Skip to Main Navigation
رأي

عندما تتحدث الأرقام ... الطرق القاتلة في مصر

05/07/2014


هارتفيج شافر المدير القطري لمصر واليمن وجيبوتي، مكتب البنك الدولي بالقاهره هذا المقال نشر على بوابة الأهرام الإلكترونية باللغة الإنجليزية

تعيد الأخبار التي ترددت في الآونة الأخيرة عن وفاة 48 شخصا في حوادث الطرق إلى الذهن ذكريات حزينة. ففي العام الماضي، بينما كنت وزوجتي في زيارة للاقصر، تلقيت مكالمة من زميل لي في واشنطن. تعرَّض شقيقه وأسرته لحادث سيارة مأساوي. ولفظ شقيقه وابنة أخيه والسائق أنفاسهم الأخيرة في مكان الحادث على الطريق بين أسوان وأبو سمبل. كانت شاحنة على الجانب الخطأ من الطريق. وأسرعنا من الأقصر إلى أسوان لنرى كيف يمكننا مساعدة الأم وابنها اللذين نقلا إلى مستشفى أسوان. وحينما وصلنا الى هناك، كانت الأم قد توفيت وكل ما استطعنا فعله هو رعاية الابن البالغ من العمر 16 عاما حتى أتت أسرته ليعودوا به إلى الوطن. وإنَّي على يقين بأن كثيرا من المصريين مروا بتجارب مفجعة مماثلة لأحبائهم الذين أصيبوا أو حتى قتلوا في حوادث الطرق.

وكل من مشى في شوارع القاهرة سيدرك هذه الإحصاءات المفجعة. فنحو 12 ألف شخص في المتوسط لقوا حتفهم كل عام، ونحو 150 ألفا أصيبوا في الفترة من 2008 إلى 2012. وحوادث الطرق هي السبب الرئيسي للوفاة في هذا البلد. ومصر ليست وحدها في هذا الشأن. ففي كل 30 ثانية يموت شخص في مكان ما في العالم في حادث طريق.

والخسائر البشرية والنفسية لحوادث الطرق كبيرة، وكذلك الخسائر الاقتصادية. وتذهب التقديرات إلى أن مصر تخسر من جراء أزمة سلامة الطرق 7 مليارات دولار أو ما يعادل 3.2 في المائة من إجمالي ناتجها المحلي سنويا. تخيَّل ما يمكن عمله بسبعة مليارات دولار في بلد يعيش 15 في المائة من سكانه على أقل من دولارين للفرد في اليوم.

إننا ملتزمون في البنك الدولي بمساعدة مصر على خفض مثل هذه الوفيات من أجل كل الأسر مثل أسرة زميلي، وإنفاق تلك الأموال المهدرة لتحسين معيشة الناس.

ولتغيير هذا الوضع يمكن عمل عدة أشياء على وجه السرعة:

  • إنشاء جهاز حكومي يتمتع بتمويل جيد ويكون مسؤولا على وجه الخصوص عن خفض عدد الوفيات والإصابات في حوادث الطرق في مصر.
  • زيادة التمويل لصيانة الطرق- تشير التقديرات إلى أن التمويل المطلوب لصيانة الطرق في مصر يبلغ نحو 700 مليون دولار سنويا، ولكن المتاح لا يزيد عن 70 مليون دولار. وبعبارة أخرى، كل كيلومتر من شبكة الطرق في مصر لن يحظى بالصيانة إلا كل 33 عاما. وكل دولار يُنفَق الآن على صيانة الطريق سيوفر لمصر 5 دولارات في خلال خمسة أعوام. احسبها حسابا صحيحا وسيتضح أن الاستثمار في صيانة الطرق يجب أن يكون أولوية خاصه وانه يعود بالنفع على الاقتصاد. ويجب أن تكون لمصر خطة لزيادة التمويل المخصص لصيانة الطرق باستخدام موارد مثل ضرائب الوقود ورسوم المركبات وغرامات المرور والرسوم التي يتم تقاضيها من مستخدمي الطرق وغيرها.
  • إزالة الأجزاء العالية المخاطر من الطرق – وقد تم، بالتعاون مع شركائنا الصندوق العالمي لسلامة الطرق ومؤسسة بلومبرج الخيرية، إطلاق مبادرة سلامة الطرق بهدف خفض عدد الوفيات والإصابات الخطيرة على 2200 كيلومتر من الطرق الشديدة المخاطر بنسبة 25 في المائة على الأقل. 

الطريق بين أسوان وأبو سمبل هو أحد طرق هذه الشبكة التي تم إجراء مسح لها باستخدام أحدث المعدات، وسيجري قريبا عمل تصنيف لها على مقياس من نجمة إلى خمس نجوم، تكون فيه نجمة واحدة لأقل الطرق سلامة و5 نجوم لأفضلها. وسيتاح لمن يقودون سيارات على هذه الطرق الوصول إلى خرائط تظهر فيها هذه التصنيفات حتى يمكنهم تخطيط رحلاتهم بأمان. ولن تقف المبادرة عند هذا الحد، فهي تقترح خطة لتحسين الطرق تستغرق عدة أعوام وستؤدي إلى إزالة الطرق التي تحمل تصنيف نجمة واحدة ونجمتين من أجل إنقاذ الأرواح. 

تتعرض مزلقانات السكك الحديدية أيضا لحوادث مأساوية ولكن يمكن تفاديها. وتستثمر مجموعة البنك الدولي وشركاؤها 600 مليون دولار في إعادة تأهيل خطوط السكك الحديدية والإشارات وتحسين المزلقانات.

إن أهداف مجموعة البنك الدولي تتمثل في إنهاء الفقر وتعزيز الرخاء المشترك، وفي مصر تعني أيضا منع وفيات حوادث الطرق وتوفير موارد من أجل تحسين معيشة الشعب المصري.

ملحوظة: الأرقام الواردة هي تقديرات لمجموعة البنك الدولي وتقديرات منظمة الصحة العالمية.


Api
Api