في مواجهة نقص المياه، وموجات جفاف أكثر حدة، وارتفاع درجات الحرارة، والاضطرابات في أنظمة الغذاء العالمية، يقوم الأردن برعاية جيل جديد من المزارعين المراعين للمناخ، مع تحويل قطاع الأغذية الزراعية ليصبح أكثر قدرة على الصمود مع توفير فرص عمل وقيمة أكبر.
ويساعد البرنامج الزراعي الجديد للبنك الدولي في الأردن، الذي يطلق عليه اسم "أرضي"، على تعزيز الأنظمة الغذائية، من خلال اعتماد ممارسات زراعية أكثر كفاءة في استخدام المياه ومقاومة للمناخ. وسيوفر برنامج "أرضي"، الذي تمت الموافقة عليه في عام 2022، التمويلَ لنحو 30 ألف أسرة تشتغل بالزراعة. ويستهدف المشروع الذي تبلغ تكلفته 125 مليون دولار، أن يوفر نحو 12 ألف فرصة عمل، لاسيما للنساء والشباب ممن يتم استبعادهم غالبًا من هذا القطاع.
وبدأت المُزارعات في تحقيق نتائج فعلية، ومنهن "سهام بني مصطفى" التي تعيش في بلدة "سوف" بمنطقة البرج وتبعد نحو 60 كيلومترًا عن العاصمة عَمَّان. ونظرًا لأنها من صغار مزارعي الفاكهة، فقد حصلت على منحة في إطار هذا البرنامج لإنشاء نظام جديد لتجميع مياه الأمطار، وهو ما يعني أنها لم تعد تنتظر خدمات توصيل المياه، والتي كانت تتم مرة كل أسبوعين. وتقوم "سهام" حاليًا بتجميع مياه الأمطار خلال أشهر الشتاء الأكثر مطرًا، وهذه المياه تغذي أشجار المشمش والخوخ والبازلاء والفاصوليا والخضروات الأخرى.
وفي حديثها عن اضطرارها في السابق إلى الاعتماد على خدمات توصيل المياه قالت "سهام": "بغض النظر عن مدى حذر المرء بشأن استخدام المياه، فهذا لا يكفي. ولكن الوضع تغير الآن مع بناء الخزان، حيث لم نعد قلقين بشأن إمكانية الحصول على المياه، وأصبح لدينا اكتفاء ذاتي منها،" وأضافت أن بستانها الصغير ينتج ثمارًا خالية من المبيدات، ويباع الفائض منها في الأسواق المحلية، فضلاً عن مصدر إضافي لكسب الرزق وهو عملها في صنع الصابون التقليدي.