Skip to Main Navigation
موضوع رئيسي03/20/2024

توفير المياه لمكافحة انعدام الأمن الغذائي وتغير المناخ في منطقة الساحل

The World Bank

مياه متوفرة للري في مزرعة للخضروات في بيغنوغ، السنغال.

بعدسة: © ميديا برود، أكتوبر/تشرين الأول، 2023

نقاط رئيسية

  • يعيش 64% من سكان منطقة الساحل في المناطق الريفية ويعتمدون في المقام الأول على الزراعة البعلية في كسب عيشهم. وعلى الرغم من إمكانية ري ما يصل إلى مليوني هكتار من الأراضي، فإن 3% من الأراضي الزراعية لديها أنظمة للري. وبالنسبة لصغار المزارعين، يُعد الحصول على مياه الري عنصراً أساسياً للحفاظ على سبل كسب عيشهم وضمان الرخاء والسلام في مجتمعاتهم المحلية.
  • يُعد مشروع المساندة الإقليمية لمبادرة الري في منطقة الساحل (PARIIS) أول مشروع إقليمي يتم تصميمه بعد تبني رؤساء الدول لمبادرة الري بمنطقة الساحل في عام 2013. ويركز على الاستخدام المشترك للتكنولوجيات البسيطة وميسورة التكلفة، التي تتضمن الخبرة المحلية لري الأراضي الزراعية وتعزيز إمكاناتها.
  • ينشط المشروع في أكثر من ألفي موقع في جميع أنحاء البلدان المشاركة فيه، وتغطي أكثر من 20 ألف هكتار للري لصالح نحو 390 ألف مزارع، 49% منهم من النساء. وتشمل منافعه خفضَ تكاليف الري، وزيادة القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ، وزيادة دخل المزارعين، وتعزيز الأمن الغذائي.

تأخذ أراضي منطقة "سلوم" الشاسعة في قلب السنغال بالألباب، حيث تمتد المساحات الخضراء سريعة الزوال للمناظر الطبيعية على مد البصر، وتبشر بالمحاصيل التي يمكن حصدها في المستقبل. وبالنسبة لمن يعيشون على ما تنتجه هذه الأرض، فهذا هو الوقت المناسب للزراعة وانتظار ما تصنعه الطبيعة من معجزات.

لم تعد موجات الجفاف وتأخر هطول الأمطار وتقلبات الطقس والمناخ مصدر قلق لمجموعة ديسو، وهي عبارة عن جمعية تعاونية تضم 40 عضواً، منهم 38 امرأة، وتقوم بإدارة مزرعة خضروات تبلغ مساحتها هكتارين بمنطقة "كيور علي غيوي". وتتدفق المياه فيها حالياً بلا انقطاع. كما يحميها سياج من الأسلاك الشائكة من الحيوانات الضالة. أما البذور التي تم اختيارها بعناية فقد بدأت تنبت بالفعل، ومبشرة بحصاد جيد في المستقبل.

ولم يكن هذا هو الحال دوماً، حيث تُقر "فاطيم سار" رئيس مجموعة ديسو بذلك بقولها: "كان علينا سحب المياه من الآبار باليد، وكان هذا الأمر شاقاً ومضنياً للغاية... لكن تركيب شبكة الري والألواح الشمسية والسياج منذ عامين أدى إلى تحسن عملنا، مما يشجعنا على زيادة إنتاجنا."

The World Bank

فاطيم سار، رئيس مجموعة ديسو بمنطقة كيور علي غيوي في السنغال.

بعدسة: © رينو أيه دوسافي، أكتوبر/تشرين الأول 2023

تقوم مجموعة ديسو حالياً بزراعة ثلاثة محاصيل في السنة، فخلال موسم الأمطار، تقوم بزراعة الذرة والبامية بشكل رئيسي باستخدام نظام الري بالرش. وقد أثار نجاحهم الواضح اهتمام الآخرين. تقول فاطيم وهي تَهِم بفحص إضافي لما جمعته من محصول البامية: "هناك بالفعل 30 شخصاً يرغبون في الانضمام إلينا حتى يتمكنوا أيضاً من زيادة إنتاجهم، حيث يقولون إن ما لدينا يماثل الذهب في قيمته."

بوركينا فاصو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر والسنغال: أنظمة الري التي لها تأثير دائم على صغار المزارعين.

تُعد النجاحات التي تحققت في منطقة "كيور علي غيوي" إحدى ثمار مشروع مساندة مبادرة الري بمنطقة الساحل الذي يموله البنك الدولي من خلال المؤسسة الدولية للتنمية (170 مليون دولار)، والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية (30 مليون يورو). ويهدف هذا البرنامج، الذي تنسقه اللجنة الدائمة المشتركة بين الدول لمكافحة الجفاف في منطقة الساحل، إلى إحداث أثر مستدام لصالح صغار المزارعين في دول الساحل الست.

وعلى الرغم من استخدام الري بالرش في منطقة "سلوم" بالسنغال، فإنه يوصى باستخدام طرق أخرى لتلبية الاحتياجات نفسها: توفير المياه للأراضي الزراعية لزيادة الإنتاج ومكافحة انعدام الأمن الغذائي.

The World Bank

على اليسار: الري بالتنقيط في السنغال -- على اليمين: الري بالرش باستخدام الألواح الشمسية في موريتانيا.

