في الوقت الذي تنتشر فيه جائحة فيروس كورونا في أنحاء العالم، يصغي الملايين من الأشخاص لنصيحة خبراء الصحة بغسل الأيدي. وكوسيلة بسيطة
لكن بالنسبة إلى 3 مليار شخص في أنحاء العالم لا يستطيعون الحصول على المياه النظيفة والصابون، فإن هذا الإجراء المحدود لمنع العدوى يظل صعب المنال.
واليوم، وفي 16% من منشآت الرعاية الصحية، لا توجد مرافق لغسل اليدين في المناطق التي يتلقى فيها المرضى الرعاية أو قرب دورات المياه.
وخلال تفشي الفيروس وغيره من الأمراض المعدية، فإن الاستجابة الفعالة للطوارئ يمكن أن توسع نطاق الوصول إلى التدخلات الصحية العامة الأساسية. ويعمل البنك الدولي بشكل وثيق مع البلدان والشركاء لضمان وصول المجتمعات المحلية إلى مرافق ثابتة ومتحركة لغسل الأيدي، والصابون أو منتجات فرك اليدين القائمة على الكحول، وإمدادات منتظمة للمياة. كما نساعد الأفراد على فهم فوائد غسل اليدين عبر الأدوات والوسائل التعليمية والسلوكية. وفي الوقت الذي نواجه فيه تحديات جديدة وغير مسبوقة في مواجهة فيروس كورونا، فإن الفرق الميدانية تقدم أيضا دعما مباشرا للاستجابة للفيروس في مختلف البلدان، مع التكييف السريع لحملات تشجيع النظافة العامة لاستهداف جمهور أوسع، وتنقل الحملات إلى الإنترنت بالنظر إلى القيود المفروضة على اللقاءات الاجتماعية وتركز على المسارات المختلفة لانتقال الفيروس.
وفيما يلى بعض الأمثلة من عمليات البنك الدولي في أنحاء العالم:
جمهورية قيرغيز
منذ 2017، يساعد مشروع البنك الدولي إمدادات المياه والصرف الصحي المستدامة في المناطق الريفية المجتمعات الريفية في الدولة على تعزيز الوصول إلى خدمات محسنة للمياه والصرف الصحي، ورفع المعايير من المياه غير المعالجة في المجاري المائية أو الصنابير العامة إلى المياه غير الملوثة، مع خدمات على مدى الساعةطوال أيام الأسبوع ووصلات مقننة للمنازل. ويدعم المشروع أيضا تطوير وتنفيذ استراتيجية للاتصالات وسلسلة من الحملات التعليمية والسلوكية بشأن المياه والصرف الصحي والنظافة العامة.
وتروج الحملات، التي تستهدف المواطنين في المنازل والمدارس، ممارسات محسنة للصحة والنظافة الصحية، مثل غسل اليدين، وأهمية تركيب وصلات شبكات المياه والصرف الصحي، والسداد المنتظم لضمان استمرار الخدمة، وتحسين الصرف الصحي والنظافة الصحية في فترة الطمث. ولبلوغ المناطق النائية، فإن المشروع وظف متخصصين في الحشد الاجتماعي لتدريب لجان الصحة القروية بشأن جودة المياه وغسل اليدين والنظافة العامة.
وتشمل الحملات أيضا مجموعة متنوعة من التدريبات التفاعلية المصممة خصيصا لأطفال المدارس، بما في ذلك أنشطة مثل "Glow Germ" لإظهار تلوث اليدين، وتكوين لجان من الطلاب معنية "بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية" وتنظيم مسابقات للصرف الصحي المدرسي. ويجري هذا إلى جانب تحديث المراحيض وغرف النظافة العامة للفتيات بالمدارس وإشراك مديري المدارس والآباء لضمان توفر الصابون وورق المرحاض. وبحلول يونيو/حزيران من العام الجاري، سيكون قد تم تدريب 30 ألف شخص لتحسين سلوك النظافة الصحية وممارسات الصرف الصحي، وسيتم تشييد 23 مرفقا للمياه والصرف الصحي والنظافة العامة في المدارس. وستفيد الاستثمارات في مرافق الصرف الصحي وما يرتبط بها من النظافة الصحية وتدخلات تعديل السلوكيات في المدارس 16 ألف طالب آخرين.
