بعد أن كنا نظنه مستحيلا...
الازدحام المروري، وجمع القمامة، ونقص المياه، وتكاليف التشغيل. هذه تحديات حقيقية يواجهها رؤساء البلديات ومخططوا المدن ومهندسوها عند محاولة خلق بيئة تصلح لعيش مواطنيهم. والوضع لا يختلف في الأراضي الفلسطينية.
أضف إلى هذا أن الكثافة السكانية في المدن الفلسطينية هي من أعلى الكثافات في العالم (ومعدلات سنوية عالية من النمو السكاني)، إلى جانب الحيز الضئيل جداً المتاح للنمو والموارد المالية المحدودة. حين نضع كل هذا في منطقة هشة موبوءة بالصراع، فقد يعتقد المرء أن التخطيط أو القيام بأي شيء هو ضرب من المستحيل.. إلا أن الأمر ليس كذلك.
بيت لحم ورام الله والبيرة ونابلس والخليل ومدينة غزة هي المناطق الاقتصادية الخمسة الرائدة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتشهد الهيئات المحلية في هذه المناطق نمواً سريعاً، وتدرك أنها بحاجة إلى تطوير بيئات حضرية عالية الجودة وتقديم خدمات عامة لائقة وتيسير النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. وبدعم من مشروع المدن المتكاملة والتنمية الحضرية الذي أطلقه البنك الدولي، بدأت هذه المدن الخمسة إلى جانب وزارة الحكم المحلي التخطيط للنمو المستدام.
تمثلت الخطوة الأولى في تحسين التنسيق داخل المنطقة الحضرية بين وحدات الحكم المحلي التي تشكل كل تجمع منها. ومن خلال وحدات التنسيق المشترك، تعمل وحدات الحكم المحلي على وضع توجه حضري متكامل لإدارة المدن وتبني أساليب مبتكرة للقيام بذلك.
قامت هذه المناطق عبر مشروع المدن المتكاملة والتنمية الحضرية بتبني أداة جديدة لتطوير وعرض النماذج الحضرية تسمى أداة الأداء الحضري. ويمكن لهذه الأداة أن تتنبأ بنتائج سياسات ومشاريع ومبادرات معينة (محددات للسياسات) يمكن للمدن تنفيذها لمواجهة التحديات التي تواجهها.