بعدسة: © ميديا برود، أكتوبر/تشرين الأول، 2023

في وادي دوكور في تشاد، وعلى بعد حوالي 900 كيلومتر من نجامينا، تم رفع كفاءة هيكل هيدروليكي صغير تم بناؤه في مجرى الجريان السطحي. ويعمل هذا الهيكل كسد يحتفظ بالمياه في فترة ارتفاعها ويسمح لها بالتغلغل في أعماق الأرض لإعادة تغذية منسوب المياه الجوفية لعدة أشهر. وفي هذه الأراضي شبه القاحلة، تستفيد 17 قرية من المزايا التي يوفرها هذا الهيكل لري مزارع الخضروات.

وتشرف "فتاح حسن دوبال"، رئيسة مجموعة "أديولوس" التي تشكلت قبل نحو 10 سنوات، على العمل الذي تؤديه زميلاتها. وتغطي هذه الجمعية التعاونية التي تضم فريقاً يتألف من 33 امرأة مساحة 1.7 هكتار موزعة على مساحة الهيكل الهيدروليكي، وتنتج الخضروات لاستهلاكهن الخاص وكذلك للبيع.

ما نقوم به هنا لا يتعلق فقط بالري، بل أيضاً، وقبل كل شيء، ببناء ثروة من الخبرات والمعارف المحلية للاسترشاد بها في تنفيذ بعثات مماثلة في منطقة الساحل وغيرها.
جان فرانسوا فاي،
رئيس إدارة المعارف الخاصة بمشروع مساندة مبادرة الري بمنطقة الساحل في السنغال
The World Bank

عضوات مجموعة "أديولوس" في تشاد.

بعدسة: © رينو أيه دوسافي، أكتوبر/تشرين الأول 2023

تقول "فتاح" وهي أم لستة أطفال: "لقد ساعدنا مشروع مساندة مبادرة الري بمنطقة الساحل كثيراً في الري والأسوار والمستلزمات والبذور والعربات التي تجرها الخيول....وحالياً نقوم بزراعة المحاصيل خلال ثلاثة مواسم زراعية كل عام، وزاد إنتاجنا من نحو اثني عشر كيساً من منتجات الخضروات إلى 65 كيساً كحد أدنى...ويبلغ دخلنا السنوي الآن نحو 3-4 ملايين فرنك أفريقي سنوياً بعد أن كان نحو 500 ألف فقط في السابق...وبعد خصم النفقات الجارية، يوزع الفائض بين العضوات... ومهما كانت قيمة المال الذي أحصل عليه، فإنني أستخدمه من أجل إطعام أطفالي ورعايتهم وإلحاقهم بالمدارس."

وتجري محاكاة النجاحات المبكرة بالفعل في أماكن أخرى. وتشرح "فتاح" هذا الأمر بقولها: "تريد ثلاث مجموعات متجاورة تقليد ما نقوم به، حتى ونحن نمضي قدماً بالفعل في مواجهة تحديات أخرى، ومنها النقل إلى مدينة أبشي، وتعزيز قاعدة عملائنا الجدد، وتحسين تسويق وتخزين محاصيلنا التي تزداد في حجمها."

ويقوم "عدينو مومور ساي"، وهو مزارع وأب لخمسة أطفال، بالإشراف على أنشطة زراعة المحاصيل في مدينة "تكان" (تبعد 260 كيلومتراً عن نواكشوط في موريتانيا). وتقوم جمعية "ندام تير تيكان" التعاونية (التي تضم 117 عضواً) ويتولى "عدينو" أعمال أمانتها العامة، بزراعة الأرز والباذنجان والبطيخ وغيرها على مساحة 36 هكتاراً. يقول "عدينو": "كان الأمر يستغرق يوماً كاملاً لري هكتار واحد من الأراضي الزراعية وإعداد التربة لنشر البذور...الآن يمكننا العمل على مساحة تصل إلى ثلاثة هكتارات يومياً."   

توفير المياه لمواجهة تحديات تغير المناخ، لتدعيم الأمن الغذائي، وتعزيز الرخاء والسلام في المجتمعات المحلية.

تعد الإدارة السليمة للمياه أمراً بالغ الأهمية للتخفيف من آثار تغير المناخ وجعل الزراعة من القطاعات الموفرة لفرص العمل، لا سيما في المناطق الريفية، مع عملها أيضاً كمحفز للنمو الاقتصادي في منطقة الساحل. ومن الضروري اتباع نهج إقليمي لتحقيق هذه الأهداف.
شكيب جنان،
المدير الإقليمي للتنمية المستدامة بالبنك الدولي

وبعيداً عن الري، فإن مبعث الشواغل والمخاطر في جميع أنحاء منطقة الساحل الشاسعة، هو ذلك الصراع الصامت لوقف الهجرات الجماعية الريفية. ونظراً لافتقاد شباب هذه المنطقة لطموحات المستقبل، فإنهم يميلون إلى الهجرة إلى المدن الكبيرة أو إلى الغرب. والأمل هو جمع شمل النساء والرجال حول أراضيهم، ومنحهم الأدوات اللازمة لتطوير ممتلكاتهم، وتمكينهم من العيش والازدهار في أوطانهم. ومشروع مساندة مبادرة الري بمنطقة الساحل يمهد الطريق لتحقيق هذه الطموحات وما هو أكبر منها، وهو الأمر الذي يشرحه شكيب جنان بقوله: "لقد بدأنا بالفعل مناقشات مع الحكومات بهدف تمويل مشروع جديد في قطاع الري من شأنه أن يقوم بتوسيع مجال المبادرات التي تندرج تحت "مشروع مساندة مبادرة الري بمنطقة الساحل" على نطاق أوسع، بهدف تحقيق آثار إيجابية أكبر."

مدونات

    loader image

الأخبار

    loader image