واشنطن، 28 يوليو/ تموز 2018- انظر عن كثب إلى هاتفك الذكي للحظة. ماذا ترى؟ شاشة زجاجية وزرًّا مجهزًا يسمح بالتعرف على بصمات الأصابع، وعدسة كاميرا ومصباحًا يدويًّا وميكروفونًا ومكبر صوت. ويتم الحصول على كل هذه المكونات وغيرها - بما في ذلك الرقائق ومعدات المعالجة والبطاريات – كلٌ على حدة من شركات كائنة في جميع أنحاء العالم ويتم تجميعها في منتج نهائي في مصانع غالبًا ما تكون في الصين. ومن المرجح أن يمر أي هاتف ذكي تبتاعه ومكوناته أيضًا عبر الجمارك عدة مرات ويصل إلى عدة بلدان وقارات وتتناقله أيادي عمال لا تحصى ولا تعد.
كل ذلك ممكن بفضل الخدمات اللوجستية. ويتعلق الأمر بصناعة تبلغ 4.3 تريليون دولار تؤثر على كل بلدان العالم تقريبًا، والخدمات اللوجستية هي شبكة الخدمات التي تدعم الحركة المادية للبضائع داخل الحدود وعبرها. وتضم مجموعة من الأنشطة من بينها النقل والتخزين والوساطة والتسليم السريع وعمليات المحطات النهائية وحتى إدارة البيانات والمعلومات. وتعد درجة كفاءة نقل السلع عبر هذه الأنظمة إلى وجهاتها النهائية عنصرًا رئيسيًّا في إتاحة الفرص التجارية للبلد.
وتشير كارولين فرويند، مديرة الاقتصاد الكلي والتجارة العالمية والاستثمار في مجموعة البنك الدولي إلى أن "الخدمات اللوجستية تمثل العمود الفقري للتجارة العالمية... وفي ظل زيادة انتشار سلاسل التوريد على مستوى العالم، فإن جودة الخدمات اللوجستية في بلد ما يمكنه من تحديد إمكانية مشاركته في الاقتصاد العالمي من عدمها".
قياس أداء الخدمات اللوجستية
وبالنظر إلى أن التجارة والخدمات اللوجستية تمس العديد من مجالات الاقتصاد، فقد يتعذر تكوين صورة كاملة لأداء البلد. وهذا هو السبب في أن مؤشر أداء الخدمات اللوجستية، وهو جزء وارد في تقرير الترابط من أجل المنافسة الذي يصدر مرةً كل عامين، يُقيّم البلدان عبر عدد من المؤشرات. ويساعد المؤشر الحكومات على قياس تقدمها مع مرور الوقت ومقارنة ذلك مع بلدان مماثلة، إذ يأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل استخدام القدرات والمهارات اللوجستية ونوعية البنية التحتية ذات الصلة بالتجارة وسعر الشحنات الدولية وتواتر وصول الشحنات إلى وجهاتها في الوقت المناسب.