خلال زيارته الأخيرة إلى الأراضي الفلسطينية، اتيحت لوفد من أعضاء مجلس المديرين التنفيذيين بالبنك الدولي فرصة الاطلاع على طرق التفكير المبتكرة في ظروف غاية في الصعوبة وفي ظل تحديات كبيرة. وقد سلطت الزيارة الضوء على الأهمية البالغة لتقديم الخدمات الاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني خلال هذه الفترة الصعبة من الانكماش الاقتصادي.
وزار وفد مجلس البنك الذي ضم عشرة أعضاء الأراضي الفلسطينية خلال الفترة من 10 إلى 12 مايو/أيار في إطار جولة أوسع نطاقا للمنطقة. وسعى الوفد الذي يمثل 100 من بين 189 بلدا عضوا بالبنك إلى تعميق فهمه للسياق التنموي والدور الذي تلعبه مجموعة البنك الدولي في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
والتقى الوفد عددا من المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص والجهات المانحة، كما اجتمع مع عدد آخر من المعنيين الذين أطلعوه على تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني وقدرته على التحمل والتزامه ببناء مستقبل أفضل. وشددت إحدى الزيارات الميدانية للوفد على تركيز البنك الدولي على الاستثمار في الشباب، وضمان مشاركتهم في مجتمعاتهم المحلية المحيطة، ودعم الفرص التي تؤدي إلى خلق فرص العمل.
وزار الوفد مخيم شعفاط لللاجئين بالقدس الشرقية الذي يعاني من ازدحام شديد ولا تتوفر به خطة ملائمة لاستيعاب أعداد السكان المتزايدة بشكل كاف وآمن، وحيث تتعرض شبكة أنابيب الصرف باستمرار للانسداد، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الظروف غير الصحية لسكان المخيم. وبالرغم من تدهور الظروف المعيشية والبيئة الهشة الصعبة، فإن مدرسة شعفاط للبنات تعد قصة نجاح بكافة المقاييس.
ولعل أهم محطات الزيارة كانت عندما دخل الوفد في نقاش مفتوح مع أعضاء البرلمان المدرسي الذي يضم مجموعة من الفتيات اللائي يمثلن مدرستهن، واطلع خلالها على تطلعاتهن وأحلامهن. وعندما سأل المديرون التنفيذيون الفتيات عن أحلامهن، أجابت إحداهن: "لدينا أحلام كثيرة.. كثيرة جدا، أحدها أن نجعل هذا المخيم أفضل مخيمات اللاجئين على الاطلاق".