2. إصلاح المناطق الطبيعية وتحسين ممارسات استخدام الأراضي
يعيش 4 مليارات شخص في مناطق تعاني في أحوال كثيرة من نقص إمدادات المياه، وبناء عليه، وضعت مجموعة البنك استخدام الأراضي على نحو مراعٍ للمناخ في صدارة أولوياتها بغرض تعزيز الأمن الغذائي وحماية الموارد الطبيعية.
ويقول سيميون إيهوي، مدير قطاع التنمية المستدامة في منطقة غرب ووسط أفريقيا بالبنك الدولي: "يمكننا أن نرى بوضوح أن الأنظمة الغذائية في أفريقيا بشكل عام معرضة للخطر. ونحن نتحدث هنا عن 277 مليون شخص يعانون من نقص التغذية في أفريقيا. وتغير المناخ هو المتهم الرئيسي في ذلك. ولابد أن نتمكن من فعل شيء حيال ذلك".
تتزايد نسبة المشروعات الزراعية "المراعية للمناخ": حيث تعمل على زيادة الإنتاجية والقدرة على الصمود مع الحد في الوقت نفسه من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وقد تم تعميم الحلول على نطاق واسع، مما يعود بالفائدة على الملايين: ففي ولاية ماهاراشترا بالهند، يجري تدريب 7 ملايين مزارع في مجال إدارة خصوبة التربة والموارد المائية؛ واختيار أصناف المحاصيل وجودة البذور؛ والممارسات العضوية منخفضة التكلفة.
3. حماية الفئات الأكثر احتياجا من الصدمات المناخية
يقول بينوا بوسكيه، مدير قطاع التنمية المستدامة في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ بالبنك الدولي: "لا شك أن الاضطرابات التي تسببت فيها جائحة فيروس كورونا تزيد من أهمية الحماية من المخاطر البيئية التي لها آثار شديدة ومنتظمة على نطاق الاقتصاد، وهي تتيح فرصة لإعادة النظر في تحديد ما هو أكثر أهمية بالنسبة لجودة الحياة".
و فعلى سبيل المثال، كفلت تدابير التأهب في الهند وبنغلاديش إجلاء الملايين إلى بر الأمان قبل وصول الإعصار أمفان الفائق إلى سواحلهما في مايو/ أيار.
الإجراءات التدخلية الرئيسية على مستوى السياسات في بنغلاديش أسهمت في الحد من الوفيات الناجمة عن الكوارث المناخية بعدسة: اللجنة العالمية المعنيّة بالتكيّف مع تغيّر المناخ / المعهد العالمي للموارد
وفي جزر المحيط الهادئ، سارعت توفالو وفانواتو إلى الحصول على تمويل طارئ من خلال تفعيل أداة جديدة يُطلق عليها اسم "خيار السحب المؤجل في حالات الكوارث" بعد أن ضربتهما الأعاصير في وقت سابق من هذا العام.
تقول آنا ويلنشتاين، مديرة قطاع التنمية المستدامة في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي بالبنك الدولي: "إن الكثير من الأنظمة التي وضعناها للتعامل مع الأحداث المناخية، في أحيان كثيرة، كانت هي نفسها أنظمة الاستجابة لحالات الطوارئ التي كانت مفيدة جدا للحكومات في تنظيم جهودها للتصدي للجائحة".
وتشمل هذه الأنظمة "الحماية الاجتماعية التكيفية"، أو شبكات الأمان التي يمكن التوسع فيها بسرعة في حالة التعرض لصدمة كبرى، مثل إعصار أو موجة جفاف. ففي موزامبيق، على سبيل المثال، جرى توسيع مظلة شبكة أمان قائمة لتشمل 115 ألف أسرة إضافية تضررت من الإعصارين إيداي وكينيث في عام 2019.
يقول ميكال روتكوفسكي، مدير قطاع الممارسات العالمية للحماية الاجتماعية والوظائف بالبنك الدولي: ". "
وخلال هذه الجائحة، تمكنت البلدان التي لديها أنظمة قوية للحماية الاجتماعية من زيادة الدعم المقدم إلى سكانها الذين تأثروا بها بشكل أسرع وأكثر فعالية.
4. تشجيع التحول إلى الطاقة منخفضة الكربون مع زيادة فرص الحصول على الطاقة الحديثة
في إحدى القرى النائية في الهند، تحدثت ساريتا أسور، وهي مزارعة فقيرة، عن اليوم الذي دخلت فيه الكهرباء بيتها لتنيره للمرة الأولى: "كانت لحظات غاية في السعادة. لقد غيّر ذلك حياة عائلتي". وبمساعدة شركة صغيرة تحصل على مساندة من مؤسسة التمويل الدولية، ذراع مجموعة البنك الدولي للتعامل مع القطاع الخاص، تم تركيب ثلاثة مصابيح ليد بمنزلها وربطه بشبكة كهرباء مصغرة بسعة 8 كيلوواط.
