واشنطن، 29 مارس/آذار 2021 - في جمهورية السودان، تسعى الحكومة والشعب إلى تجاوز عقود من التدهور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. فبعد سنوات من العزلة الدولية والحظر الذي حد من قدرة البلاد على الحصول على التمويل لأغراض التنمية، قام السودان بتسوية متأخراته المستحقة للمؤسسة الدولية للتنمية مما يتيح له استئناف مشاركته الكاملة مع مجموعة البنك الدولي بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من الانقطاع ويفتح الباب أمام حصوله على تمويل جديد يبلغ نحو ملياري دولار.
وفي معرض تعليقه على هذه التطورات، قال عثمان ديون، المدير القُطري لإريتريا وإثيوبيا وجنوب السودان والسودان بالبنك الدولي: "هذه مرحلة فارقة كبيرة كان السودان يعمل جاهداً لتحقيقها، وقد كنا معهم في كل خطوة على الطريق. والآن، سنتمكن من تقديم الدعم الكامل للشعب السوداني بكل ما لدينا من أدوات التمويل في وقت تشتد فيه الحاجة إليها".
تأتي عملية تسوية المتأخرات في وقت تواجه فيه البلاد مصاعب اقتصادية كبيرة تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، مع تسجيل أكثر من 31 ألف حالة إصابة مؤكدة، وأكثر من 1900 حالة وفاة. وفي يوليو/تموز 2020، أُعيد تصنيف السودان - الذي كان في السابق ضمن الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل - ليصبح بلداً منخفض الدخل؛ وذلك بسبب التدهور الاقتصادي على مدى العقد الماضي. فقد ساء الوضع الاقتصادي على نحو كبير في السنوات الثلاث الماضية مع تشابك التحديات الاقتصادية مع عَقد اجتماعي هش تاريخياً اتسم بالصراع العنيف، والتوتر طويل الأمد بين المركز والأطراف، ونظام الحكم الإقصائي.
إلا أنه على الرغم من التحديات العديدة التي تواجهها، فقد التزمت الحكومة الانتقالية في البلاد - التي تواجه إرثاً كبيراً من الديون من الحكومة السابقة - بإجراء إصلاحات كبيرة، بدعم من المجتمع الدولي والقوى السياسية الرئيسية في البلاد. وتشمل الأولويات التوصل إلى اتفاق السلام الموعود للتغلب على الصراع الداخلي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل جميع الأطياف السياسية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وإجراء إصلاحات اقتصادية تشتد الحاجة إليها بغية عكس مسار عقود من التشوهات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أفقرت بلداً يمتلك موارد وفيرة.
من جانبها، قالت ميلينا ستيفانوفا، مديرة المكتب القُطري للسودان بالبنك الدولي "هذه الإصلاحات الضرورية لوضع الاقتصاد السوداني والمالية العامة على مسار مستدام ستكون صعبة أياً كانت الظروف... لقد كان تنفيذها أمراً استثنائياً في ظل مواجهة فيضانات غير مسبوقة، وأسراب الجراد، وجائحة كورونا، وتدفق اللاجئين. وإنني أحيي حكومة السودان وشعبه على شجاعتهم في إنجاز هذه الإصلاحات في وقت وجيز."