Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي03/04/2024

المؤسسة الدولية للتنمية تساعد في صياغة برامج الحماية الاجتماعية العالمية

The World Bank

تساعد الحماية الاجتماعية مئات الملايين من الأسر الفقيرة على إيجاد سبل كسب العيش، وتحمل الصدمات، وبناء الصلابة والقدرة على الصمود.

البنك الدولي

The World Bank
مارسيلينا نغاندو أرملة وأم لخمسة أطفال في زامبيا تحصل على مبالغ نقدية شهرية تستثمرها في مشروعها الصغير.
 تحصل مارسيلينا نغاندو على مبالغ نقدية من حكومة زامبيا كل شهرين، وتستثمر هذه المبالغ في مشروعها الصغير لإنتاج فطائر وشطائر دونات. وتقول مارسلينا، وهي أرملة تستخدم المال الذي تكسبه لإعالة أطفال أختها الراحلة الخمسة: "أشتري دقيق الخبز وأصنع كعك وشطائر الدونات لبيعها". "ومن آخر مبلغ قدره 300 كواشا (14 دولارا) أحصل عليه كل شهرين، صنعت كعك وشطائر الدونات وبعتها مقابل 400 كواشا، وهذا الربح يساعدني في دفع الرسوم المدرسية للأطفال الأيتام الذين أتكفل بهم. وبدوري أدعو وأحث جميع الأرامل الأخريات ليس فقط على صرف المال ولكن على تنميته كما أفعل".

ومارسيلينا واحدة من أكثر من 3 ملايين شخص استفادوا من برنامج التحويلات النقدية الاجتماعية في زامبيا، الذي يعمل على تحسين سبل كسب العيش للنساء وزيادة فرص حصول الأطفال على التعليم. وهذا البرنامج من برامج الحماية الاجتماعية العديدة التي تساندها المؤسسة الدولية للتنمية، وجزء مهم من التزام البنك الدولي بتحقيق الحماية الاجتماعية الشاملة.

ومن الممكن أن تُحدث الحماية الاجتماعية تحولاً في حياة أشد الناس فقراً وضعفاً واحتياجاً، فهي توفر شريان حياة لمئات الملايين من البشر أثناء الأزمات، وتعزز رأس المال البشري للأجيال القادمة، وتمكن الناس، لاسيما النساء، من أسباب القوة. وهذه الحماية بالغة الأهمية في الوقت الذي يعمل فيه البنك الدولي على إنهاء الفقر المدقع وتعزيز الرخاء على كوكب صالح للعيش فيه.

جائحة كورونا وتحفيزها الكبير لبرامج الحماية الاجتماعية

مع اضطراب الاقتصادات في أنحاء العالم بسبب جائحة كورونا العالمية، لجأت الحكومات إلى برامج الحماية الاجتماعية لتقديم دعم مؤقت للدخل على وجه السرعة. وقد شهدنا أكبر توسع في برامج التحويلات الاجتماعية في التاريخ واستخدام أنظمة الدفع الرقمية. واستجابة لأزمة الغذاء العالمية الأخيرة، زادت استجابات الحماية الاجتماعية بأكثر من الضعف.

The World Bank
وكانت برامج الحماية الاجتماعية التي تساندها المؤسسة الدولية للتنمية غاية في الأهمية للمساعدة على تعزيز الجاهزية لمواجهة فيروس كورونا والاستجابة الطارئة في القطاعات الصحية حول العالم. صورة: البنك الدولي

على الرغم من زيادة عدد البلدان التي لديها أنظمة حماية اجتماعية على مدى السنوات الثلاثين الماضية، فإننا بعيدون تماماً عن تحقيق هدف التنمية المستدامة المتمثل في توفير الحماية الاجتماعية للجميع. ولا يزال أكثر من نصف سكان العالم - نحو 4.1 مليارات نسمة - دون حماية، وليس لدى العديد من البلدان الأنظمة اللازمة لمواجهة الصدمات في الوقت المناسب.

ومع انتشار التهديدات المرتبطة بتغير المناخ والصراعات، يعمل البنك الدولي على رفع سقف طموحاته لمساندة نصف مليار من الفقراء والمحرومين من خلال إستراتيجيات مستهدفة ومصممة خصيصاً لتلبية احتياجات هؤلاء، فضلاً عن تحديد جدول زمني مناسب لمواجهة الصدمات. وتؤدي المؤسسة الدولية للتنمية دوراً بالغ الأهمية في تحقيق هذا الطموح. والمؤسسة هي الأداة الرئيسية التي من خلالها يساند البنك توسيع مظلة الحماية الاجتماعية لتدعيم قدرة الأسر الفقيرة والأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية على الصمود في وجه الصدمات.