وستكون الخدمات ضرورية فور عودة الأطفال إلى المدارس بعد تراجع أزمة فيروس كورونا ، والحفاظ على ممارسات النظافة الصحية الاحترازية وتوفير الحماية من حالات تفشي الأمراض المعدية مستقبلا. وسيدعم المشروع أيضا الاستجابة لفيروس كورونا في البلاد بما يشمل 1) تحسين مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في المراكز الحدودية بالمناطق الريفية (داخل المراكز الصحية حيث سيتم فحص الأشخاص قبل إدخالهم أو إحالتهم إلى مراكز المتابعة أو الحجر الصحي الذاتي)، بجانب خدمات الحدود ووزارة الصحة، 2) دعم المركز الجمهوري للصحة في الاتصالات بشأن الوقاية من فيروس كورونا (كوفيد-19) للعاملين الصحيين والجمهور العام، على الأخص عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل القصيرة.
إندونيسيا
لمعالجة العوامل الاجتماعية الاقتصادية والثقافية المعقدة التي تكمن وراء مشكلة إندونيسيا بالتغوط في العراء وضعف ممارسات غسل اليدين، ركز برنامج إمدادات مياه الشرب والصرف الصحي القائم على المجتمع في البلاد على نهج يقوده المجتمع لتعديل السلوك عبر تبني ممارسات جيدة للنظافة الصحية. وعبر تمكين المجتمعات والمؤسسات على المستوى المحلي من تطوير حلول تلبي على النحو الأفضل احتياجاتها المحددة، تمكن العديدون من القضاء على ممارسات الصرف الصحي السيئة وتبني ممارسات جيدة للنظافة الصحية. ونتيجة لهذا، تم تدريب قرابة 1.9 مليون شخص (36% منهم من النساء) لتحسين سلوك النظافة العامة وممارسات الصرف الصح، فيما تبنت 72% من المجتمعات المستهدفة برامج غسل اليدين. وحتى اليوم، فإن 87% من المدارس في مناطق المشروع قامت بتحسين مرافق الصرف الصحي وبرامج النظافة العامة.
وفي هذه الأيام، يدعم المشروع أيضا مبادرات في المجتمعات المحلية لمساعدة القرويين على التكيف بشكل أفضل مع جائحة كورونا والمساعدة في احتواء انتشار الفيروس. وعلى سبيل المثال، في قرية ساموستيدا، نسق وسيط البرنامج مع أصحاب المصلحة المختلفين للمساهمة في تشييد 15 مرفقا لغسل اليدين مع إمدادات كافية من المياه والصابون. وفي قرية كيدونجوموندو، على الجانب الآخر، قام السكان بإجراء استباقي برش مواد مطهرة في المساجد وتوزيع أقنعة وجه مجانية. ويمول صندوق المشروع تلك الأنشطة.
اليمن
مع تركز اهتمام الجميع على جائحة كورونا ، يستمر وباء الكوليرا في اليمن. ويعاني هذا البلد، الذي تعبتره الأمم المتحدة بأنه يشكل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، منذ أكثر من خمس سنوات من الصراع المسلح، والأمراض، والنقص الحاد في الأغذية والأدوية والمياه النظيفة. ويفتقر 17.8 مليون شخص في اليمن إلى المياه والصرف الصحي الآمن وهناك 19.7 مليون شخص بدون رعاية صحية ملائمة.
والمشروع الطارئ للصحة والتغذية القائم والذي يموله البنك الدولي مثال على الاستجابة السريعة للوباء بهدف تحقيق التأهب والوقاية. ونفذ هذا المشروع عديدا من التدخلات الخاصة بخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة بما في ذلك توزيع مواد النظافة العامة وأقراص الكلور ومواد التطهير وتخزينها، وكذلك حملات تشجيعية للنظافة العامة تركز على ممارسات محورية مثل غسل اليدين بالصابون والنظافة العامة في الغذاء والاستخدام الصحيح للمراحيض.
ونفذت فرق الاستجابة السريعة حملات للمرور على المنازل في 20 محافظة. وخلال تلك الزيارات المنزلية، قدم القائمون على الحشد المجتمعي المشورة والتعليم بشأن الوقاية من الكوليرا والاستجابة بالتركيز على غسل اليدين بالصابون والمياه والمعالجة الآمنة للمياه المنزلية. كما جرى توزيع إمدادات أساسية مثل الصابون وأقراص الكلور. ولحماية الأشخاص من فيروس كورونا ، يواصل المشروع الطارئ للصحة والتغذية المساهمة في إصلاح وتحديث شبكات المياه والصرف الصحي أو استبدال أحواض غسل اليدين في مرافق الرعاية الصحية والمدارس.