وقد . كما دعمت بعضا من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم، وانضمت إلى صندوقي الاستثمار في الأنشطة المناخية لمساندة محطة نور للطاقة الشمسية المركّزة في المغرب، وهي واحدة من المحطات القليلة في العالم التي تستخدم هذه التكنولوجيا الرائدة لتخزين الطاقة الشمسية. وساندت مجموعة البنك أيضا مجمَّع بنبان للطاقة الشمسية في مصر، ومجمَّع الطاقة الشمسية العملاق في الهند، الذي يساعد على توفير الكهرباء اللازمة لتشغيل مترو دلهي على بُعد 800 كيلومتر تقريبا.
وعن ذلك، تقول ألزيتا كلاين، مديرة وحدة العمل المناخي بمؤسسة التمويل الدولية: "من المهم للغاية البدء بفهم المناخ باعتباره فرصة. فنحن نعلم من الشواهد والأدلة ومن العمل السابق أن الكثير من تكنولوجيا الطاقة المتجددة يتيح عددا لا بأس به من فرص العمل. وفي سياق التعافي من هذه الجائحة، تتاح للبلدان فرصة لدعم الوظائف التي ينبغي إيجادها من أجل مسارات النمو منخفضة الكربون في المستقبل".
ويشير ريكاردو بوليتي، المدير الأول لقطاع البنية التحتية في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء بالبنك الدولي إلى أن الطاقة الشمسية غير المتصلة بالشبكة قد وصلت بالفعل إلى ملايين الناس، لاسيما في جنوب آسيا وأفريقيا، وقد تصبح الوسيلة الرئيسية التي يحصل بها 40% من الأفارقة على الطاقة.
وقد أقام برنامج الإنارة العالمي التابع لمجموعة البنك الدولي سوقا دولية لمنتجات توليد الطاقة الشمسية خارج نطاق الشبكة يدعم الآن صناعة بقيمة مليار دولار سنويا توفر سبل الحصول على الطاقة لأكثر من 150 مليون شخص”.
يقول توماس أوبراين، المستشار الأول في خطة العمل المناخي في أفريقيا من الجيل القادم لمجموعة البنك الدولي: "نسعى إلى مضاعفة سبل الحصول على الطاقة في جميع أنحاء أفريقيا بحلول نهاية العقد المقبل للحفاظ على أفريقيا كقارة صديقة للمناخ في العالم. وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، وفرت مشروعاتنا نحو 1000 ميجاوات من الطاقة الخضراء الجديدة الصديقة للمناخ، من خلال مصادر الطاقة الحرارية الأرضية، ومصادر الطاقة الشمسية والمائية، وهناك المزيد في المستقبل".
5. التحول إلى النقل منخفض الكربون
وضعت بنغلاديش إستراتيجية وخطة عمل لقطاع النقل منخفضة الكربون عبر المجاري المائية الداخلية، بمساندة من صندوق دعم شراكة المساهمات الوطنية لمكافحة تغير المناخ التابع للبنك الدولي. صورة: مهرين محبوب / البنك الدولي
في ضوء مسؤولية قطاع النقل عن ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة باستخدام الطاقة على الصعيد العالمي، يساند البنك الدولي البلدان والجهات المتعاملة معه في الاستثمار في أنظمة النقل العام، والتحول من الشحن عبر الطرق إلى السكك الحديدية، وحيثما أمكن، إلى الممرات المائية، التي تحدث أقل قدرا من الانبعاثات لكل طن من النقل.
ووفقا لغوانغز تشين، مدير قطاع البنية التحتية في جنوب آسيا بالبنك الدولي، فإن البنك يدعم إقامة ممر للسكك الحديدية مخصص لنقل البضائع بين مدينتي دلهي وكولكاتا العملاقتين بالهند، ويتطلع إلى مساندة استخدام الممرات المائية الداخلية لنقل البضائع والأفراد عبر بنغلاديش والهند ونيبال.
ويوافقه الرأي فرانز ر. دريس غروس، مدير قطاع البنية التحتية في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي بالبنك الدولي الذي يقول إن في المنطقة.
وأشار لوسيو موناري، مدير قطاع البنية التحتية بمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى في البنك الدولي، إلى أن المنطقة التي تعاني من ارتفاع كثافة الطاقة قد شهدت جهودا لتحويل أعمال الشحن من استخدام الشاحنات إلى السكك الحديدية، وترشيد استخدام الطاقة في المباني العامة والخاصة، والتوسع في استخدام الطاقة المتجددة مع الحد من استخدام الفحم في الوقت نفسه.
و. يقول رانجيت لاميش، مدير قطاع البنية التحتية في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ بالبنك الدولي: "من أجل نجاح عملية التحول، سيتعين علينا إيجاد سبل للحد من التأثيرات على الأشخاص الذين يعملون في اقتصاد الفحم".
ويمكن لهذه السياسات أن تكمل أيضا أدوات تسعير الكربون: فحتى عام 2020، كان هناك 61 بلدا في العالم قد نفذت أو من المقرر أن تنفذ جهودا من شأنها أن تحدد سعرا للكربون.