وأبرزت الاجتماعات أيضا أهدافاً جديدة طموحة بشأن الصناعات الزراعية والمساواة بين الجنسين. وتعمل مجموعة البنك الدولي في الوقت الراهن إلى إحداث تحوّل إستراتيجي ومحوري لإنشاء منظومة شاملة لقطاع الزراعة. ومن شأن أسلوب العمل الجديد والمتكامل أن يعمل على تجميع موارد مجموعة البنك الدولي لتقديم دعم شامل لمجال تتم إعادة تشكيله بصورة أساسية بسبب تغير المناخ، والابتكارات في مجال التمويل، والرقمنة، وحلول التجزؤ والعمل الفردي. وأعلن البنك عن مستوى جديد من الاستثمار يهدف إلى مضاعفة تمويل الاستثمارات في الأنشطة والصناعات الزراعية على مستوى مجموعة البنك الدولي للوصول إلى 9 مليارات دولار سنوياً بحلول عام 2023.
وعلى صعيد المساواة بين الجنسين، اتخذت مجموعة البنك الدولي أولى الخطوات نحو تنفيذ إستراتيجية المساواة بين الجنسين 2030، حيث أعلنت عن مجموعة من الإجراءات والأهداف المحددة التي تستهدف تعزيز الفرص الاقتصادية للمزيد من النساء. ويشمل ذلك مجموعة من الأهداف المتعلقة بتوفير خدمات إنترنت النطاق العريض، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية، وتوفير رأس المال للنساء. وبحلول عام 2030، تهدف مجموعة البنك إلى تمكين 300 مليون امرأة أخرى من الحصول على خدمات النطاق العريض، ومساندة 250 مليون امرأة من خلال برامج الحماية الاجتماعية، وتوفير رأس المال لنحو 80 مليون امرأة أخرى ومؤسسات أعمال وشركات تقودها نساء. وسيؤدي تحقيق هذه الأهداف إلى إطلاق الخدمات الأساسية، لا سيما، التمويل والتعليم وفرص العمل، للنساء، فضلاً عن معالجة أحد المعوقات الرئيسية أمام ريادة الأعمال.
كما ركزت الاجتماعات أيضاً على التحركات الأخيرة التي تستهدف زيادة القدرات التمويلية بنحو 150 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة، وأعلنت عن بطاقة قياس الأداء الجديدة لمجموعة البنك الدولي، حيث تم خفض بنود التقييم من 150 بنداً إلى 22 مؤشراً، فضلاً عن زيادة التركيز على النواتج وليس مجرد المدخلات.
وظلت المؤسسة الدولية للتنمية أحد محاور التركيز البارزة في الاجتماعات، حيث إنها شريك بالغ الأهمية للبلدان الأشد احتياجاً، فهي تحارب الفقر بأقوى الأسلحة من خلال منح التمويل ميسور التكلفة وتقديم المعارف في مجال التنمية.
وشهدت الاجتماعات إعلان إسبانيا عن مساهمة مبكرة بقيمة 400 مليون يورو للمؤسسة، بزيادة قدرها 40% عما تعهدت به. ويأتي هذا الإعلان قبل أسابيع من الاجتماع الختامي في إطار العملية الحادية والعشرين لتجديد الموارد المُزمع عقد في ديسمبر/كانون الأول. وبذلك انضمت إسبانيا إلى الدانمرك التي أعلنت زيادة مساهمتها للمؤسسة بنسبة 40% في سبتمبر/أيلول.
وأتاحت الاجتماعات أيضاً فرصة للبنك لطي صفحات الماضي والتطلع إلى المستقبل. وأوضح أجاي في كلمته خلال الجلسة العامة كيف يستعد البنك للشروع في المرحلة التالية لتحقيق رسالته - لضمان أن يكون خلق فرص العمل والتشغيل أولوية مطلقة وهدف واضح لمشروعاتنا.
وفي بلدان الأسواق الصاعدة، سيصبح 1.2 مليار شخص بالغين في سن العمل على مدى السنوات العشر القادمة، وسيدخلون سوق العمل التي من المتوقع أن توفر فرص عمل لنحو 420 مليون منهم فقط. وللمساعدة في سد هذه الفجوة، أنشأ البنك مجلساً رفيع المستوى يهدف إلى إيجاد حلول لخلق فرص عمل للشباب. واجتمع هذا المجلس برئاسة ثارمان شانموجاراتنام، رئيس سنغافورة، وميشيل باشيليت، الرئيسة السابقة لشيلي، لأول مرة خلال الاجتماعات السنوية، وناقش أهمية متابعة الأفكار المبتكرة لخلق فرص العمل.
وصرح أجاي بانغا "إن أفضل وسيلة لدق المسمار الأخير في نعش الفقر هي منح الناس الأمل والتفاؤل والكرامة من خلال توفير فرص العمل".