تحسين الحياة الآن ومستقبلاً

تساعد أدوات الحماية الاجتماعية - مثل الضمان الاجتماعي والمساعدات الاجتماعية وبرامج الشمول الاقتصادي والعمل - الناس على التكيف عند وقوع أزمة أو صدمة، وضمان تحسين جاهزية الأنظمة لمواجهة مثل هذه الصدمات. ولهذه الأدوات منافع قوية طويلة الأجل حيث تسمح للناس بالاستثمار في صحة وتعليم أطفالهم، والتدريب من أجل فرص العمل والبحث عن هذه الفرص، وحماية كبار السن. وتتمثل قيمة هذه الأدوات وما تحدثه من آثار تغير حياة الناس في قدرتها على التخفيف من حدة الفقر، وكسر حلقة الفقر المفرغة بتحفيز الاستثمار في رأس المال البشري للجيل القادم.

The World Bank
وقد ساعد برنامج التحويلات النقدية الاجتماعية في زامبيا المستفيدين على تحسين تعليمهم وصحتهم وإقامة مشاريعهم الصغيرة. صورة: البنك الدولي

وفي أوائل التسعينيات، المكسيك كانت من أوائل البلدان التي نفذت برنامجاً للتحويلات النقدية المشروطة. ومع زيادة معدلات الالتحاق بالمدارس وتحسين التغذية بفضل برنامج الرخاء الذي تسانده المؤسسة الدولية للتنمية، انتشرت هذه الفكرة البسيطة بسرعة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا. وأدى ذلك إلى مبادرات تحويلية مثل برنامج دعم الدخل للفئات الأشد فقراً في بنغلاديش، الذي استفادت منه 600 ألف امرأة على مدى عشر سنوات تقريبا، مما أدى إلى تحسين تغذية أطفالهن وتنمية المهارات المعرفية والإدراكية لديهم واستعدادهم للالتحاق بالمدرسة، وبرنامج التحويلات النقدية الاجتماعية في زامبيا، الذي ساعد 20% من السكان.

تمكين المرأة من أسباب القوة

تعود برامج الحماية الاجتماعية بالنفع بوجه خاص على النساء. وتعمل هذه البرامج على توسيع فرص مشاركة النساء في القوى العاملة، وزيادة المعرفة والإلمام بالأمور المالية، والإسهام في الحد من العنف ضد المرأة.

The World Bank
إيفا إيتوا إحدى المستفيدات من مشروع شبكة الأمان في جنوب السودان. ساعدت التحويلات النقدية التي حصلت عليها إيفا على تشغيل مشروع صغير في منطقة نيوكورون السكنية في جوبا. صورة: جون لومورو سنداني

فعلى سبيل المثال، ساعد مشروع شبكة الأمان المنتجة في المناطق الحضرية الذي تسانده المؤسسة الدولية للتنمية في إثيوبيا المستفيدين ومنهم 60% من النساء على فتح حسابات بنكية لأول مرة، وقدم منحاً لتحسين سبل كسب العيش ساعدت الناس على إكمال برامج التدريب على المهارات والتثقيف المالي لإقامة مشروعات صغيرة. وبالإضافة إلى المساعدة في التصدي لانعدام الأمن الغذائي والتكيف مع عدم الاستقرار الاقتصادي، شمل مشروع شبكات الأمان الاجتماعي في جنوب السودان السلوكيات التحويلية لمراعاة النوع الاجتماعي والمساواة بين الجنسين، وتحقيق تماسك النسيج الاجتماعي، والتخفيف من مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، لا سيما ضد المرأة. وتجاوز المشروع الذي تسانده المؤسسة المستهدفات الخاصة بالمساواة بين الجنسين، حيث بلغت نسبة مشاركة النساء في برامج الأشغال العامة كثيفة العمالة 77%.

تقول إيفا إيتوا، وهي أم تعيش بمفردها مع أطفالها الثمانية، "لقد بدأت هذا العمل الصغير بمساعدة مالية حصلت عليها من المشروع، وقد ساعد ذلك في تغيير حياتي وحياة أسرتي، وأنا الآن قادرة على تحقيق دخل من خلال بيع الشاي يومياً لتلبية احتياجات أطفالي، بما في ذلك الغذاء والدواء ودفع المصروفات المدرسية".

