أديس أبابا، 11 ديسمبر/كانون الأول 2017 - تمر إثيوبيا بمرحلة تحول ديموغرافي كبرى، إذ إن ما يربو على 70% من السكان البالغ عددهم 100 مليون نسمة تقل أعمارهم عن 30 عاماً، وتشكل الفئة العمرية 15-29 الآن أكثر من نصف عدد السكان في سن العمل. ويعني هذا أن قوة العمل في إثيوبيا قد تضاعفت في السنوات العشرين الماضية، ومن المتوقع أن ترتفع مرة أخرى، من 33 مليون شخص عام 2005 إلى 82 مليون شخص بحلول عام 2030.
وهذا الحجم الهائل من رأس المال البشري الذي يمثله ذلك الأمر يوفر لإثيوبيا إمكانات إنتاجية هائلة من النوع الذي من شأنه أن يتيح لها تحقيق مستويات جديدة من الرخاء. غير أن هذه الطفرة في أعداد الشباب تُعد سلاحاً ذا حدين. فوجود أعداد کبیرة من الشباب في بلدان ليست غنیة بما يكفي لاستيعابهم يمثل ضغطاً أکبر علی الاقتصاد لتقدیم الخدمات وتوفير البنیة التحتیة الأساسیة، ویحفز الھجرة الجماعیة (داخلياً وخارجياُ علی حد سواء). وفي سياق حالات الهشاشة والصراع، يمكن أن يؤدي ذلك إلى وقوع اضطرابات سياسية واجتماعية.
وتتمثل إحدى طرق مواجه هذا الأمر في توظيف الشباب، ولكن ليس في أي وظيفة، بل في وظائف لائقة تحقق الاستفادة الكاملة من إمكاناتهم وتمنحهم إحساساً بقيمتهم.
على الرغم من ذلك، غالباً ما يتمثل الواقع في المناطق النامية من العالم في تعرض العمال الشباب لأسوأ نتائج سوق العمل، ففي إثيوبيا، يقل احتمال دخول الشباب قوة العمل في المقام الأول (سواء كعاملين أو عاطلين يبحثون عن عمل)، ويقل احتمال حصولهم على عمل/وظيفة عندما يمثلون جزءاً من قوة العمل المحتملة، وكسب مقدار أقل من المال حتى عندما يحصلون على عمل.
وفي عام 2013، حصل 29% من العمال الإثيوبيين الشباب على المال ولكنهم ظلوا تحت خط الفقر، وذلك على سبيل المثال بالمقارنة مع 13% من الفئات العمرية الأكبر سناً. وتُعد العاملات الشابات أسوأ حالاً في كل الجوانب المذكورة. ولابد من أخذ هذا الاتجاه في التوظيف في الحسبان، إلى جانب معدل التوسع السريع في مدن إثيوبيا في الوقت الراهن.
ويشير استعراض التنمية الحضرية الذي أجراه البنك الدولي (في أكتوبر/تشرين الأول 2015) إلى أنه مع وصول معدل الزيادة السكانية إلى 5.4٪ سنوياً، من المتوقع أن يبلغ عدد سكان المدن في البلاد ثلاثة أضعاف العدد الحالي بحلول عام 2034. وستجد إثيوبيا أنه من الضروري وجود مدن تعمل بشكل جيد إذا ما أرادت أن تجني العائد الديمغرافي وتتجنب أوجه القصور التي قد تنتج عن وجود عدد كبير من الشركات والخدمات والصناعات القائمة على مقربة بعضها من بعض.