تقول ميرفت وهي إحدى المستفيدات من برنامج تكافل إن زوجها يكافح لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ولكنه مازال يبذل قصارى جهده لضمان تعليم أطفاله. ووافقها القول زوجها الذي أضاف: "عندي أطفال في مراحل التعليم المختلفة. وهذا ما جعلني حقا أطلب الالتحاق ببرنامج تكافل." وقالت ميرفت: "منذ أن بدأتُ أتسلَّم تحويلات تكافل النقدية، أصبحت أدفع المصروفات الدراسية لأطفالي. ويبقى معي 300 جنيه أنفقها على أسرتي حسب الحاجة."
أما حسين دروش فهو عامل بناء في صعيد مصر وأحد المستفيدين من برنامج كرامة. يستخدم حسين المعاش الذي يحصل عليه في إعالة ابنه الأكبر علاء الذي أصيب بشلل كلي في سن ثمانية أعوام، وعن ذلك يقول: "أعمل في رفع مواد البناء لكسب العيش. وإذا مر يوم بدون عمل، فسأضطر إلى الاقتراض لشراء أدوية ابني"، مشيرا إلى أنه يحصل على معاش كرامة من خلال بطاقة إلكترونية.
ومستورة مواطنة أخرى من المستفيدات ببرنامج كرامة. قالت مستورة "تم فحص حالتي في القومسيون الطبي وتشخيص إصابتي بمرحلة متقدمة من تليف الرئتين. وأعاني أيضا من تضخم الكبد والطحال. ولذلك قرروا أنني استحق الحصول على معاش كرامة." وأضافت مستورة – وهي أم في أوائل الأربعينات من العمر من إحدي أفقر المناطق بصعيد مصر- "أحصل على معاشي البالغ 350 جنيها فأدفع 250 جنيها لفحوصي الطبية وأشتري بباقي النقود كيلوجراما من اللحم لأطفالي."
تظهر الدراسات أن ثمَّة تركيزا عالميا متزايدا على الحماية الاجتماعية. واتضح هذا بجلاء في عام 2015 حينما أصبحت الحماية الاجتماعية –وللمرة الأولى- جزءا من أجندة الأمم المتحدة العالمية "لأهداف التنمية المستدامة". وفي ضوء هذه المعايير، تنفق البلدان مرتفعة الدخل في المتوسط حاليا 1.9% من إجمالي ناتجها المحلي على برامج شبكات الحماية الاجتماعية، أمَّا البلدان النامية فتنفق 1.5% من إجمالي ناتجها المحلي، وتنفق بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 1.1%. ومن الجدير بالملاحظة، أنه حتى في إطار الجهود الجارية لتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية في مصر، مازال إنفاق مصر في هذا المجال أقل كثيرا من المتوسط الإقليمي، وهذه فرصة لبحث إمكانيات تعزيز الجهود الجارية للحماية الاجتماعية. ويأتي برنامج تكافل وكرامة في إطار اتجاه عالمي نحو زيادة الاستثمارات في الحماية الاجتماعية، وتم تصميمه وتنفيذه وفقا لأفضل الممارسات العالمية لبرامج التحويلات النقدية المشروطة وغير المشروطة.
وللاستفادة من قاعدة بيانات تكافل وكرامة قامت وزارة التضامن الاجتماعي بربط المستفيدين بحزم متكاملة أخرى من خدمات الحماية الاجتماعية منها ما يلي:
- توفير بطاقات الدعم التمويني للسلع الغذائية إذا لم تتوفر لأي أسرة مستفيدة من برنامج تكافل أو كرامة وذلك بالتعاون مع وزارة التموين والتجارة الداخلية.
- برنامج "اتنين كفاية" بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان. ويستهدف البرنامج الأسر التي لديها طفلان لتكتفي بإنجابهما، وذلك من خلال تيسير الحصول على خدمات مدعومة لتنظيم الأسرة وزيادة التوعية.
- يُركِّز برنامج "لا أمية مع التكافل" على القضاء على الأمية للمستفيدات من برنامج تكافل وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم والتعليم الفني.
- برنامج "سكن كريم" يجري تنفيذه بالتعاون مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وكذلك منظمات المجتمع المدني ويُركِّز على تحسين ظروف السكن لكل أسرة شديدة الفقر / أولى بالرعاية من خلال البرنامج، بما في ذلك عن طريق إصلاح الأسقف والأرضيات وتوفير توصيلات مياه الشرب والصرف الصحي.
- "برنامج الألف يوم الأولى من حياة الطفل" تُنفِّذه وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي. وهو يُركِّز على "الألف يوم الأولى من حياة" الطفل بوصفها مرحلة حاسمة في نمو المخ، ونمو الجسم، واكتساب نظام مناعة قوي. ويستهدف البرنامج الوضع الصحي والغذائي للأمهات والرضع في المحافظات الفقيرة بصعيد مصر من خلال تيسير الحصول على سلة أطعمة مغذية بمبلغ 94 جنيها شهريا، والرعاية قبل الولادة وبعدها بالإضافة إلى التثقيف الغذائي والتوعية المجتمعية.
- برنامج "فرصة" الذي يجري حاليا توسيعه ويستهدف قاعدة بيانات تكافل وكرامة. ويُركِّز البرنامج على التمكين الاقتصادي من خلال تدخلات متنوعة للاحتواء الاقتصادي (مثل مساعدات إيجاد وظيفة، وتحويلات الموارد، والتدريب، وتنمية المهارات).
واستنادا إلى ما حققه البرنامج من نجاح حتى الآن، تدرس الحكومة دمج برنامجي تكافل وكرامة لزيادة كفاءة العملية من خلال مزيد من التركيز على تنفيذ ومتابعة الشروط الخاصة بالتعليم والحالة الصحية لضمان توجيه التحويلات النقدية إلى من يستحقونها. وثمة خطط أيضا للتركيز على الانتقال من "الحماية" إلى "الإنتاج" بمعنى السعي للتعجيل بتخرُّج المستفيدين من البرنامج من خلال تمكينهم من إيجاد مصادر كسب العيش وموارد الرزق المستدامة.