يشير عدد من الدراسات العالمية إلى أن الشركات وأنشطة الأعمال التي تعمل على سد الفجوة بين الجنسين تحقق معدلات ربحية متزايدة. وهذا يعني أن الاقتصادات تشهد نموا مع ارتفاع عدد النساء العاملات.
وفي مصر، تمثل النساء نسبة 50% من تعداد السكان. وتظهر النتائج أن إجمالي الناتج المحلي سيرتفع بنسبة 34% إذا تساوى معدل مشاركة المرأة في العمل مع الرجل. وتشير نتائج الدراسات الخاصة بالقطاع المالي المصري إلى أن معدل مشاركة المرأة مرتبط بدرجة استقرار البنوك وتعافي النشاط المالي خاصة على مستوى المديرين التنفيذيين ومجلس الإدارة. وتشير هذه النتائج أيضاً إلى أن ضمان المشاركة النشطة للمرأة في النشاط الاقتصادي أمر أساسي لتحقيق رؤية مصر 2030. ولا تزال نسبة تمثيل المرأة أقل من المطلوب في جميع المستويات المؤسسية، ويتراجع تمثيل المرأة تراجعا كبيرا للغاية في مستويات الإدارة العليا والوظائف القيادية.
ومن شأن توفير بيئة عمل داعمة للمرأة تعزيز مشاركتها في النشاط الاقتصادي وتحقيق آثار إيجابية غير مباشرة تعمل على تحسين نواتج رأس المال البشري في جميع ربوع مصر. وعلى الرغم من الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها المرأة المصرية وقدرتها على تعزيز القطاع الخاص والنشاط الاقتصادي بوجه عام في مصر، فإنها لا تزال تواجه العديد من المعوقات التي تحول دون تحقيق تلك الإمكانات والاستفادة منها، على سبيل المثال، الحواجز الثقافية وسياسات العمل التي تعطي أفضلية للرجال.
وقد أظهرت دراسة التمكين الاقتصادي للمرأة التي أجرها البنك الدولي في 2019 أنه على الرغم من تمثيل المرأة على نحو أفضل في الحكومة والقطاع العام، فإن نسبة النساء العاملات في القطاع الخاص لا تتجاوز 18% من القوى العاملة النسائية (مقارنة بنسبة 36% في الحكومة والقطاع العام معا). وعلاوة على ذلك، تحصل النساء، في المتوسط، على أجر أقل بنسبة 34% في الساعة من نظرائهن من الرجال، كما أن تمثيلهن في مجالس إدارة الشركات (9.7%) وفي الوظائف الإدارية (7.1%) أقل من نظرائهن الذكور.
وفي إطار الجهود الرامية إلى تعزيز وتحفيز وإضفاء الطابع المؤسسي على المساواة بين الجنسين في القطاع الخاص، شارك البنك الدولي المجلس القومي للمرأة بدعم من سفارة المملكة المتحدة في مصر لإعادة إحياء "شهادة الخاتم المصري للمساواة بين الجنسين". ويعزز هذا النموذج المساواة بين الجنسين في القطاع الخاص من خلال بناء سلسلة من الممارسات الجيدة في مجالات (1) الاختيار والتوظيف؛ (2) التطوير المهني؛ (3) التوازن بين العمل والحياة الأسرية؛ و (4) سياسات مكافحة التحرش والمضايقات التي تتعرض لها المرأة.
ويسترشد هذا النموذج بنموذج البنك الدولي للمساواة بين الجنسين الذي يحدد مجالات التركيز ويحدد الإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف النموذج في كل مجال.