إن الاقتصاد الإبداعي أو "البرتقالي"، كما يُشار إليه، إذا تم تعزيزه، يمكن أن يتيح فرصا كبيرة للنساء والشباب. ويقول مختار "العمل كمبدع في الصومال يشكل خطرا لأنك لا تحصل على عمل ملائم. أنت تبحث دائما عن الفرصة التالية لأنك يمكن أن تفقد كل شيء. فالأمن الوظيفي غائب".
لقد جلبت الأنشطة الإبداعية والثقافية للبشرية الفرح والتفاهم والتواصل بين الثقافات والابتكار منذ آلاف السنين. غير أن إمكاناتها الاقتصادية في جنوب العالم لا تزال غير مستغلة. ويصف تقرير مجموعة البنك الدولي المعنون "حلول تشغيل الشباب: الاقتصاد الإبداعي: كمحرك لوظائف الشباب الاقتصاد الإبداعي بأنه "مجموعة من الأنشطة الاقتصادية في الصناعات الثقافية والإبداعية حيث يتمثل الهدف الرئيسي في إنتاج السلع والخدمات وأنشطة المحتوى المستمدة من أصول ثقافية أو فنية أو تراثية أو إعادة إنتاجها أو ترويجها أو توزيعها أو تسويقها"، وتشير التقديرات إلى أنها تخلق نحو 30 مليون فرصة عمل سنويا بإيرادات تبلغ 2.3 مليار دولار سنويا.
وفي 28 مايو/أيار، أطلقت الصومال المبادرة الوطنية لتنمية الشباب، بحضور الرئيس المنتخب حديثا حسن شيخ محمود. وكرر الرئيس تأكيد تركيز المبادرة على تعزيز خلق فرص العمل للشباب، وشجع مشاركة الشباب الصومالي في تنمية الأمة في المستقبل. يمثل شباب الصومال عنصرا أساسيا في الانتعاش الاقتصادي، لكنهم يواجهون ارتفاع معدلات الفقر، وتطوير النظام التعليمي، ومحدودية فرص العمل.
وللصومال، المعروف باسم "أمة الشعراء"، أشكال فنية ثقافية وتقاليد شفوية راسخة. وقبل الحرب الأهلية، كان للصومال إرث مفعم بالحيوية من الفنون، من الفرق الموسيقية الشعبية والمسرحيات، التي يحييها الآن جيل جديد من الشباب الصومالي على مستوى العالم. ويشير مختار إلى "أننا بحاجة إلى أشخاص في الحكومة يفهمون ما يحتاجه [الشباب والنساء] وليس فقط ما يعتقدون أننا بحاجة إليه. ويمكنهم إشراك المهنيين المبدعين في الصومال لتعليم الجيل القادم وتدريبهم وتوجيههم." وبهذه الطريقة، يمكن للحكومة أن تدعم العمل الحر الخلاق والتدريب عليه.
ويشير تقرير الحلول من أجل تشغيل الشباب إلى أربعة مجالات يمكن للحكومات أن تدعم فيها الشباب والنساء في الصناعات الإبداعية والثقافية:
- تعزيز رأس المال البشري من خلال التدريب، والتوجيه، والتدريب على مهارات محددة، وفرص التلمذة الصناعية.
- إتاحة الحصول على التمويل في شكل منح أو تمويل متناهي الصغر أو من خلال إقامة شراكات مع مؤسسات في منطقة شرق أفريقيا، مثل برنامج الفنون في شرق أفريقيا التابع للمجلس الثقافي البريطاني أو صندوق HEVA ومقره كينيا .
- تسهيل الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية من خلال الاتفاقات التجارية، وبناء العلامات التجارية، وتسويق منتجات رواد الأعمال خارج الصومال.
- بناء الشبكات والمراكز المجتمعية لمساندة وبناء القدرة على الصمود للأفراد العاملين لحسابهم الخاص.
ويمكن أن يساعد تعزيز الصناعات الإبداعية والثقافية في الصومال على معالجة البطالة، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وإضاءة طريق جديد للمضي قدما للشباب والنساء. ويتطلب الطريق إلى مستقبل أكثر ازدهارا عقول النساء والشباب الصوماليين في المنزل، ومن يعيشون في المهجر، ممن هم على استعداد لجمع أفكارهم ونقاط قوتهم معا. وفي الوقت الحالي، يعيش أكثر من 60% من السكان الصوماليين على أقل من دولارين للفرد في اليوم، ولضمان زيادة الإنصاف، هناك حاجة إلى أفكار وحلول متنوعة تلبي احتياجات مختلف فئات السكان. ويتيح الاقتصاد الإبداعي فرصة لإحياء التقاليد الثقافية القوية في الصومال، التي يمكن الاستفادة منها لتوفير فرص العمل، والمساعدة في استعادة النسيج الاجتماعي، كما يسلط مختار الضوء على ذلك، "لم أكن أتحدث الصومالية عندما انتقلت إلى الصومال، لكن التصوير ساعدني على التواصل مع من حولي".