تظهر صورة التقطت من الجو لنيروبي أنها تقع بين مساحتين كبيرتين من المناطق الخضراء. إذ يقع منتزه نيروبي الوطني وحياته البرية الشهيرة عالميا في الجنوب، في حين تحدّ جوانب المدينة الغربية والشمالية غابات مطيرة كثيفة. في يوم صافٍ، قد ترى جبل كليمنجارو يخترق السماء من الجنوب. استدر، فترى القمم الصخرية في جبل كينيا تزين الأفق الشمالي. ليس من المستغرب أن تكون نيروبي معروفة باسم "المدينة الخضراء في الشمس". ولكن في 14 يوليو آذار، ستضيف المدينة الأكثر ديناميكية في كينيا مؤهلاً جديدًا لهذا اللقب.
فبصفتها أول بلد بالمنطقة يستضيف قمة الكوكب الواحد، سيفد إلى نيروبي زعماء من كافة أنحاء العالم من القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني. وبينما تعرض القمة التقدم المبهر في كينيا - وكذلك في نيروبي - نحو الاستدامة، فإنها ستعرض أيضا منظورا أفريقيا فريدا بشأن مهمة مؤتمر القمة، وهو التعجيل بالتحول العالمي إلى اقتصاد منخفض الكربون.
منظور حضري
إن نجاح جهودنا في الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض تتوقف على المدن. ويترك تركّز الناس والمصانع ومرافق البنية التحتية المدن عرضة بشكل كبير لتغير المناخ وفي موقع فريد لمكافحته.
ويعيش أكثر من 470 مليون شخص في مدن أفريقيا جنوب الصحراء، وهو عدد من المتوقع أن يتضاعف خلال السنوات الخمس والعشرين القادمة. وبحلول العام 2050، من المتوقع أن تضم البلدان النامية 20% من سكان الحضر في العالم. تغير المناخ هو أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في هذا الاتجاه نحو الزحف العمراني. فقد أثر ارتفاع درجات الحرارة وهطول الأمطار بشكل غير متوقع على الدخل من الزراعة بالمنطقة، مما عمل على زيادة الهجرة من الريف إلى المدينة.
ونيروبي ليست استثناء. إذ تضاعف عدد سكانها خلال ما يزيد عن 30 عاما، وهي تنمو حاليا بمعدل يبلغ 4.7٪، ليكون بذلك من بين أعلى المعدلات في القارة. للحفاظ على مساهمتها الحالية بما يقرب من 13% من إجمالي الناتج المحلي للبلد، يجب على نيروبي أن يعالج القضايا الرئيسية مثل الطلب المتزايد على الإسكان الميسور ونقص المياه. و.
وجد تحليل مؤسسة التمويل الدولية أن نيروبي لديها فرصة للاستثمار المناخي بقيمة 8.5 مليار دولار حتى عام 2030. أكبر الفرص الاستثمارية - 5 مليارات دولار - تكمن في السيارات الكهربائية، تليها وسائل النقل العام (1.6 مليار دولار)، والمباني الخضراء (1.1 مليار دولار)، والمياه (360 مليون دولار)، والطاقة المتجددة (240 مليون دولار)، والنفايات (140 مليون دولار). وتعزى هذه الفرص الاستثمارية في جزء منها إلى أطر قوية للسياسات مثل الخطة الرئيسية للتنمية الحضرية المتكاملة. وتوفر الخطة إطاراً توجيهياً للمدينة حتى عام 2030 يركز على النقل المستدام والمياه والصرف الصحي والطاقة والنفايات الصلبة البلدية والاتصالات.
فرص عالمية للقطاع الخاص
إن حجم الاستثمارات المطلوبة للوفاء بالالتزامات المتزايدة للتدابير المناخية يفوق بكثير حجم الموازنات العامة. ولتلبية هذه الحاجة، .
إذن كيف نحول هذه الفرصة إلى استثمارات فعلية؟ هذه مجرد واحدة من الموضوعات التي ستعالجها قمة الكوكب الواحد على مدار اليوم. بالإضافة إلى مكون رفيع المستوى يشارك في رئاسته الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الكيني أوهورو كينياتا ويجمع بين الرؤساء التنفيذيين والمسؤولين رفيعي المستوى والأصوات الملهمة من الشباب والمجتمع المدني، خصصت القمة فترة ما بعد الظهر لسلسلة من الجلسات عن قطاعات محددة مثل تلك المبينة في التقرير، وكيفية منافسة القطاع الخاص في تمويلها.
تتمتع نيروبي بالفعل بحضور قوي للقطاع الخاص باعتبارها ثامن أكثر مدن أفريقيا جذبا للاستثمار الأجنبي المباشر. على هذا النحو، يمكنها تبادل الدروس المهمة المستفادة مع مدن أخرى في المنطقة وحول العالم. توفر القمة مساحة مثالية للقيام بذلك من خلال دعوة شركاء جدد للتعاون بنشاط وإطلاق مبادرات جديدة.
سيكون لعملية صنع القرار والاستثمارات في البنية التحتية على مستوى المدينة حاليا تأثيرات طويلة الأجل تشكل اتجاه النمو والتنمية في المدن لعقود قادمة. الأمر متروك لهم للتأكد من أن مدنا مثل نيروبي ستبقى خضراء - بأكثر من طريقة - للأجيال القادمة.