مثلها مثل المياه، تحيط البيانات بنا من كل حدب وصوب. ومثلها مثل المياه أيضا، تشكل البيانات موردا لا يُقدر بثمن يسهم في تحسين نتائج التنمية. لهذا فقد أتاحت مبادرة البيانات المفتوحة التي طرحها البنك الدولي خلال العقد الماضي إمكانية الحصول على بياناته المتعلقة بالتنمية بحرية وبلا مقابل، كما قدمت يد العون لمختلف البلدان لطرح مبادراتها الخاصة بالبيانات.
تتيح لنا البيانات رسم أوضح صورة ممكنة، وتسخير أفضل الأدلة واتخاذ قرارات واعية لتحقيق عالم يحصل فيه الجميع على المياه. وحينما يتعلق الأمر بالمياه، يمكن أن تسهم القرارات التي تستند إلى البيانات في تحسين الخدمات بشكل كبير، والحفاظ على الموارد المائية، وبناء القدرة على مجابهة التحديات.
وقام البنك الدولي بتدشين بوابة بيانات المياه، بمساندة من الشراكة العالمية للأمن المائي والصرف الصحي. وللمرة الأولى على الإطلاق، تتوفر الآن في مكان واحد قائمة منسقة لبيانات المياه من البنك الدولي ومصادر ومؤسسات أخرى. واستتبع هذا الاستعانة بمصادر من المبادرات التي يمولها البنك الدولي مثل شبكة المعايير القياسية الدولية لمرافق المياه والصرف الصحي ، ونظام معلومات المياه والصرف الصحي في المناطق الريفية ، والصندوق العالمي للحد من الكوارث والتعافي من آثارها إلى جانب العشرات من مصادر البيانات الدقيقة مثل منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، والأمم المتحدة، ومعهد الموارد الدولية، والصندوق العالمي للأحياء البرية، وعدد من الحكومات.
وجاء الطلب على البوابة إلى حد كبير من مكانين اثنين.
أولا، طلبات البلدان المتعاملة مع البنك الدولي للحصول على بيانات لمساعدتها في التصدي لبعض التحديات المشتركة التي تواجه التنمية. وفي كثير من الأحيان، يتلقى موظفونا في بلدان مختلفة ذات سياقات مختلفة تماما أسئلة متشابهة بشكل ملحوظ من نظرائهم في الحكومات- أين يمكن تطبيق تقنيات الري الجديدة على نحو أكثر فاعلية؟ كيف يمكن توجيه مشروعات الصرف الصحي على النحو الأكثر فاعلية للتصدي للأمراض المنقولة عن طريق المياه؟، ما هي الأجزاء الأكثر تأثرا بتلوث المياه في البلاد؟ وكان الكثير من البيانات التي يمكن أن تساعد في الرد على هذه التساؤلات متاحا ولكن في عدد من الأماكن المختلفة.
ثانيا، الرؤى والأدلة المستمدة من أبحاثنا وتحليلاتنا العالمية. إذ أظهر تقريرنا الصادر عام 2019 تحت عنوان جودة غير معروفة مدى أهمية المعلومات الموثوقة للعقد الاجتماعي بشكل عام ولمعالجة تلوث المياه بشكل خاص. وكشف التقرير عن أن الإفصاح عن المعلومات لا يساعد على تحسين اتخاذ القرار على المستوى الأسري فحسب ـ على سبيل المثال، إذا عرف الناس أن مياه بئر ما تحتوى على مستويات أعلى من الزرنيخ، فسوف يبحثون عن مصادر أخرى- بل قد يحفز كذلك على المشاركة المجتمعية والحراك الاجتماعي. لذا فقد كنا ندرك مدى أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه البيانات.
وقد راعى تصميم البوابة وأسلوب عملها مبدأين رئيسيين.
أولا، مبدأ الانتقال من التفكك إلى التنظيم. تتوفر مجموعات البيانات الخاصة بالمياه في كل مكان، ولكن هذا الطوفان من البيانات هو بالتحديد ما قد يتعذر معه على الباحثين أو صناع القرار البحث عمّا يحتاجونه من معلومات. ولهذا السبب تقوم هذه البوابة بتجميع وتبويب وفهرسة ما نعتقد أنه من بين أقوى مجموعات بيانات متاحة للجمهور، وتوفر أكبر مَعين لبيانات المياه في العالم.