واشنطن العاصمة، 30 يناير/كانون الثاني 2023 - إن التجارة العالمية، من نواح عديدة، تجعل العالم يمضي قدماً. فكر في أي سلعة إلكترونية، أو قطعة ملابس، أو ربما قطعة شوكولاتة؛ جميع البنود اليومية التي هي في أيدي المستهلكين والمنازل هي بسبب التجارة العالمية، التي توفر عدداً لا يحصى من الوظائف.
منى حداد، المديرة العالمية لقطاع الممارسات العالمية للتجارة والاستثمار والتنافسية بمجموعة البنك الدولي، توضح الأمر بقولها: "تمثل التجارة إحدى أدوات النمو التي تتيح فرص عمل أفضل، وتحد من الفقر، وتزيد الفرص الاقتصادية المتاحة.
وتضيف منى حداد أن تحرير التجارة يزيد من إجمالي الناتج المحلي، وأنه "انتشل أكثر من مليار شخص من براثن الفقر منذ عام 1990" بحسب قولها.
ولكن حتى يتسنى تقاسم هذه المنافع بمزيد من المساواة، يجب أن تتسم التجارة بالكفاءة، وهذا ليس هو الحال دائماً.
وقد برز مدى تعقيد التجارة العالمية وطبيعتها المتشابكة خلال تعطل سلاسل الإمداد بسبب جائحة كورونا. وأدى تأخير الشحن ونقصه إلى مشاكل غير مسبوقة للعديد من المصدرين والمستوردين والشركات والمستهلكين.
ولكن ميشي أدي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة جيتستريم أفريكا، ويقع مقرها الرئيسي بالقرب من ميناء تيما الغاني، لديها وجهة نظر أخرى حيث ترى أن جائحة كورونا أتاحت أيضاً فرصة لإعادة النظر في منظومة التجارة ذاتها.
تقول ميشي: "ميناء تيما أحد أكبر موانئ الحاويات في غرب أفريقيا. وعلى الرغم من التكنولوجيا التي كان من الممكن تطبيقها عندما بدأنا العمل، فلم تكن هناك تكنولوجيا لاستخدامها تقريباً. وكان معظم العمل يتم نقدياً وفي الغالب يدوياً."
وشهدت "ميشي" لحظة إنشاء شركتها.
وتردف قائلة: "لقد أسرعت جائحة كورونا التحول الرقمي في أفريقيا. وكان من الصعب التنقل، بما في ذلك التنقل في الميناء، حيث كانت الطرق اليدوية القديمة المتبعة في تخليص البضائع ونقلها غير فعالة حقاً." لذلك أنشأت شركة جيتستريم أفريكا منصة التكنولوجيا التي تتولى على نحو فعال سلسلة الإمداد للتجارة الخارجية للعملاء.
وتقول "ميشي" إن هذا مهم لأن تباطؤ التجارة يعني سلعاً أكثر تكلفة للمستهلكين.
وتضيف بقولها: "على الرغم من انخفاض مستويات الدخل بشكل عام هنا وانخفاض الأرباح، فإن سلاسل الإمداد هي الأبطأ في العالم. وكل يوم تدفع الأسر الأفريقية فعلياً ضريبة على السلع التي تستهلكها".