ويعادل هذا مساحة البرازيل وكندا والصين والولايات المتحدة معا.
لكن الغابات لا تمتد فقط فوق مساحات هائلة من كوكبنا، بل تلعب دورا حيويا في ضبط المناخ، كما أن لها أهمية بالغة في معالجة الآثار المترتبة على تغير المناخ.
و. ويسبب ارتفاع درجات الحرارة، والتغيرات في هطول الأمطار، وارتفاع منسوب البحار، وتزايد وتيرة الكوارث المتعلقة بالمناخ مثل الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات تحديات هائلة عندما يتعلق الأمر بالزراعة والغذاء وإمدادات المياه.
وقد ركزت المناقشات على المستويين الدولي والوطني بشأن الغابات وتغير المناخ إلى حد كبير على قيمة خفض الانبعاثات الناتجة عن قطع الغابات وتدهورها وتعزيز مخزونات الكربون (برنامج الأمم المتحدة لخفض الانبعاثات الناتجة عن قطع الغابات وتدهورها). ويهدف هذا البرنامج في جوهره إلى تغيير هياكل الحوافز لصالح حماية الغابات.
والأمر الأقل وضوحا، وإن كان بنفس القدر من الأهمية، هو دور الغابات في تعزيز قدرة المساحات الخضراء على التكيف مع تغير المناخ. توفر الغابات والأشجار خدمات بيئية تتراوح من زيادة جودة المياه وكميتها إلى الحد من تآكل التربة وتوفير ظروف مناخية في مناطق معينة من أجل المحافظة على الإنتاجية (أو تحسينها في بعض الحالات).
ويمكن للإدارة المستدامة للغابات أن تعزز أيضا القدرات الاجتماعية، من خلال تنويع مصادر الإيرادات وإمدادات الإنتاج، وبناء قدرات المؤسسات المحلية والوطنية.
ويساند البنك الدولي مختلف البلدان في جهودها الرامية إلى الاستفادة من إمكانات الغابات في الحد من الفقر، وإدماج الغابات في اقتصادها على نحو أفضل، وحماية وتعزيز الدور البيئي الذي تقوم به محليا وعالميا.
وفي الصين، على سبيل المثال، زرع مشروع التشجير البيئي في شاندونغ أشجارا على مساحة 66915 هكتارا من المنحدرات الجبلية القاحلة والمناطق الساحلية المالحة، وزاد الغطاء الحرجي، وحد من تآكل التربة، وأدى إلى تحسين البيئة والتنوع الحيوي. وبفضل النتائج الأولية الإيجابية، تقوم الحكومة الآن بتوسيع نطاق الجهود وزرعت 84 ألف هكتار أخرى من الأشجار والشجيرات خارج منطقة البرنامج الأولية. وستعزل هذه المناطق مجتمعة نحو 22 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون خلال عمر المشروع الذي يبلغ ست سنوات.
وفي إطار برنامج الغابات وتغير المناخ الطموح في المكسيك، تسهم مبادرة في تحسين أسباب الرزق في نحو 4 آلاف من المجتمعات المحلية بالغابات من خلال الإدارة المستدامة للسلع والخدمات الحرجية.
وستتاح للمشاريع الصغيرة التي تقترحها وتعدها وتنفذها المجتمعات المحلية والإجيدوز (الأراضي التي تملكها المجتمعات المحلية) إمكانية الحصول على دعم مالي من مشروع بقيمة42 مليون دولار (بتمويل يتألف من منحة وقرض).
لويز زاراتي موظفة دعم إداري في ورشة صناعية لنشر الأخشاب في إجيدو بسان بيدرو إل ألتو، استفادت من هذه المبادرة في سبل عيشها واستدامتها على الأمد الطويل. تقول "نعرف أنه من خلال رعاية الغابة سيكون لدينا عمل. وسيكون لدينا مصدر للوظائف لفترة أطول. لهذا السبب من المهم جدا أن تدار الغابات بكفاءة وبأنسب طريقة – وبالتالي لن تنضب ".
وفي جميع أنحاء موزامبيق، حيث يبلغ معدل إزالة الغابات نحو 0.8% سنويا، يفقد 295 ألف هكتار من الغابات كل عام.
ويستثمر مشروع جديد حجمه 47 مليون دولار في سبل معيشة الآلاف من أصحاب الحيازات الصغيرة والمتوسطة، مما يحسن استدامة الأنشطة التي يمكن أن تؤثر على الغابات - بما في ذلك إنتاج الأخشاب والفحم النباتي والمحاصيل - وفي نفس الوقت الحد من إزالة الغابات وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وتدعم الحافظة المتكاملة لإدارة الغابات والمساحات الخضراء في موزامبيق أيضا جهود برنامج خفض الانبعاثات الناتجة عن قطع الغابات وتدهورها، وما يرتبط بذلك من مشاركة المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني، وحفظ التنوع الحيوي، والتنمية الزراعية.
وتساعد هذه المبادرات المدفوعة باحتياجات كل بلد على التحرك في الاتجاه الصحيح للمحافظة على ارتفاع حرارة العالم لتكون ضمن درجتين مئويتين والحفاظ على الغابات، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من العمل.
كما أن التزام القطاع الخاص واتخاذ إجراءات بشأن إزالة الغابات من سلاسل توريد السلع الأولية سيكون أمرا بالغ الأهمية أيضا للحفاظ على موارد الغابات والحد من المخاطر التي تتعرض لها الشركات التي تعتمد على إمدادات السلع الأولية.
، للبشر، والاقتصاد، وصحة كوكب يعاني كثيرا بسبب تغير المناخ ونضوب الموارد الطبيعية. وفي حين لا تزال هناك تحديات عندما يتعلق الأمر بكيفية تحقيق الأهداف المتعلقة بالمناخ والتنمية على مدى العقود المقبلة، فإن هذه البلدان تظهر أن الغابات ستكون جزءا رئيسيا من الحل.