أهلا بكم في الموصل: شوارع مزدحمة، تكدس مروري، ومحلات تفتح أبوابها استعدادا للعمل. هذا هو المشهد الذي يطالعك بالترحاب في جانب من المدينة بعد أن أعاد العراقيون الصامدون بناءه بمساعدة من المجتمع الدولي. بيد أن المشهد يختلف تماما على بعد دقائق حيث الشطر الغربي من المدينة التي عانت من الدمار على نطاق غير مسبوق خلال معركة تحريرها من داعش. وتقف تلال الركام في الشوارع شاهدة على الأعداد الضخمة من الأرواح التي أزهقت، والأسر التي تحطمت وتفرقت، والأرامل والأطفال اليتامى، والأرزاق التي ضاعت.
وفقا للتحليلات الأولية للصور التي التقطتها الأقمار الصناعية، تعرض ما يقرب من 8500 من المبان السكنية لأضرار جسيمة أو للدمار التام، أغلبها في مدينة الموصل القديمة. كما تعرضت 130 كيلومترا من الطرق للأضرار. وأدت الضربات الجوية إلى تدمير الجسور الخمسة التي تربط شرق المدينة بغربها عبر نهر دجلة. و تحول مطار المدينة ومحطة القطارات والمدارس والمستشفيات إلى أطلال.
هذان المشهدان المتباينان للمدينة أحدثا مشاعر متباينة لكل من حافظ غانم، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولاكشمي شيام سندر، نائبة الرئيس والمسؤولة الأولى عن المخاطر لدى مجموعة البنك الدولي، أثناء زيارتهما الرسمية الأولى للمدينة الأسبوع الماضي.