لقد بدأت هذا العمل الصغير بمساعدة مالية حصلت عليها من المشروع، وقد ساعد ذلك في تغيير حياتي وحياة أسرتي.
إيفا إيتوا
مستفيدة من مشروع شبكة الأمان في جنوب السودان

إمكانية التكيف في مستقبل رقمي

تستهدف أنظمة الحماية الاجتماعية التكيفية الاستجابة للصدمات بجميع أنواعها للحيلولة دون وقوع خسائر في رأس المال البشري وزيادة معدلات الفقر. وهذه الأنظمة التي غالبا ما تشتمل على تدابير لإدارة مخاطر الكوارث والاستجابة للأزمات وتغير المناخ يمكن أن تزيد من قدرة الأسر المعيشية على الصمود في وجه الصدمات المناخية وحالات الطوارئ الصحية وانعدام الأمن الغذائي والتضخم.

وكانت جائحة كورونا بمثابة اختبار لقدرة أنظمة الحماية الاجتماعية التكيفية على تحمل الضغوط، وقد تمكنت البلدان التي لديها أنظمة فعالة من توسيع نطاق المساندة بوتيرة سريعة من خلال ضم مستفيدين إضافيين وزيادة المزايا المدفوعة للمستفيدين الحاليين. وكانت البلدان التي لديها أساليب مستقرة وراسخة لتقديم المساعدة الاجتماعية للناس، مثل السجلات الاجتماعية وأنظمة الدفع الرقمية، هي الأكثر قدرة  على الاستجابة للصدمات بكفاءة وسرعة وعلى نحو شامل للجميع.

وفي جيبوتي، وبمساندة من المؤسسة الدولية للتنمية، استجابت الحكومة بسرعة لحالة الطوارئ الصحية الناجمة عن جائحة كورونا باستخدام سجل اجتماعي قائم يغطي نحو 50% من السكان. وقدمت الحكومة تحويلات نقدية إلى نحو 5 آلاف أسرة ريفية وقسائم غذائية لأكثر من 27500 أسرة حضرية لمساعدتهم على مواجهة الصدمات الناجمة عن حالات الإغلاق بسبب كورونا.

وللتحول العالمي نحو تقديم الخدمات الرقمية تبعات مهمة للغاية على استهداف المساعدات الإنسانية وتحسينها .

زيادة القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ من خلال برامج الحماية الاجتماعية

قام العديد من البلدان المعرضة لمخاطر تغير المناخ بتوسيع نطاق أنظمة الحماية الاجتماعية التكيفية لديها في السنوات الأخيرة، وتعمل هذه البلدان على استحداث أدوات للحماية الاجتماعية بهدف تحسين القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ وحماية الفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً والأكثر معاناةً من الصدمات المرتبطة بالمناخ.

The World Bank
وفي النيجر، يقوم المستفيدون من برنامج الحماية الاجتماعية التكيفية في منطقة الساحل بري محاصيلهم باستخدام مضخة (طلمبة) مزودة بمحرك. صورة: أوليفييه جيرار/ البنك الدولي

على سبيل المثال، في منطقة الساحل، ساعد برنامج يسانده البنك الدولي النيجر على أن تكون أول بلد في المنطقة تقوم بإنشاء شبكة أمان تكيفية للتصدي لآثار موجات الجفاف. ومن خلال رصد ومتابعة بيانات الإنذار المبكر بالأقمار الصناعية لتحديد المناطق المتضررة من الجفاف، تمكنت الحكومة من تفعيل الاستجابة الطارئة للجفاف وصرف مبالغ شهرية لأكثر من 100 ألف أسرة للتعويض عن ضعف غلة المحاصيل. وفي باكستان، حصلت 100 ألف أسرة متضررة من الفيضانات على دخل قصير الأجل من خلال برنامج المال مقابل العمل على مستوى المجتمع المحلي بعد الفيضانات المدمرة في عام 2022.

كما أن المبادرات الرامية إلى توسيع مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل الخسائر والأضرار الناجمة عن الظواهر المناخية الشديدة لها أهمية بالغة أيضاً، لا سيما دعم الدخل، وسبل كسب العيش البديلة، أو المساندة المالية أثناء الهجرة إن لزم الأمر.

وقد أظهرت الحكومات أن بإمكانها استخدام المساعدات الاجتماعية بفعالية وكفاءة لبناء القدرة على الصمود عند وقوع الأزمات. وتقف المؤسسة الدولية للتنمية على أهبة الاستعداد لمساندة البلدان في تحسين وتوسيع نطاق هذه البرامج الحيوية التي تحمي الناس خلال الأوقات الصعبة.

مدونات

    loader image

الأخبار

    loader image