رفع وزير خارجية توفالو سايمون كوفي سرواله ليلقي كلمة أمام قادة المناخ في القمة العالمية للمناخ لعام 2021 من منصة مغمورة في مياه المحيط. وفي رسالته بالفيديو لمؤتمر الأطراف السادس والعشرين، لفت الوزير كوفي الانتباه إلى أوجه الضعف التي تعاني منها أمته التي تسكن في جزر المحيط الهادئ أمام ارتفاع منسوب البحار في عالم ترتفع فيه حرارة الأرض. كما أوضح أن الدول الجزرية الصغيرة النامية، مثل دولته، تعاني من هذه الآثار الآن، وأن لديها دروسا للبلدان التي ستشعر بالآثار المماثلة في السنوات المقبلة.
من توفالو إلى دومينيكا، ومن جنوب المحيط الهادئ إلى البحر الكاريبي، تقع الدول الجزرية الصغيرة في الخطوط الأمامية لتغير المناخ. وتتنوع التهديدات التي تواجهها، من ارتفاع مستوى سطح البحر الذي يعيد تشكيل الأماكن المنخفضة وغمرها مثل جزر مارشال وتوفالو، إلى العواصف الشديدة التي اجتاحت فيجي وفانواتو في المحيط الهادئ، وساو تومي وبرينسيبي في المنطقة الاستوائية من المحيط الأطلنطي، ودومينيكا في البحر الكاريبي.
ومن المرجح أن يتفاقم ارتفاع منسوب سطح البحر، وهو تهديد قائم، في العقود الثلاثة القادمة. وإلى جانب فقدان المنازل والطرق وغيرها من مرافق البنية التحتية، يشكل ارتفاع البحار تبعات قانونية خطيرة على الدول الجزرية الصغيرة - بما في ذلك حقوقها في المياه الإقليمية، والحصول على الموارد، وإثارة تساؤلات حول الهجرة الداخلية والخارجية مع سعي السكان إلى الحصول على أراض في مناطق أعلى. وتتزايد أهمية التكيف مع تغير المناخ وزيادة القدرة على مجابهة آثاره.
تقول كاثي جيتنيل كينر، وهي شاعرة ونشطة في مجال تغير المناخ بجزر مارشال "في الماضي، كان بلدنا يركز بشدة على التخفيف من حدة تغير المناخ؛ لقد ركزنا على محاولة جعل البلدان في جميع أنحاء العالم تخفض انبعاثاتها... لكن التكيف يتيح لنا إلقاء نظرة أكثر تفحصا وشخصية على بلدنا وأمتنا والتأكد من أننا على استعداد أولا لكل ما هو قادم."
وتعكف جزر مارشال على وضع خطة مدتها 10 سنوات لإعطاء الأولوية للإجراءات اللازمة للتكيف مع تغير المناخ على المدى القصير، وكذلك الخيارات المتاحة على المدى الأطول، في الوقت الذي تتطلع فيه إلى الاستجابة والتكيف على وجه السرعة مع خطر الآثار المناخية وارتفاع منسوب مياه البحر.