غير أن إعادة إعمار الأصول المادية لا يمثل الصورة بكاملها، حيث يتعين على غزة أن تتعافي من التكلفة التراكمية للحروب والإغلاقات المطوّلة والقيود على الأنشطة الاقتصادية وأزمة فيروس كورونا والأضرار التي وقعت مؤخراً، والتي كان لها أشد الأثر على اقتصاد غزة الهش. فحتى قبل نشوب الأعمال العسكرية الأخيرة، كان معدل البطالة في غزة 48% ويعيش نصف السكان في حالة فقر، كما انخفض إسهام القطاع في الاقتصاد الفلسطيني إلى نحو النصف خلال العقود الثلاثة الماضية.
وتبعث الخسائر البشرية على القلق العميق؛ ففي الصراع الذي نشب مؤخراً فقد 66 طفلاً أرواحهم، في حين لقي 551 طفلاً مصرعهم في الصراع السابق، وكثيرون غيرهم قضوا نحبهم في حروبِ سابقة. وتنعكس التكلفة البشرية أيضاً على من فقدوا آباءهم وطالهم اليتم، أو تعرضوا لإصابات جسدية، أو من يعانون الآن صدمات نفسية. الواقع أن أي طفل في غزة يبلغ من العمر 13 عاماً قد عايش أربع حروب حتى اليوم. ونظراً لأن أطفال غزة يشكلون نصف السكان الذين يعيشون في واحدة من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية، فإن احتمال تعرضهم للخطر والصدمات يتزايد.
وفي يوم 13 يونيو/حزيران 2021، قام وفد رفيع المستوى من البنك الدولي، وكان على رأسه نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج والمدير التنفيذي بمجموعة البنك الدولي ميرزا حسن، بزيارة غزة ليعاين الأضرار على أرض الواقع وبشكل مباشر، بما في ذلك المشروعات التي تمولها مجموعة البنك الدولي هناك. ويعطي الفيديو الوارد أدناه لمحة عن الأضرار المادية الجسيمة كما يسلط الضوء على الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب على الصحة العقلية لسكان غزة - وخاصة الشباب والأطفال.