سنة 2012 وأشارت إلى أن "الجهود طويلة الأمد لحل مشكلة عدم التوافق بين المهارات ومتطلبات سوق العمل لم تؤت ثمارها المتوقعة بعد".
وترى إيمان في مقالها أنّ بناء مهارات اليد العاملة لتلبية احتياجات سوق العمل يتطلب "برنامجاً شاملاً لتطوير المهارات وفرص العمل" باستطاعته تنبؤ المهارات المستقبلية التي سيحتاجها سوق العمل .
تأمين دعم أفضل سيشجع رواد الأعمال
إن عدم وجود عمالة مؤهلة ليس السبب الوحيد خلف بطالة الشباب في مصر إذ هناك نقص شديد في البنية التحتية التي من شأنها إدماج الشباب في سوق العمل.
هذا ما اشارت إليه نور الوسيمي، إحدى المتسابقات في التصفيات النهائية، متحدثة كيف يؤثر نقص التمويل ووجود البيروقراطية وقوانين مكافحة الاحتكار على وصول المشاريع الجديدة للدعم المناسب. "يواجه رواد الاعمال الشباب تحديات عدة منها خاصة ذوي الأفكار المبتكرة إذ يفتقرونإلى المعرفة الفنية والدراية بالأعمال التجارية التي تؤهلهم لتطوير منتجاتهم أو خدماتهم".
أضافت نور أن النظام التعليمي في مصر "لا يزود الطلاب بالمهارات المؤهلة لسوق العمل، أو تلك التي تساعدهم في إقامة مشاريعهم الخاصة".
وبالرغم من كون ريادة الأعمال قد أثبتت بأنها "عنصر هام للنمو الاقتصادي المستدام"، إلاّ أنّ الدعم الحكومي لرواد الأعمال الشباب لا يزال غائبا.
عقبت مي ناجي، إحدى المرشحات من القاهرة في التصفيات النهائية، على مداخلات زميلتها مشيرة إلى الحاجة الشديدة إلى دعم الدولة من أجل تمكين المشاريع الرائدة والأكثر نجاحاً للتوسع.
وقد كتبت مي في مقالها أن "مصر قد شهدت ثورة على مدى السنوات القليلة الماضية من ناحية المبادرات والقواعد التي من شأنها دعم أفكار رواد الأعمال، وهي مبادرات شهدت نجاحاً كبيراً، لكن للأسف كان نطاق تأثيرها محدوداً حيث بالكاد وصلت إلى الريف المصري. لذا من الضروري حشد جهود الدولة لدعم مثل هذه المبادرات".
ومع احتفال مصر بالذكرى السادسة لثورتها الشعبية، نتذكر المطالب التي أطلقت هذه الثورة في المقام الأول، ونلحظ أنّ تلبية حاجة الشباب الأساسية للعمل مسألة ملحة.