تتمثل رسالة مجموعة البنك الدولي في القضاء على الفقر على كوكب صالح للعيش فيه. ونظراً لأن أكثر من 50% من إجمالي الناتج المحلي العالمي - أي 44 تريليون دولار من الموارد الاقتصادية - يعتمد على الطبيعة، فمن الأهمية بمكان فهم التأثير الاقتصادي للتنوع البيولوجي لتحقيق هذه الرسالة.
فكيف يمكننا تحقيق هذا؟
اعتماد نهج ديناميكي
الطبيعة في كل مكان، وليس فقط في الحدائق والمنتزهات الوطنية
ما بعد أجندة 30x30: دمج اعتبارات الطبيعة في كل مكان
في حين تهدف أجندة 30x30 للإطار العالمي للتنوع البيولوجي إلى حماية 30% من المناطق البرية ومياه البحار بحلول عام 2030، لا يمكن التغاضي عن النسبة المتبقية البالغة 70% - حيث تتداخل الطبيعة مع النشاط البشري.
ويتجلى هذا الأمر في الأراضي الرطبة الحضرية في كيغالي برواندا، حيث قامت المدينة باستعادة المناطق التي تدهورت في السابق لتحولها إلى حديقة بيئية، مما عاد بالنفع على الطبيعة، بالإضافة إلى تحقيق منافع اقتصادية منها أنها أصبحت محركاً لزيادة أسعار الأراضي والترفيه والسياحة. انظر حولك: الطبيعة في كل مكان، وليس فقط في الحدائق والمتنزهات الوطنية.
توسيع نطاق الشراكات من أجل التنوع البيولوجي
يجب أن نبني علاقات تتجاوز الشركاء التقليديين بنفس الطريقة التي يجب أن نبحث بها عن الطبيعة خارج الحدائق والمتنزهات الوطنية. ومن شأن إضافة وزارات المالية والبنوك المركزية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية إلى عملنا مع وزارات البيئة أن يساهم في تكوين شراكات شاملة للجميع. ويتيح ذلك لموارد البنك الدولي أن تقترب بصورة كبيرة من منشآت الأعمال الصغيرة والصغرى التي تتصدر جهود خلق فرص العمل.
تعبئة التمويل من أجل الطبيعة
من شأن تعبئة التمويل أن يتيح للبنك الدولي تسهيل إبرام الاتفاقيات التي تجمع بين المنح الدولية والموازنة العامة للبلدان، مما يؤدي إلى تحرير قدر أكبر من موارد البنك من أجل تمويل المشروعات الكبرى التي تعود بالنفع على الطبيعة وفرص العمل وإجمالي الناتج المحلي.
ولا تُعد قيمة التمويل هي الاعتبار الوحيد، فتحقيق النجاح بمبلغ 14 مليار دولار قيد الاستثمار حالياً في العمل البيئي والموارد الطبيعية والمحيطات يعني أيضاً تحطيم الحواجز التي تحول دون الوصول إليه، وبالتالي يتدفق التمويل حيث تشتد الحاجة إليه.
أهمية البيانات والدراسات التحليلية
تعد المحاسبة عن رأس المال الطبيعي أمراً محورياً لإدراج الطبيعة في المراكز المالية للحكومات حتى يمكن الاسترشاد بها في اتخاذ القرارات رفيعة المستوى. ويقوم البرنامج العالمي المعني بالاستدامة بنقل الخبرات إلى الوزارات وهيئات الإحصاء لدمج المحاسبة عن رأس المال الطبيعي في السياسات والتخطيط، وبالتالي تتداخل قيمة الطبيعة مع النقاش حول التنمية.
يحتاج المستثمرون أيضاً إلى أدوات تمكنهم من تحسين عملية اتخاذ القرار، ولذلك تقدم بوابة بيانات الجوانب البيئية والاجتماعية والمتعلقة بالحوكمة السيادية مؤشرات وأدوات تحليلية للمستثمرين الذين يدركون فوائد اتباع نهج شامل عالي التأثير للاستثمار.