"حصلت على الطلاق قبل 4 سنوات. وعندما كنت متزوجة، تقدمت وزوجي بطلب لشراء مسكن خاص في اطار برامج الإسكان، لكن لم يقع علينا الاختيار ... امتلاك بيتك الخاص يمنحك الشعور بالاستقرار ويجنبك القلق من احتمالات رفع الإيجار في أي لحظة من جانب مالك العقار بل حتى مطالبتنا بمغادرة الشقة نهائيا." هكذا وصفت عزة البالغة من العمر 36 عاما وأم لطفلتين حالها.
لعدة سنوات منعت العديد من التحديات قطاع الإسكان في مصر من تلبية حاجة المواطنين المتزايدة إلى سكن ميسور التكلفة. وغالبا ما افتقرت برامج وسياسات القطاع، التي تستهدف الأسرة محدودة الدخل مثل أسرة عزة، الى التنسيق بين الهيئات المتعددة القائمة على تنفيذها.
ولم تحقق برامج الإسكان المدعوم هدفها المتمثل في توفير العدد المطلوب من وحدات الإسكان الرسمي بينما لم تكن مجدية من حيث التكلفة بالنسبة للحكومة.
وتقع معظم الوحدات السكنية التي توفرها البرامج المدعومة بعيدا عن أماكن العمل والمرافق والبنية التحتية. كما دفعت قوانين الإيجارات التي عفا عليها الزمن الملاك إلى ترك عدد كبير من المنازل إما شاغرة أو غير مكتملة، فهناك حوالي ثلاثة ملايين وحدة شاغرة في المناطق الحضرية وحدها. وتضافرت هذه العوامل لتؤدي إلى نقص هائل في مساكن محدودي الدخل. وبلغ هذا النقص ثلاثة ملايين وحدة في عام 2014. ولسد هذه الفجوة، كان يجب على مصر توفير 300 ألف وحدة سكنية جديدة كل عام في حين لم يتجاوز العدد الفعلي من وحدات الإسكان الرسمي 200 ألف وحدة في السنة. ونتيجة لذلك، يعيش ما بين 12 و20 مليون مصري في مساكن لا يملكونها بصفة رسمية.