نيكاراغوا
عزز مشروع إمدادات المياه وقطاع الصرف الصحي المستدامة للمناطق الريفية في نيكاراغوا على تعزيز الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في العديد من المناطق الريفية. وبالإضافة إلى تمويل تحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، يساهم المشروع في تنفيذ برامج اجتماعية تجريبية لرفع الوعي بشأن أهمية غسل اليدين. وينفذ متطوعون بالمجتمع المحلي زيارات منزلية وتدريبا على النظافة العامة، وضمان أن الأسر ليس لديها فقط بنية تحتية ملائمة لغسل اليدين، ولكن أيضا مزودة بالمعرفة بشأن فوائد الصحة والسلامة العامة لذلك الإجراء البسيط لكن المنقذ للحياة. وللوصول إلى جمهور أوسع قدر الإمكان، تم توظيف عدد من أساليب التعليم الاجتماعي، بما في ذلك المسارح المحلية، لنشر رسالة الغسل الملائم لليدين والتخزين الملائم للمياه والاستخدام الآمن لمرافق الصرف الصحي.
ومع التركيز على المجتمعات الأصلية وتلك ذات الأصل الإفريقي في نيكاراغوا، بلغ المشروع 72390 مستفيدا مباشرة عبر 52 بلدية.
سري لانكا
تقع برامج التعليم والتوعية بالنظافة العامة في القلب من أي برنامج ناجح للصرف الصحي. ويدعم مشروع تحسين إمدادات المياه والصرف الصحي في سري لانكا وينظم برامج مكثفة لتشجيع النظافة العامة لتعليم المجتمعات--وعلى الأخص أطفال المدارس-- ممارسات مثل غسل الأيدي، والاستخدام الملائم للمراحيض الصحية، والنظافة العامة في فترة الطمث، ومنع تلوث مصادر المياه. ويؤكد البرنامج على التكاليف الاقتصادية الاجتماعية للافتقار إلى الصرف الصحي ومنافع النظافة العامة الجيدة وتحسين الصرف الصحي.
وتستمر حملة تعليم النظافة العامة، والتي تم تدشينها بالتنسيق مع المجتمع المحلي، خلال معظم فترة المشروع. وعبر تبني نهج متكامل صوب إمدادات آمنة لمياه الشرب، والصرف الصحي، وإدارة المخلفات والتعلم بشأن النظافة العامة، فإن من المتوقع أن يسفر المشروع عن العديد من المنافع الإيجابية على صعيد الصحة والبيئة للمجتمعات الحضرية والريفية. وتقع هذه المجتمعات في سبع مناطق يتسم فيها الوصول إلى مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة العامة بالضعف النسبي مقارنة مع المعايير الوطنية. وبحلول نهاية 2019، تلقى ما يزيد عن 83 ألف شخص تدريبا على كيفية تحسين سلوك النظافة العامة وممارسات الصرف الصحي.
غانا
إن مشروع الصرف الصحي والمياه في منطقة أكرا الكبرى الجاري والمدعوم من البنك الدولي يقدم مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة العامة في 260 مجمعا للمدارس (بعض المجمعات تضم أكثر من مدرسة) مع وحدات منفصلة للفتيات والفتيان. ويجري تزويد كل مدرسة بإمدادات للمياه ومرافق ملائمة لغسل الأيدي داخل وخارج وحدات المراحيض حتى يستطيع الأطفال الوصول إلى مرافق غسل اليدين بسهولة وعلى نحو أكثر تكرارا. وبالنسبة للمدارس الواقعة في مناطق تفتقر إلى إمدادات للمياه منقولة عبر الأنابيب، تم حفر آبار بوسائل ميكانيكية، وتوفير ألواح للطاقة الشمسية لضمان استمرارية إمدادات المياه.
وبفضل تعزيز تركيز البلاد على المياه والصرف الصحي والنظافة العامة، انخفضت وتيرة تكرار الإسهال (الكوليرا) في منطقة أكرا الكبرى بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، فاز مشروع منطقة أكرا الكبرى بجائزة "أكثر المشاريع تأثيرا في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة العامة" خلال مؤتمر مول السنوي لتحالف المنظمات غير الحكومية للمياه والصرف الصحي في غانا. وتلقى البنك الدولي جائزة خاصة للدعم الطويل الأمد لمجال المياه والصرف الصحي والنظافة العامة في غانا في نفس الحفل. وفي اليوم العالمي لغسل الأيدي، 15 أكتوبر/تشرين الأول 2018، منحت وزارة الصرف الصحي وموارد المياه البنك جائزة لتقديمه الدعم في تحسين مرافق وتشجيع غسل الأيدي في غانا.